أصبحت تاثيرات وباء فيروس كورونا الجديد على نمو الاقتصاد الصيني والعالمي بعد دخول الربع الثاني من العام محور اهتمام السوق. وفي هذا السياق، قالت كريستينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، إنه من الواضح أن الاقتصاد العالمي قد دخل في حالة ركود، والتي قد تكون أسوأ من الركود الذي تلى الأزمة المالية العالمية لعام 2008. وقالت شبكة سي إن إن في 2 أبريل إن الاقتصاد الصيني يمر باصعب فترة له منذ منذ 44 عاما.
وفقًا لأحدث توقعات البنك الدولي، فإن معدل النمو الاقتصادي في شرق آسيا والمحيط الهادئ سيتباطأ من 5.8٪ في 2019 الى 2.1%. وقد يصل في أسوأ الحالات الى 0.5٪ فقط. وسيكون هذا أسوأ أداء لاقتصاد المنطقة الاسيوية منذ الأزمة المالية الآسيوية. وتوقع تقرير التصنيف العالمي” S & P ” في 31 مارس أن ينزل معدل نمو الاقتصاد العالمي الى 0.4 ٪ هذا العام.
أما الصين فتتعافى تدريجياً مع استئناف نظام الحياة والإنتاج في معظم المجالات. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاءات في الصين، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني (PMI) بشكل واضح في مارس الماضي، وارتفع مؤشر مديري المشتريات المتكامل من 28.9٪ إلى 53.0٪.
وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية الصينية التي جلبت اهتمام الاوساط الخارجية، قال ماو شنغيونغ، المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاءات مؤخرًا، أنه مع تحسن فعالية الوقاية من الوضع الوبائي المحلي والسيطرة عليه، واستئناف العمل والإنتاج، فإن تأثير الوضع الوبائي سيضعف بشكل تدريجي خلال الربع الثاني من العام. ومع استئناف حركة العمل والانتاج، سينتعش الاقتصاد بشكل كبير في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، وسيكون الاقتصاد أكثر استقرارًا في النصف الثاني من العام. وقال تشيان ديلونغ، كبير الاقتصاديين في مؤسسة “تشيانهاي اوبنسورس”، لمراسل غلوبال تايمز في 2 أبريل الجاري، إنه من المتوقع أن يتعافى الاقتصاد الصيني تدريجيًا في الربع الثاني، ولكن عودة الاقتصاد الى وضعه الطبيعي، سوف تحتاج إلى انتظار “نقطة الانعطاف” في الوضع الوبائي خارج الصين.
وبالمقارنة مع الصين، التي هي بالفعل في مرحلة استئناف الإنتاج بعد الوباء، فإن اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى تعاني من أشد الآثار. حيث تشير البيانات الصادرة حديثًا إلى أن مؤشر” ISM” الصناعي الأمريكي قد انخفض إلى 49.1 في مارس بعد ان كان في حدود 50.1 في شهر فبراير. ودخل في نطاق انكماش، وتسبب توقف الإنتاج الناجم عن الوباء في انخفاض مستوى الطلبات الجديدة للمصانع إلى أدنى مستوى لها في 11 عامًا. وتوقعت وكالة التصنيف فيتش في 2 أبريل الجاري أن ينخفض النشاط الاقتصادي العالمي بنسبة 1.9٪ هذا العام، وأن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة بنسبة 3.3٪ و 4.2٪ و 3.9٪ على التوالي.
/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/