أوضح معالي البروفيسور/ إبراهيم آدم أحمد الدخيري
مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن قضية الأمن الغذائي من أبرز التحديات الرئيسية في الوطن العربي والتي تشكل التحديات الهيكلية ومنها ارتفاع النمو السكاني الأهم في قضية الأمن الغذائي. وأكد ضمن كلمته في الاحتفال بيوم الزراعة العربي للعام 2020
أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تولي قضية ازدهار الريف أهمية خاصة في برامجها السنوية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات والأنشطة التي تعمل على تطوير قواعد القطاع الزراعي وتحسين أوضاع الأمن الغذائي في الريف العربي، ومنها مشروعات تعزيز دور الشباب والمرأة الريفية في التنمية الزراعية.
وفيما يلي نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب السعادة رئيس وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي
أصحاب السعادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،
يسعدني ويشرفني كثيراً أن أخاطب جمعكم الكريم في هذا الصباح المبارك والذي تحتفل فيه المنظمة العربية للتنمية الزراعية مع وزارات الزراعة في الوطن العربي بيوم الزراعة العربي في السابع والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام بمناسبة الذكرى السنوية لمباشرة المنظمة عملها في عام 1972م، والذي دأبت المنظمة على إقامته بالتناوب بين دولة المقر والدول الأعضاء بالإضافة إلى حث الدول العربية على إقامة احتفالات قطرية مماثلة.
ونحن اليوم نحتفل بهذه المناسبة العظيمة وقد باغتت العالم أجمعه أزمة فيروس كورونا(COVID-19) الخطير والذي لامست أثاره السلبية مستويات الفقر بأبعاده المختلفة ، وكافة القطاعات ومنها قطاع الأمن الغذائي الذي يشكل أهمية كبرى ومحوراً رئيسياً في عمل المنظمة في المنطقة العربية .
وتعتبر قضية الأمن الغذائي من أبرز التحديات الرئيسية في الوطن العربي والتي تشكل التحديات الهيكلية ومنها ارتفاع النمو السكاني الأهم في قضية الأمن الغذائي ، حيث بلغ معدل نمو سكان المنطقة العربية (422.7) مليون نسمة في عام 2018م بمعدل نمو سنوي بنحو (1.92%) ، بينما معدل نمو السكان الريفيين في المنطقة العربية خلال الفترة (2015- 2018م) بنحو (4.73%)، مقارنة بحوالي (0.3%) على مستوى العالم، نتيجة لزيادة معدل النمو السكاني في المناطق الريفية، وهو ما يشكل أهم التحديات التي تواجه الجهود التنموية في المنطقة العربية، والمتمثلة في مجالات زيادة الإنتاج الزراعي وإتاحة فرص التشغيل خفضاً للفقر وتحسين معدلات الأمن الغذائي. ولأهمية التنمية المستدامة الريفية في وطننا العربي، نحتفل هذا العام ليكون شعار يوم الزراعة العربي للعام 2020م : (تحقيق ازدهار الريف العربي ضرورة للأمن الغذائي في المنطقة العربية في ظل جائحة كرونا)
تختص المجتمعات الريفية العربية بالزراعة حيث تعاني من تدنٍ كبير في الأوضاع المعيشية وارتفاع نسبة الفقر، وتفشي البطالة، وتردي الأوضاع التعليمية والصحية، وضعف الخدمات الداعمة للتنمية الريفية المتكاملة، لذلك أعطت المنظمة اهتماماً بالريف وتطوير قدرات الأنشطة الريفية الزراعية وغير الزراعية على توليد مستويات مناسبة من الدخول تضمن للسكان الريفيين مستوى كريماً من الحياة وذلك من خلال برنامج المنظمة الرئيسي للمساهمة في ازدهار الريف، في إطار إستراتيجية المنظمة للتنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين 2020-2030، ويهدف هذا البرنامج إلى دعم الاستقرار في المجتمعات الريفية، كما يهدف إلى استدامة الموارد الزراعية العربية، و لاهتمام بالأنشطة الاقتصادية الريفية المولدة للدخل في الدول العربية، وتنفيذ الأنشطة التي تعمل على تمكين المرأة الريفية وتعزيز مشاركة الشباب في التنمية بما يتيح ترسيخ الاستقرار الاجتماعي في الريف العربي، كما أن منهج المشاركة يقتضي إسهام جميع أفراد المجتمع في عمليات التنمية، مما يحقق زيادة فعالية مشاركة المرأة الريفية في التنمية الزراعية العربية المستدامة.
