ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
مقالات مشابهة
الكاتب عمار سليمان
قطعا يجب أن يتغير الإعلام ليواكب المرحلة الانتقالية (حرية، وسلام، وعدالة)، وحتى يتأهل لذلك يجب أن ينفي ما علق به من خبث العهد القديم… فهناك وجوه ما إن أطلت من شاشة تلفزيونية أو بدت صورة في صحيفة يومية حتى أعادت كل (قبح) النظام السابق، حيث تحتفظ الذاكرة الجماعية بمواقف لصحفيين وإعلاميين لن يمحوها الحديث، وستجدد مع كل إطلالة أحزان الوجع القديم.
الإعلاميون الذين عُرفوا بـ”التطبيل” للإنقاذ شاركوا في جرائم الظلم التي ارتكبها الإسلاميون بحق شعب السودان.. زينوا لهم أفعالهم وكتبوا فيهم الأشعار وأحيوا نواديهم وكثروا السواد حولهم، ولم يدخروا جهدا في التشجيع على التمكين وغمط الناس حقوقهم.
ولن يقبلهم (القارئ أو المتلقي) لأسباب أبرزها أنه يعلم أنهم سيطروا على الفضاء الإعلامي بقوة دفع موالاة النظام البائد..
ولأن على جباههم ارتسم شعار النظام البائد فهم ليسوا مؤهلين لحمل رسالة الإعلام في العهد الجديد، وسيحسم ظهورهم من أرصدة ضيوفهم من قادة الثورة ورموز الحرية والتغيير، ولن ينسى الشارع تصفيقهم خلف المخلوع إلى ساعة الغرغرة وبعيدها .. فليوفروا جهدهم في غسيل وجوههم من ملامح (الطغيان)، فلربما أشرقت فيها (الفطرة) من جديد.
ويكفي الزملاء الصحفيين المنسوبين للنظام السابق من شعار الحرية أنهم مازالوا يمارسون حياتهم بكل حرية، فقط عليهم أن يتركوا الحديث لإعلام المرحلة الانتقالية لآخرين مازالت صحفهم بيضاء لم يدنسها الملق للكيزان، وإن كان ولا بد فليقفوا في آخر الطابور لأنه لا يصح ولن يستقيم أن يجيدوا الفشل والنجاح معا.
سينسى الشعب ما تجرعه من مرارات بسبب ما دسستموه من حنظل في مائدته الصحفية، لكن هذا لن يتأتى إن لم تتأخروا قليلا لآخرين ازدريتموهم لصدقهم، ومهنيتهم، فلتتراجعوا ليتقدم الصفوف هذه المرة من هم أخلص منكم للوطن وأهله.
أما دعوتكم لتجاوز الانتماءات الضيقة لمصلحة الوطن، فقد كنتم بالأمس تضحكون ملء الأشداق وأبناء زملاء كرام يتضورون من الجوع الذي أصاب كاسبهم دون أن تشعروا بأن له حقا كما لكم بالضبط، طالما أنه يتمتع بذات مؤهلاتكم وربما بزكم مهارة لكنكم تطففون، وتظلمون، وتفسدون، وبمصالح الناس تعبثون فقط لتشعروا بأنكم أحياء ترزقون.
الذين طالبوا بإعلام يواكب المرحلة الانتقالية نسوا أو تناسوا أن التغيير في الإعلام لا محالة يشملهم، فلن يقبل الناس في أعقاب ثورته المجيدة أن يتحدث بلسانهم إلا الصادقون ممن بارت سلعتهم في أسواق صحافة الكيزان..
