فتحي البحيري
عندما دخل وزير الإعلام “الثوري” فيصل محمد صالح إلى مباني التلفزيون قال كلمة صادمة لشباب الثورة وكنداكاتها ولكنها مطمئنة لرموز النظام السابق المدسوسين كالسم بين ثنايا هذا القطاع الحيوي الهام … قال : “نحن ما جينا عشان نرفد زول” ومن “ديك وعيك” كما يقول السودانيون بلغتهم البسيطة.
أصبح أسوأ ما في الحكومة الانتقالية إعلامها وأفضل “أداء” للثورة المضادة والفلول وزواحف الكيزان والقوى التي لا تريد للسلطة المدنية أن تتمدّد على حساب هيمنة البندقية والأحلاف الخفية.
ما يهمنا في هذا التقرير هو رصد الأسماء التي تتآمر الآن على وزارة الصحة ممثلة في الدكتور أكرم وعلى جهود السودانيين الرسمية والشعبية في مكافحة جائحة الكورونا
” المشكلة الأساسية في دكتور أكرم أنه مسيس أكثر مما يجب، ذو نزوع فرداني غير مؤسسي، ومشوش بصورة تثير القلق، وعَجِل بلا غاية وهدف، وهو غارق في مستنقع محاربة أشباح الماضي!” هكذا يتكلم الصحفي الانقاذي عن دكتور أكرم .. والمتكلم هنا ليس طبيبا نفسيا ولا حتى كاتبا صحفيا ثوريا حتى “تقوى” عينه على هذا التشخيص العميق الدقيق، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون هذا تقييما موضوعيا لبضعة ممارسات خاطئة خلال فترة عمل الوزير القصيرة.
لا شك أن لضياء الدين بلال أجندته الخاصة، لا سيما وهو لم يعتذر بعد لقرائه الكرام عن مدائحه المدبجة والموثقة في أزلام النظام السابق ومنها على سبيل المثال لا الحصر أنه قام بتحليل نفسي لا يقل عمقا ودقة لشخصيات رموز النظام السابق صلاح قوش وكمال عبد المعروف وفيصل حسن عمر وخلص إلى أن ما يجمع بين ثلاثتهم هو “الحزم وقوة الشخصية” وخليق بمن يرى في هؤلاء ذلك أن يرى في “أكرمنا” أنه مشوش وعـَجِل.
وكتب الطاهر ساتي عن أكرم قائلا ” وفي مناخ التهريج هذا كان طبيعياً أن يُسرّح وزير الصحة أكرم علي التوم، جميع الموظفين والعمال، ويأمرهم بإخلاء مباني الوزارة والعودة إلى منازلهم (فوراً)، مع إلغاء كل اجتماعات الإدارات وأنشطتها، وكأن البلاد تتعرض لغزو أجنبي.. هم هكذا.. وعليه، قد يكون المسؤول مُخلصاً وصادقاً وراغباً في تغيير حال البلد نحو الأفضل، ولكن يجب أن يتعلّم صفات القيادة، ليصبح (رجل دولة)، ومن الصفات ألا يكون مُهرِّجاً” ووصف الطاهر ساتي في مقال آخر دكتور أكرم بأنه “مرتبك” … أي والله هكذا يتكلم هذا عن ذاك!!
مرة أخرى ينحو صحافيو الانقاذ الذين لا ندري متى سيستحون إلى لغة غوغائية منهجية في نقد “أكرم” الوزراء الثوريين.. هل ترى أن الأمر محض صدفة؟ امنحونا ما يكفي من القنابير سيداتي آنساتي سادتي لنصدق أن ذلك توارد خواطر !!
هذان مثالان ظاهران للحملة “الإنقاذية” الممنهجة ضد الوزير أكرم على التوم .. ولو كان الأمر متعلقا بتعاقدات فاسدة أو بسياسات معادية للجماهير لقلنا يمكن ولعل وعسى ولكن التشويش الانقاذي المنهجي ضد مجهودات السلطة الانتقالية ضد الكورونا يرقى إلى جريمة إبادة جماعية جديدة إضافة إلى الجرائم العديدة التي شارك فيها “هؤلاء” البشير ونظامه ولا يزالون.
هؤلاء هم الكورونا سيداتي آنساتي سادتي .. ولكن حكومتنا الرشيدة لا تريد أن تتصدى لهم وتواصل في احتقار المواطنين والثوار وازدرائهم وإهانتهم … والله في !!