(خاطرة)
صرخة نملة/ د. أمجد عبد السلام:
منذ زمن ليس بقريب إِقْتَحَمَنِي القدر بجيوش جَرَّارة، وحاصرني من كل الإتجاهات كي يرغمني على الإستسلام للمآسي التي يداهمني لتحقيقها؛ إلا أني ظللت صامدا ومُستقوياً بالقناعة وأصوات أسرتي وأصدقائي تهمس في أُذُنِي بأن لا أنحني لهذه الحرب، ومن زاوية أخرى يُدَاهِمُنِي الزمان بأسلحة متطورة وهجمات متتابعة أكاد لا أدركه؛ مما جعلني أرفع الراية البيضاء طالباً للهُدْنَة مع القدر، فإستجاب لي مُكَبِلاً بقيود تَحِد من تَأَمُلَاتي المستقبلية وتَحْتَجِزْ طموحي حتى لا يتمدد خارج قلعة، مُطَوَقَةٌ أفكاري ولا أستطيع أن أُخْرِجُهَا عن الإطار الذي حدده لي ذاك المستعمر؛ إلا أني طوعتُ إمكانياتي المتواضعة لأعيش سعيدا في ذلك النطاق، وطَوَّرْتُ من ذاتي مُقْتَصِراً على حدود الهُدنة، ونَفَرْتُ عن المشاعر كي لا تُدْخِلَ غيري في قلعة يحاصرها القدر.
مَكَثْتُ سنين عددا على هذا الحصار في قلعة تتظاهر بالقوة مع حقيقتها في جوانب، وفي باطنها وَهْنٌ من جوانب أخرى، وريثما أنا على هذا الحال دخلت من نافذتي التي تركتها مُشْرَعَة جنود من الأمل, مدججين بالتفاؤل مُعلنين نقض الهُدنة بأصوات تعالت من قلعتي ودون إرادتي، وأشاروا إلى أنهم مرسلون من ملكة تستوطن القلاع التي بجواري –ملكة أقحمتني في صراع مع القدر دون أن تستأذن مني أو تعلم حقيقة إمكانياتي ونقاط ضعفي، فقد منحت نفسها الحق بحكم رفقتها لي في أخر طريق سَلَكْتَهُ-، وفي المقابل ثقتي في مقصدها طوَّقت ألسنتي عن الإعتراض؛ فياترى هل سَأُهْزَمْ من جديد في معارك المشاعر، أم سأنتصر على القدر وتأتي أميرتي لتحتفل معي بذاك الإنتصار؟، مع تَيَقُنِي بأن الحروب من هذا القبيل ستكون ضارية؛ وهل سأخسر قادتي من الفرح والسعادة ويستولى عليَّ الحزن في الحيز الذي كنت أمتلكه، أم سأكون سلطان زماني؟.
صدى الصرخة: الغيث مواليني والنيل ملآن *💙* لكن أنا الهائم دائما ظمآن *❤️* ليه إنت تظلمني كل ساعة وآن *💛* مادام على الإنصاف نزل القرآن *💓*.
#الأمل_سبيل_القلوب
#القلوب_إما_أن_ترتوي_من_الحب_أو_أن_تعطف_حتى_