كتب رئيس حزب المؤتمر السوداني ، عمر يوسف الدقير ، تهيئة للشعب السوداني بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، قال فيه أن العيد عاد مصبوغا بلون الدم ، كما هي عاداته منذ عهد النظام البائد ، إشارة الى احدث مستري بدارفور ، واستمرار قتل المليشيات المواطنين بإقليم دارفور.
وانتقد الدقير تعامل الحكومة الانتقالية مع انتهاكات الملشيات التي ترتكبها في إقليم دارفور ، وقال ان الأحداث التي حدثت في مستري و بعدة مناطق بالبلاد لم يقابلها ، سوى بياناتٍ تشبه الصمت الثرثار في غياب الفعل الواعي ، ما يجعلها بمثابة تحليقٍ مرتفعٍ وبعيدٍ عن الدم المسفوح.
طالب الدقير الحكومة الانتقالية التوافق على خطة استراتيجية شاملة ومنهج إداري علمي راشد لانجاز مهمة البناء الوطني على كل الأصعدة، لإن المخرجٍ يحتاج الى وقفةٍ نقدية شجاعة وصادقة للمراجعة وتصحيح المسيرة قبل أن تتداعى الأشياء
نص بيان الدقير ، يعود العيد مصبوغاً بلون الدم، كما هي عادته منذ عهد “الإنقاذ” المباد .. عشرات الضحايا الأبرياء لبسوا الأكفان بدلاً عن ثياب العيد إثر هجومٍ غادر على منطقة “مستري” بغرب دارفور. ما حدث في “مستري”، حدث في مناطق أخرى في دارفور وغيرها من أنحاء السودان .
ما يستعصي على الفهم – في سودان ما بعد الثورة – هو أن هذه الجرائم لا يقابلها غير بياناتٍ تشبه الصمت الثرثار في غياب الفعل الواعي، ما يجعلها بمثابة تحليقٍ مرتفعٍ وبعيدٍ عن الدم المسفوح .. كأنّ الضحايا ليسوا مِنّا، وكأننا جميعاً لسنا مِنّا !!
يعود العيد وإحداثيات الواقع، في فضاء الوطن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تؤكد أن دورة المعاناة والأزمات الموروثة من النظام المباد ما زالت تراوح مكانها، وأن مسيرة الثورة على شفا جرفٍ هار.
من الطبيعي أن تواجه مسيرة أية ثورة عقبات وتقع أخطاء، لكنّ الخطيئة الأكبر هي دفن الرؤوس في رمال الأخطاء والاستمرار فيها .. الشعوب العظيمة ليست هي التي لا تتعثر مسيرتها أو لا تخطئ، وإنما هي التي تمتلك الشجاعة والإرادة لمواجهة العثرات والأخطاء وتصحيحها والنهوض من كبوات الطريق.
ما مِنْ مخرجٍ غير وقفةٍ نقدية شجاعة وصادقة للمراجعة وتصحيح المسيرة قبل أن تتداعى الأشياء، ومن أهم ما يتطلبه ذلك التوافق على خطة استراتيجية شاملة ومنهج إداري علمي راشد لانجاز مهمة البناء الوطني على كل الأصعدة .
وفي مقدمتها السلام والتنمية، وكلّ ما يندرج تحت شعار الثورة الأثير والشهير: حرية، سلام وعدالة – وهي مهمة تستدعي شحذ إرادة التغيير، واستلهام روح الثورة ووحدة قواها واستعادة وهجها لتحقيق الأهداف الممهورة بدماء الشهداء.
في جدلية البناء الوطني، الأفراد ومنظومات التشكيل السياسي والاجتماعي مهما حسنت نواياهم تتبدد جهودهم، وربما تتصادم، إذا لم تلتئم في سياق منهج متفق عليه وخطة استراتيجية شاملة، وغياب ذلك يعني غياب المايسترو وبالتالي غياب النّسَق السيمفوني اللازم لتضافر الجهود لإنجاز مهمة البناء الوطني