استدعت وزارة الخارجية السفير المصري بالخرطوم وأبلغته احتجاجاً رسمياً على مسلسل تبثه القنوات المصرية حالياً، يصور السودان كبلد يأوي الجماعات الإرهابية المصرية. وقالت إن سفارتها في القاهرة سبق وقدمت احتجاجاً رسمياً لدى الخارجية المصرية قبل بث المسلسل.
وبدأت قنوات مصرية منذ أيام بث مسلسل بعنوان: “أبو عمر المصري” يحكي عن جماعات مصرية إرهابية تتخذ من بعض المناطق بالسودان مقراً لها.
ويحكي المسلسل الذي عرضت منه ثلاث حلقات عن رجل مصري كان يتبع لجماعة متطرفة وقرر تركها، لكن الجماعة تعمد إلى خطف ابنه فيعود الأب لتحريره وتنتقل الأحداث إلى السودان.
ويتحدث المسلسل الذي يثير جدلاً واسعاً في وسائط التواصل الاجتماعي إلى أن الجماعة الإرهابية موجودة في السودان.
ويظهر أحد المشاهد من يدعي أبو حمزة وهو يتهم الابن “عمر” بالتخابر مع الأمن المصري وإبلاغه بوجود المجاهدين في مناطق “الدمازين وكردفان”.
صورة سالبة
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية، قريب الله خضر في بيان إن المسلسل تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان.
وأوضح أن القائمين على المسلسل سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحاً لبعض أحداث المسلسل، بعد أن استخدمت العديد من الوسائل كلوحات السيارات السودانية التي تعد رمزاً سيادياً لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة، حسب قوله.
وقال إن السفارة السودانية في القاهرة قدمت احتجاجاً رسمياً لدى وزارة الخارجية المصرية.
وأضاف “استدعت الوزارة يوم 16 مايو الجاري السفير المصري بالخرطوم وأبلغت سفارته احتجاجاً رسمياً كما سلمت مذكرة بذلك لسلطات بلده”.
وذكر أن الخارجية طلبت من السلطات المصرية المعنية، المبادرة لاتخاذ قرار مناسب يضع حداً أمام ما أسمتها محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين.
مسلسل مسيء
وتابع “إن هذا المسلسل المسيء للمواطنين المصريين القادمين والمقيمين بالسودان ما هو إلا محاولة عبثية لضرب الثقة وشل التواصل بين الشعبين الشقيقين، ومن المؤكد أن مصير هذه المحاولة البائسة الفشل الذريع”.
وأشار البيان إلى أن وزير الدولة بالخارجية محمد عبدالله إدريس، تناول أمر المسلسل “الردئ”، وطلب إيقاف محاولات ما أسماه بالعبث والتشكيك في علاقات البلدين، خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، منتصف شهر مايو الجاري بأديس أبابا.
وزاد “إن هذا العمل المسيء للشعبين الشقيقين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، والذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية وفقاً لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين”.
وأشار إلى أن هناك ثماني رحلات جوية يومية وأكثر من خمسين رحلة يومية للبصات والمركبات بين السودان ومصر، ولم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان في أي حوادث إرهابية.
وأردف “كما أن هناك تنسيقاً أمنياً كبيراً بين الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية في البلدين وفقاً للاتفاق بينهما الذي لا يسمح بأي نشاط وأعمال عدائية من أي بلد تجاه البلد الآخر”.
شبكة الشروق