إن منظمتكم العربية للتنمية الزراعية تولي قضية ازدهار الريف أهمية خاصة في برامجها السنوية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات والأنشطة التي تعمل على تطوير قواعد القطاع الزراعي وتحسين أوضاع الأمن الغذائي في الريف العربي، ومنها مشروعات تعزيز دور الشباب و المرأة الريفية في التنمية الزراعية ، حيث قامت بمساعدة عدد من الجمعيات الزراعية النسوية من خلال تزويدها بالآليات والمعدات، وإنشاء مدارس ريفية في بعض الدول العربية ، وهي نوع من التعليم غير الرسمي يتم من خلاله تدريب النساء على كافة العمليات الفلاحية و كيفية الحفاظ على البيئة من خلال الأنشطة الصديقة واعتماد مبدأ الزراعة النظيفة ، هذا بالإضافة إلى بناء القدرات وتنمية المهارات للكوادر الفنية العاملة في المجال . أضف إلى ذلك أن المنظمة قد حرصت على إقامة العديد من ورش العمل التدريبية بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة ، وذلك إيماناً منها بالدور الذي تلعبه الشراكات الفاعلة في هذا المجال وفي غيره من المجالات التنموية، كما أنشأت المنظمة الشبكة العربية لتعزيز دور المرأة في المجتمعات الريفية والبدوية والساحلية والتي تهدف إلى إتاحة منصة للتفاكر وتبادل التجارب والخبرات والمعلومات لبلورة رؤية مشتركة حول قضايا تنمية المرأة الريفية والترويج لتنفيذ برامج ومشروعات رائدة لفائدتها، هذا بالإضافة إلى بناء القدرات في مجال النهوض بأوضاع المرأة في المناطق الريفية والبدوية والساحلية.
وتزامناً مع احتفالات المنظمة بيوم الزراعة العربي لهذا العام وفي ظل جائحة كورونا ، عقدت المنظمة اجتماعاً افتراضياً لمنسقي الشبكة يوم 20 سبتمبر 2020 م بمشاركة كافة المنسقين الوطنيين بالدول الأعضاء وتمت مناقشة الآثار الناجمة عن التغيرات التي تحدث في الوطن العربي من جراء جائحة كورونا وأوضاع الأمن الغذائي ما بعد كورونا مع التركيز على الأوضاع الصحية والتغذوية والاقتصادية والاجتماعية للمرأة الريفية ، وقد خلص الاجتماع إلى رؤية مشتركة للشبكة لتخطي الآثار السالبة التي نتجت عن الجائحة وتقديم مشروعات رائدة يمكن للدول أن تساهم في تمويلها.
هذا فقد رصدت المنظمة مجموعة من الآثار التي أحدثتها جائحة كورونا على الأمن الغذائي العربي والتي من أهمها صعوبة الوصول إلى أسواق البيع كافة وأسواق مدخلات الإنتاج نتيجة لسياسات الإغلاق ، ونقص العمالة لتقييد الحركة مما ترتب عليه نقص المساحات المزروعة وعمليات الحصاد وبالتالي نقص في المعروض وارتفاع الأسعار ، هذا بالإضافة إلى انخفاض المخزونات الإستراتيجية للدول نتيجة للسحب الزائد دون تعويض ، مما أدى إلى زيادة أعداد الفقراء و العاطلين عن العمل وانخفاض مستوى الدخول في الريف حيث تشير بعض التقارير إلى أن أعداد الفقراء في المنطقة العربية سيزداد بأكثر من 8 مليون شخص.
وفي الختام نود أن نعرب عن عظيم الامتنان والتقدير لكافة الدول العربية لمساهماتها الفاعلة والقيمة ودعمها لعمل وأنشطة المنظمة لتوطيد العمل العربي المشترك في المجالات الزراعية والحيوانية والسمكية والتي تستهدف تحقيق مستويات مقدرة من الأمن الغذائي العربي