بقلم صالح الأمين
٣٥٠ م هو تقريبا آخر تاريخ نالت فيها امرأة سودانية شرف الحكم بأن تكون ملكة وهو نهاية عهد حكم الكنداكات اللائى تبقت اهرامهن وآثارهن فى محاذاة النيل العظيم ما بين البجراوية والنقعة وغيرها ..
ها نحن أخيرا بعد حوالى ١٦٧٠ عاما فى كل من ولايتى نهر النيل والشمالية نعيد ذلك عبر تعيين حاكمتان للولايتين هما بروف امال ود. امنة وللمفارقات العجيبة ان يبدأ الاسمان بحرفى الالف والميم مثل اسماء الكنداكات ما بين امانى ريناس وامانى تيرا او تورى وامانى شخيتو ليأتى اسمهن كأول حاكمات ليلحقن بركب الراحلة فاطمة احمد ابراهيم كأول امرأة تدخل البرلمان ..
ولأن نهر النيل قد دخلت التاريخ مسبقا فى الريادة فى كثير من ضروب الحياة فإنه ليس غريبا ان تنال الريادة فى تعيين اول حاكمة مناصفة مع الولاية الشمالية ..
ما اود أن اقوله ان ما نسمعه من صراخ حول تولية امرأة للحكم ليس غريبا ولا مستبعدا فالواضح ان هذا الصراخ يقوده الذين يودون اعادة العجلة للوراء وأنه حتى لو تم تعيين رجال فى هذه الولايات كنا سنسمع ذات الصراخ الطامع فى استمرار الولاة العساكر على سدة الحكم وبالتالى استمرار سيطرة منسوبى النظام البائد على مفاصل الخدمة المدنية ومفاصل الاقتصاد وما هذا الصراخ الا انعكاس للمخاوف من مجئ الحكم المدنى الذى يعنى انتهاء مصالح البعض ويصل الى محاسبة آخرين واسترداد اموال الشعب التى نهبوها سابقا لذا فليس على هذا الشعب العظيم الا ان يسد اذنيه من هذا الصراخ فحتما سيعقبه صمت ابدى للفاسدين من منسوبى النظام البائد والسدنة واصحاب المصالح متى ما استكملت مؤسسات الحكم المدنى لذا نقول لهم اصرخوا كما تشاؤون فان قطار المدنية قادم وسائر لا محالة الى محطة الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والشفافية والمحاسبية وحماية قوت الشعب ليصل الى مستحقيه دون وسيط او سمسار لأن المدنية كانت وما زالت وستظل قرارا اتخذه الشعب عبر صوته الداوي فى مليونية ٣٠ يونيو ولعلى ارسل رسائل قصيرة لكل من
– الثوار ولجان المقاومة :
من هنا اناشد كل ثائر وكل حادب وصاحب مصلحة فى التغيير على وحدة الصف وتشابك الايدى والتراص حماية للثورة ومكتسباتها وحمل معاول البناء وصولا الى مطلوباتها ..
– الولاة المدنيين عامة والى د. آمنة المكى خاصة ، اوصى د. آمنة
بأن تصيخ سمعها لاصوات هذا الشعب وثواره فى الهامش ان جاز التعبير وان تعمل على ادخال الفرحة الى بيوت طال غبنها وضيمها بالعمل الجاد فى تحقيق اهداف الثورة وبرنامجها ولعلنى اشاركها فى أهداف كنت قد صغتها مسبقا فى الصورة المرفقة وانا واثق فى انها ستأخذها مأخذ الجد وتضيفها الى ما صاغته من أهداف ..
– بنات وأبناء ولاية نهر النيل :
نعلم أن ماعون الحرية والتغيير لم يتسع ليحوى عدد لا يستهان به من الحادبين هلى البلاد والراغبين فى خدمة العباد وأن هذه الولاية تذخر بالكثير من العقول الفذة والايادى البيض داخل وخارج السودان هذه دعوة لكم جميعا لنتكاتف للبناء والعمل يدا بيد من أجل شعبنا العظيم فنقول لكم جميعا هيا الى العمل فما ينتظرنا ليس بالقليل ..
– الى قوى الحرية والتغيير بالولاية والمحليات :
ها نحن أخيرا نصل الى محطة تقنا لها كثيرا تضع على عاتقنا عبئا ثقيلا وأخلاقيا يلزمنا بان نتوحد جميعا حول الحاكم المدنى لولايتنا فالكرة الآن بملعبنا لتطبيق ما تواثقنا عليه من برنامج وميثاق وأتمنى أن نلقى خلف ظهرنا أى خلافات او اختلافات تفرقنا أكثر من أن تجمعنا وأن نفتح ابوابنا لبنات وابناء هذا الشعب كل من موقعه وكل حسب قدرته وخبرته ونضع نصب اعيننا ان ننظف صفوفنا من الانتهازيين وسدنة السلاطين فان للسلطة مزالق تؤدى الى المهالك فلنضع نصب أعيننا اهداف الثورة والثوار ولنسعى للوصول الى ما بذل الشهداء دماءهم وأرواحهم فى سبيله ولنتذكر أن السلطة ليست غاية فى حد ذاتها وانما هى وسيلة لانزال البرامج فلنستغل الوصول اليها لتحقيق السلام والحرية والعدالة وصولا للتحول الديمقراطى الذى يجد كل الشعب نفسه فيه صاحب رأى ومشورة وليكن شعارنا لكل حزبه والوصول للديمقراطية واجب الجميع لنبنى ختاما وطنا حرا ابيا ديمقراطيا مستقلا يسع الجميع .
وللحديث بقية …
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223086263649234&id=1360373563
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …