فتحي البحيري
رفضت طوال يوم أمس تداول اي تعليقات أو فرضيات حول الحادثة التي روعت السودانيين والعالم أجمع والتي استهدفت دولة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء حفظه الله وسدد خطاه وربما كان سبب رفضي هذا يتعلق بالحالة الذهنية والنفسية التي تشتت نوعا ما جراء الصدمة وربما كان بسبب الحاجة الماسة للتمييز بين البيانات والمعلومات الصحيحة والتي هي دون ذلك ولكن هذا التمييز ربما ياخذ وقتا أطول وربما لا يحدث اصلا.
الدرس الرئيسي المستفاد من الحادثة المؤلمة هو اكتشاف أن التقاعس عن تصفية وتفكيك الأجنحة والجيوب ذات الطابع العسكري للنظام السابق وعن نزع الأسلحة المتناثرة تحت تصرف هذه الأجنحة والجيوب الآثمة جريمة لن تغفرها لنا آلاف التبريرات والمماحكات.
هذا التقاعس المريع والاثم جريمة نشترك فيها جميعا بما في ذلك دولة الرئيس حمدوك نفسه للأسف ولا ينفعنا ابدا رمى الاتهام على المكون العسكري ولا على وزير الداخلية أو جهاز المخابرات… فضلا عن قوي الحرية والتغيير أو الحكومة المدنية… ولا حتى على الوثيقة الدستورية نفسها… أمن البلاد وسلامتها هي مهمة تقع على عاتق الثوار ومساندي الثورة وداعميها وعموم الشعب السوداني طالما أننا نعيش لا نزال داخل لحظة ثورية عظيمة ومتفردة.
فلنترك اللوم ولنبدا اليوم إنجاز مهمة تطهير بلادنا من كل العناصر المسلحة خارج القوات المسلحة والدعم السريع بحيث لا تصبح هناك جهة مسلحة خارجة على الدولة والقانون ويمكن تخصيص أرقام للتبليغ عن أي تخزين أو تداول مشبوه للأسلحة والذخائر لعناصر النظام المباد بحيث يشارك المواطنون جميعهم في حملة قومية عاجلة وصارمة ومجدولة لهذا الغرض تبدأ الان قبل الغد
وحتى القوات المسلحة والنظامية الأخرى يجب أن يتم ضبط حمل الأسلحة وتداولها داخلها إلى أقصى الامداء الممكنة بأسرع ما يمكن.
كانت شكرا حمدوك نغمة ضرورية في لحظة من اللحظات لكن نغمة تسلم حمدوك هي النغمة الاشد ضرورة الان… ليس لأجل شخصه مجردا بالطبع… ولكن لأجل سلامة واستقرار ونجاح الفترة الانتقالية برمتها… والترجمة العملية لهذه النغمة يجب أن تشمل إلى جانب هذه الحملة تكثيف الضغط لتطهير دولاب الدولة وأجهزتها كافة من كل عناصر النظام المباد وتنقية المناخ الإعلامي العام من كل سمومهم التي لا يزال بثها مستمرا تحت حمايتنا ورعايتنا جميعا
حرية سلام وعدالة واي كوز ندوسو دوس