الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

لهم المليارات، ولكم الإغاثات والوعود

بقلم: خالد التيجاني النور

نقلاً عن صحيفة إيلاف

بعد نشر هذا المقال في صحيفة إيلاف الأربعاء الماضي توالت المزيد من ضربات فرقاء صراع الخليج على الحكومة السودانية، فقد انضمت الدوحة لمحور الرياض – أبو ظبي في دعم الأردن بنصف مليار دولار وعشرة آلاف وظيفة للأردنيين في قطر، ودعمت الإمارات إثيوبيا إبان زيارة ولي العهد محمد بن زايد لأديس أبابا بثلاثة مليارات دولار، فيما أعلنت الرئاسة السودانية أنها تلقت وعوداً سعودية بدعم مشروعات إنتاجية بعد اجتماع ضم البشير وبن سلمان الخميس الماضي.

وإلى نص المقال المنشور في إيلاف:

(1)

إن كان ثمة حسنة واحدة سيذكرها التاريخ لوزير المالية د. محمد عثمان الركابي، طال عهده في المنصب أم قصر، فهي إفاداته المدويّة أمام المجلس الوطني الأسبوع الماضي وهو يقدم تقرير أداء الربع الأول لموازنة العام 2018 المنكوبة، التي وصفناها في هذه الزاوية قبيل اعتمادها نهاية العام المنصرم بأنها موازنة عام رمادة تنذر بعواقب وخيمة، وللأسف الشديد حدث ما توقعناه حتى قبل أن تكمل شهرها الأول، لم يكن في ذلك نبوءة ولا يحزنون بل هي قراءة للواقع الاقتصادي والسياسي كما هو وفي ظل تمسّك السلطات بالمعطيات والأولويات نفسها التي أنتجت هذا الوضع المأزقي، وليس كما تتمناه السلطة من خلال نظاراتها الوردّية، دون أن تأخذ الأمور بحقها، فلا ترى للمفارقة حال لم يعد حتى يحتاج لتوصيف ولا لتدبيج مقالات.

(2)

صحيح أن خطاب وزير المالية أمام المجلس الوطني، والذي خلا لأول مرة في سابقة برلمانية من تقديم تقرير مصاحب بتفاصيل الأداء المالي والاقتصادي في الربع الأول، جاء مضطرباً ومتناقضاً في كثير من وقائعه وتحليلاته، إلا أنه يُحمد أيضاً لوزير المالية أن بعض إفاداته “كشفت” بصوة حاسمة  حقائق الواقع الاقتصادي المزري كما هي بدون تذويق أو محاولة تجميل، نحو ما ظل يتفنن في ترويجه الكثير من المسؤولين، قد يكون الوزير الركابي مكرهاً وهو يدلي بهذه المعلومات، وقد عزّت الحلول وتكالب عليه المنتقدون، التي انشغل بها الرأي العام وطارت بذكرها الأسافير “إذ لم يعد في الكأس باقٍ” بعد أن تبخرت الوعود، وتبدّدت مجهودات اللجنة الرئاسية سدى، وفي كل الأحول لم يكن الأمر يحتاج إلى “بطل”، فالواقع المعاش الآخذ في المزيد من التدهور وأصبح يمسك حقاً لا مجازاً بخناق الجميع لم يكن في انتظار أن يدلي وزير المالية بهذه الاعترافات، التي أدهشت البعض في صراحتها، من فرط إزورار المسؤولين عن مواجهة الحقائق واستسهال بيع الأوهام، إلا أنها في واقع الأمر لا تعدو أن تكون من باب تحصيل حاصل.

(3)

لن أخوض في التعليق على كثير من التفاصيل التي وردت في إفادات الدكتور الركابي على أهميّة ذلك، وأفضّل الاكتفاء بالتركيز على مسألة واحدة بالغة التأثير، ولعل أهمها في ظنّي ذلك الاعتراف الصارخ الذي لم تستطع الصحف مقاومة إغرائه فاتفقت أغلبها على تصدره مانشيتاتها حين قال إنه ظل منذ أن تولى منصبه “يبحث عن تمويل ولو بشروط قاسية، ذهبنا الصين وتركيا، وأي زول قال عاوز يدينا تمويل لو بالصاح أو بالكضب جلسنا معه، ولكن ما في زول بدينا”، وأهمية وخطورة هذه الإفادة ليس في أن نتيجة هذه الجهود كانت صفراً كبيراً، بل تذهب أبعد من ذلك حين تكشف أن الحكومة السودانية ليست محاصرة فقط من خصومها التقليديين كالولايات المتحدة التي رفعت العقوبات إسماً وشدّدت من فعاليتها واقعاً، ولا محل تجاهل من حلفائها المفترضين في حرب اليمن، ولكن اكتملت حلقة الحصار بآخر من كان يتوقع أن يقلبوا لها ظهر المجن بهذه السرعة.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا

أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا