ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
مقالات مشابهة
المنظمة العربية للتنمية الزراعية تشيد بمبادرة
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
تدشين مبادرة محمد بن راشد حول “الابتكار الزراعي لأجل المناخ”
قد تابعنا في المنظمة العربية للتنمية الزراعية باهتمام بالغ المبادرة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع وحاكم إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة،
أمام قمة المناخ المنعقدة افتراضيا خلال الأسبوع الماضي، حول مشروع “الابتكار الزراعي لأجل المناخ” التي هي مبادرة جديدة لدعم البحث والتطوير والابتكار في أنظمة الغذاء على مدى السنوات الخمس المقبلة.
إن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،إذ تعبر عن دعمها ومباركتها لهذه المبادرة السامية واستعدادها للإسهام في تجسيدها، لتنوه بالاهتمام المنقطع النظير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لموضوع التغيرات المناخية
، فهي من الدول القليلة في العالم التي أنشأت قطاعا وزاريا بهذا المسمى، وهذا ينم عن عمق الرؤية الاستشرافية المستنيرة التي تتحلي بها القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، فالتغيرات المناخية تشكل اليوم ،بعد جائحة كورونا، التي ربما تثبت الأبحاث مستقبلا ،ارتباطها بهذه الظاهرة، والتي تعتبر من أكبر المخاطر التي تهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض، حيث يستشف من المعلومات الفنية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية الواردة في تقارير الفريق الدولي حول تطور المناخ المنبثق عن الأمم المتحدة ،أن انعكاسات زيادة درجة حرارة الكوكب عن ١،٥درجة مقارنة مع ما قبل العهد الصناعي المحددة في اتفاق باريس، ستكون كارثية بالنسبة لمختلف القطاعات، وبشكل خاص التصحر، تدهور التربة، الإدارة المستدامة للأراضي، الأمن الغذائي، النظم البيئية الأرضية والبحرية.
ومن شأن التحكم في بقاء مستوى زيادة سخونة الكوكب في حدود 1,5 درجة، أن يحد من مخاطر تأثيرات تغير المناخ على النظم البيئية الأرضية، وعلى المياه العذبة والمناطق الساحلية، والحياة في البحار والمحيطات والخدمات المرتبطة بهذه النظم البيئية.
وستزداد التأثيرات على قطاعات الصحة والأمن الغذائي، والتزود بالمياه والنمو الاقتصادي أكثر مما هي عليه اليوم في حالة بقاء مستوى الارتفاع الحراري في حدود 1,5درجة، وستصبح هذه التأثيرات أكثر خطورة إذا وصل المستوى إلى 2 درجة. وهذا ما يعني ضرورة بذل جهود إضافية في مجال التأقلم، مع العلم أن الجهود التي يتطلبها التأقلم في حالة وصول الارتفاع إلى 2 درجة، هي أكبر بكثير من تلك الضرورية عندما يكون الارتفاع بنسبة 1,5درجة، وهنالك اختيارات كثيرة في مجال التأقلم، إلا انه يجب ألا يغيب عن الأذهان أن للتأقلم حدود، كما أن قدرة بعض النظم البشرية والطبيعية على التأقلم لها هي الأخرى حدودها حتى ولو بقي مستوى الارتفاع في حدود ١،٥درجة.
وهذه كلها عوامل وأسباب توضح مدى صواب مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة أمام قمة المناخ، ويتضح ذلك أكثر عندما نمعن النظر في التأثيرات المتبادلة بين التغيرات المناخية والأنشطة الزراعية، فثلاثة من غازات الاحتباس الحراري ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنشطة الزراعية وهي ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأكسيد النترات، كما إن المزروعات والمراعي تلعب دورا في امتصاص كميات الكربون المتكدسة في الجو.
وللزراعة حساسية عالية لارتفاع درجات الحرارة، إذ يتوقع أن يشهد إنتاج محاصيل زراعية رئيسية تراجعا كبيرا وبالتالي زيادة في أسعارها بفعل استفحال ظاهرة تغير المناخ، خاصة محاصيل القمح والأرز والصويا، كما سيؤدي ارتفاع أسعار الأعلاف الى زيادة في أسعار اللحوم، وفِي ظل هذا الوضع المناخي المقلق يتوقع الخبراء أن تصبح الكمية المتاحة من السعرات الحرارية في العالم في عام 2050 أقل من تلك التي كانت متاحة في سنة 2000م، مع زيادة النمو السكاني.
ولا يمكن أن يكون رد المجتمع الدولي المناسب على هذه التطورات المقلقة، إلا من خلال التوجه نحو المزيد من البحث والتطوير والابتكار في النظم الغذائية في ظل التغيرات المناخية، وهو ما أدركته جيدا دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إطلاق هذه المبادرة الرائدة والرائعة.
وختاما فأن المنظمة العربية للتنمية الزراعية والتي تمثل العمل العربي المشترك قي مجال الزراعة تثمن عاليا هذه المبادرة والجهود الخيرة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لمصلحة الأمة العربية والعالم أجمع بإطلاق هذه المبادرة ونوكد لسموه استعداد المنظمة لدعمها حتى تصل الى المرامي الرشيدة التي تسعى لها دولة الإمارات العربية المتحدة.
