خاص تقرير :إنعام النور
ولاية غرب دارفور شيعت العشرات من الشيب والشباب أثر أحداث دامية راح ضحيتها عشرات من القتلي والجرحي قتلوا في أحداث قبلية عبثية لم تتوقف حتي الان ، أصبحت غرب دارفور مليئة بالمقابر ، ولا زالت المقابر تتوسع أكثر وأكثر رغم السلام الذي أتي ، ولم تكن المصيبة والموت من الجبهات فقط لا و بل نزوح آلاف من العوائل بحثاً عن مناطق آمنة للعيش فيها ، شردوا بسبب المعارك التي لا تهدأ ولا تكل ، الوديان والجبال غارقة بدماء الشباب الذين ينتمون كلهم إلى هذه الولاية ، جثث متحللة ، اغتصاب ، عنف ، سلب ، نهب………الخ حيث وجهت صواريخ و عبوات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة علي قلوب المواطنين فكانت النتيجة الموت.
رواية الأحداث:
شهدت مدينة الجنينة مشاجرة بين إثنين مساء الجمعة تطورت الى مواجهات قبلية مسلحة وإحراق معسكر كريندق يوم السبت اسفر عن خسائر مادية في الارواح وتتطورت إلى حاله من الشد والجزب بداخل مستشفى الجنينة عندما نقل المصابين لتلقي العلاج وسرعان ما تتطورت إلى إحداث قبيلة مما أدى إلى إحداث الفوضى بالمدينة أدت إلى اشتباك مسلح مع إثارة الرعب وسط المارة الأمر الذي دفع بحكومة الولاية لإعلان حالة الطواريء وفرض حظر التجوال للمواطنين لحين إشعار آخر ، وفي ذات الإتجاه صدور قرار اخر أمر بتفويض للقوات النظامية باستخدام القوة بمدينة الجنينة في سبيل اداء واجبها لتعزيز الأمن والاستقرار .
ارتفاع اعداد القتلي والجرحي:
بحسب بيان لجنة أطباء غرب دارفور حيث أحصت اللجنة (١٢٩) قتيلاً و (١٩٨) جريحاً من بينهم أطفال وحديثي ولادة يتلقون الرعاية في عدد من المؤسسات الطبية وأبانت اللجنة ان المستشفيات استقبلت جثامين من منطقتي مورني وقوكر قتلوا في أحداث ذات صلة بما يجري في الجنينة كما أن اللجنة على إتصال بلجان من متطوعي الهلال الأحمر السوداني تعمل في مواقع الأحداث ، حيث تشير التوقعات الى وجود المزيد من الجثامين والجرحي الذين يصعب الوصول إليهم بسبب التعقيدات الأمنية وأكد البيان معاناة المؤسسات الصحية في تقديم الرعاية الطبية لهذه الأعداد الكبيرة من الإصابات في ظل قلة عدد الكوادر الطبية العاملة ونفاذ مخزون بنك الدم فضلاً عن تردي الوضع الأمني كما تجدر الإشارة إلى معاناة الآلاف من النازحين الذين صارو بلا مأوى ونقص في الماء والغذاء والدواء، هم في أمسّ الحوجة لعون إنساني عاجل وأكد البيان ان حجم الكارثة التي حلت بغرب دارفور تفوق التصور وعلى الحكومة الانتقالية تحمل مسؤلياتها كاملة وإعلان الولاية منطقة منكوبة تستدعي تسخير كل الإمكانيات الوطنية و طلب العون الدولي لإيقاف النزيف واغاثة المشردين وتضميد الجراح وناشدت اللجنة المركزية للمختبرات الطبية – فرعية غرب دارفور المواطنين والمواطنات بالتوجه إلى مستشفى الجنينة التعليمي للتبرع بالدم خلال الساعات القادمة لسد الحوجة العاجلة .
لجنة الأطباء تتهم:
وفيما استنكرت لجنة الأطباء بالولاية عجز لجنة الأمن عن قيام بواجبها في تأمين مستشفى الجنينة الذي يقدم الرعاية للمصابين وغيرهم من المرضى وبحسب بيانً لها أن المستشفى حتى هذه اللحظة لا توجد قوة لتأمين الكوادر العاملة في قسم الحوادث وبقية الأقسام ، رغم تواجد الأطباء بكثافة الا ان هناك نقص كبير في الكوادر الأخرى الذين يصعب عليهم الوصول للمستشفى في ظل حظر التجوال المفروض ، وقال البيان إن الأطباء المرابطون بالمستشفى يتعرضون للخطر في هذه الظروف وطالب البيان حكومة الولاية بالتدخل الفوري لتأمين المستشفى وتأمين وصول الكوادر .
مطالبات بإقالة الدومة:
رغم قتامة المشهد تضارب رهيب يصيب مواطن غرب دارفور بين قبول الدومة هذه الفترة ورفضه برغم التعاطف الكبير الذي وجده الدومة من بعض أهالي غرب دارفور عند مجيئه الا ان الكثير منهم محملا بشحنات سلبية يمكن ان تثير نعرات في أوساط أهالي الولاية فالإدارة الأهلية وبقية منظمات المجتمع المدني بولاية غرب دارفور تطالب رئيس مجلس الوزراء بإقالته بسبب مواقفه السياسية غير المتزنة من الصراع في ولاية غرب دارفور لمواجهته تحديات كبيرة في اتخاذ القرارات المناسبة ، و كيفية تنفيذها بالطرق السلمية الصحيحة على أرض الواقع ، بدون أن يكون فيها بوادر انحياز أو دعم لجهة معينة وبحسب CNN ان الدومة أمر الأجهزة الأمنية بإستخدام القوة مع عدم رقابة ذلك ، مما أدى إلى استخدام هذه القوة بصورة عشوائية تضررت منها المجتمعات وقتل العشرات منهم على أيدي القوات النظامية ، وطالب الجميع بالاقالة الفورية للوالي الدومة مع تعين والي من خارج ولاية غرب دارفور حيث نظمت التنسيقية العليا لقرى وبوادي الرحل والرعاة في وقفة احتجاجية امام القصر الجمهوري وتقديم مذكرة تطالب بوقف الإقتتال بالجنينة واقالة ومحاكمة والي الولاية الدومة وسلمت بنداً لمجلس الوزارة بتحقيق السلام ونزع السلاح من المواطنين طالبت بضرورة عودة النازحين واللاجئين الى قراهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم مع فرض هيبة الدولة وحل القوات النظامية. كما طالبت المذكرة ايضا بالقبض على المتسببين والمشاركين في أحداث مدينة الجنينة وتقديمهم الى العدالة.
غياب الإعلام:
برغم وجود طاقم إعلامي في ولاية غرب دارفور بكثرة الا ان حكومة الولاية لم ولن تهتم لها البتة فوالي الولاية منذ مجيئه حتي اللحظة لم يجتمع بإعلامي الولاية لمعرفة قضاياهم للمساهمة في وضع خطط برامجية يمكن ان تصلح شأن الولاية بل حتي قوي الحرية والتغيير لم تسلم في رؤيتها التي سلمتها لحكومة الولاية محور الإعلام ، في كافة الاحداث التي تمر علي ولاية غرب دارفور وبهذه الحادثة الأخيرة التي وقعت في الولاية لا تزال حركة الإعلاميين صعبة بسبب حظر التجوال الذي لم يتثني لأحد ان يقوم بتغطية وإلقاء المزيد من الضوء علي الحادثة بحكم وجود كافة الإعلاميين بمنطقة الحدث بدلاً من الإعتماد علي المصادر و إعلام المركز ، حكومة غرب دارفور لم يتثني لها توفير وسيلة وتأمين للإعلامين منذ وقوع الحادث وحتي كتابة هذه السطور رغم مناشدة بعد الزملاء بتعزيز تأمين حركتهم والتنسيق معهم بصورة جيدة حتي يقوموا بواجبهم كاملاً ، برغم وصول الوفود المركزية و ولاة بعد ولايات دارفور والجبهة الثورية الا ان هناك غياب تام للإعلاميين لنقل الحدث ، يبدو ان حكومة الولاية اكتفت بإعلامي المركز لنقل الجانب الفارغ من الكوب ودفن الجانب الملئ ليتعفن.
هدؤ و رعب:
يبدو أن المدينة بدأت يعود لها الهدؤء تدريجيآ في ظل تخوف المواطنين من عودة الصراعات مجددآ ووصف الكثيرون أن هذا الهدؤء النسبي يشبه بهدؤ قبل العاصفة.
تخدير حكومي:
الحكومة الإتحادية لم تكن لها دور واضح في كل الأحداث التي مرت علي غرب دارفور من أحداث كريندق في ديسمبر 2019 وحتي أحداث مستري
واليوم غرب دارفور في نفس مربع الحرب والنزوح والقتل ،
و يري مراقبون بأن قرارات مجلس الأمن والدفاع في جلسته الطارئة بتشكيل لجنة عليا للتقصي والتحقق في هذه الأحداث وتحديد جذور المشكلة ورفع التوصيات بشأنها ، وإنفاذ العدالة على الخارجين عن القانون ومحاسبة المتسببين في الأحداث قرارت مبهمة وغير مجدية بدليل ان الحكومة الاتحادية بعيدة كل البعد عن معرفة جذور الأزمة ولا تزال توصيات لجنة أحداث كريندق السابقة لم تنزل علي ارض الواقع لمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة الأمر الذي جعل الشارع العام في إستياء عام.