نيزني نوفغورود – ايكوسودان
أقدمت الصحفية الروسية إيرينا سلافينا على إضرام النار في نفسها، ما تسبب بوفاتها، وذلك بعد قيام عناصر أمنية بتفتيش بيتها قبل أيام.
سلافينا كانت مؤسسة ومسؤولة التحرير في الموقع الإخباري المستقل كوزا برس، وأضرمت النار في نفسها أمام مقر للشرطة بمدينة نيزني نوفغورود.
وقبل انتحارها، كتبت الصحفية الروسية البالغة من العمر 47 عاما، رسالة على فيسبوك قالت فيها إنها تلوم الحكومة الروسية على موتها.
وأكد موقع كوزا برس وفاتها، فيما قالت لجنة التحقيق الروسية إن الادعاء بأن موتها كان له علاقة بتفتيش بيتها لا أساس له من الصحة، وعملية البحث والتفتيش تمت في إطار قضية جنائية، اعتبرت فيها سلافينا شاهدة.
وقالت سلافينا على فيسبوك إن 12 شخصا، بينهم عناصر من الشرطة الخاصة، قاموا بتفتيش بيتها في الصباح الباكر، وبحثوا عن كتيبات ومنشورات ووثائق تتعلق بمنظمة أوبن راشا، وهي منظمة تتبع للمعارضة، كان يمولها ميخائيل خودوركوفسكي ، أحد أبرز المعارضين للكرملين، والذي اضطر إلى الفرار من روسيا بعد أن أمضى أكثر من عقد في السجن.
وبحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن البحث الذي تم إجراؤه في بيتها، كان يتعلق بقضية جنائية ضد ميخائيل يوسيليفيتش، وهو رجل أعمال روسي، تشتبه السلطات في أنه كان يعمل مع منظمة أوبن راشا، التي تعتبر رسميا منظمة غير مرغوب فيها في روسيا.
وجاءت وفاة سلافينا في ظل تزايد المخاطر التي يواجهها الصحفيون المعارضون، في وقت تزداد فيه الاعتداءات والاعتقالات والمضايقات والتهديدات بحق الصحفيين في روسيا خلال السنوات الأخيرة، وفقا لمعلومات نشرتها مجموعة العدالة من أجل الصحفيين.
وتقول المجموعة على موقعها على الإنترنت إن العمل كصحفي في روسيا يرافقه دائما مخاطر متزايدة على الحياة والصحة والحرية.
وقبل تفتيش بيتها، تعرضت سلافينا لضغوط مستمرة من قبل السلطات الروسية، وتم تغريمها لمشاركتها في مظاهرات معارضة في مدينة نيزني نوفغورود، ولمشاركتها منشورات لأوبن راشا على فيسبوك.
وتمارس السلطات الروسية ضغوطا على وسائل الإعلام والصحفيين، وقام الكثير من الصحفيين بترك عملهم، والاستقلال بأنفسهم عبر إنشاء مواقع إلكترونية ومدونات للتعبير عن آرائهم.
وقبل تأسيس موقعها الإخباري الخاص عام 2016، عملت سلافينا في العديد من وسائل الإعلام المحلية، حيث واجهت دائما أشكالا مختلفة من الرقابة.
وقالت خلال مقابلة معها في سبتمبر من العام الماضي إنها فقدت وظيفتها ثلاث مرات، لأنها لم تستطع التكلم بحرية وأن تقول الحقائق كما هي، ولسلافينا عدة مقالات ومواضيع وتقارير استقصائية تتعلق بنشاطات جهاز الأمن الروسي.
وقام عدة أشخاص بوضع الزهور والشموع في موقع انتحار سلافينا بمدينة نيزني نوفغورود، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، وتقع على بعد 250 ميلا شرق العاصمة الروسية موسكو، مع الإشادة بشجاعتها وحريتها.