ايكوسودان
تعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي في أبوظبي. وتشمل التراث، والحرف اليدوية والتصميم، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية وقطاعات الأفلام والتلفزيون، والوسائط المتعددة، والألعاب والرياضات الإلكترونية.
تعد هذه الصناعات أيضاً من أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، حيث تدرّ إيرادات عالمية تقدر بنحو 2,250 تريليون دولار سنوياً وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وللاستفادة من هذا النمو، بذلت أبوظبي استثمارات استراتيجية كبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية مزدهرة.
ومع تولي الدائرة الإشراف على الصناعات الإبداعية والثقافية، ومواصلة الاستثمار بإجمالي نفقات مخططة تتجاوز 30 مليار درهم إماراتي، سيواصل القطاع نموه المتسارع بما يدعم خلق منظومة إبداعية موحدة عبر القطاعين العام والخاص.
ما هي استراتيجية أبوظبي لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية؟
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في نوفمبر 2019 عن استراتيجية أبوظبي للصناعات الثقافية والإبداعية، ضمن إطار أجندة ثقافية مدتها 5 سنوات تم إطلاقها تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي. تهدف الاستراتيجية إلى الجمع بين الاستثمارات الكبيرة والتدابير غير المسبوقة لخلق بيئة ملائمة لازدهار الصناعات الثقافية والإبداعية في أبوظبي، مما يدعم تطلعات الإمارة لتكون حاضنة عالمية للمواهب الإبداعية ومركز إقليمي رائد في إنتاج وتصدير المحتوى الثقافي والإبداعي.
كيف تنفذ أبوظبي استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية الخاصة بها؟
قدمت أبوظبي في السنوات الأخيرة استثمارات هائلة في الصناعات الإبداعية والثقافية، بدءاً من إنشاء المؤسسات الثقافية والبنى التحتية عالمية المستوى (مثل متحف اللوفر أبوظبي، جامعة نيويورك أبوظبي، المنطقة الإبداعية – ياس، بيت العود، بيت الحرفيين، مكتبة أبوظبي للأطفال) ووصولاً إلى البرامج والمبادرات التي بلغت العالمية (مثل القمة الثقافية أبوظبي، فن أبوظبي، موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، برنامج تنمية المواهب في أبوظبي)، وحفزت نمو الشركات والموظفين والممارسين في المجال الإبداعي والثقافي في الإمارة وخارجها.
ولطالما كان إنشاء شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص عبر قطاعات مثل الثقافة والتعليم والإعلام والترفيه جزءاً لا يتجزأ من مساعي أبوظبي لخلق منظومة إبداعية وثقافية مكتفية ذاتياً. ولا شك أن التعاون مع المؤسسات الدولية الكبرى مثل مؤسسة سولومون آر. جوجنهايم، وكلية بيركلي للموسيقى، وجامعة كولومبيا، ومنظمة اليونسكو، ومعهد جيتي، يستكمل تعاوننا مع شركات عالمية بارزة مثل “ديزني”، و”يونيتي تكنولوجيز”، و”باراماونت”، و”يونيفرسال”، “وارنر براذرز”، و”سي إن إن”، مما يفتح أمامنا آفاقاً جديدة عبر مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية وثيقة الصلة.
تشكل مبادرات صقل المواهب والتنمية المهنية لخلق مجموعة من المواهب عالية الكفاءة وواسعة المعرفة، عاملاً محورياً لتحقيق رؤية الصناعات الثقافية والإبداعية في أبوظبي. وتشمل هذه المبادرات برنامج التأشيرة الإبداعية الذي يقدم فرص عمل مستدامة في أبوظبي عبر إتاحة المجال أمام المواهب المبدعة من جميع أنحاء العالم للعيش والعمل في دولة الإمارات، مما يثري المشهد الإبداعي للإمارة.
وتمثل الخطوة التي تم اتخاذها مؤخراً من أجل توسيع نطاق مهام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لتشمل مختلف المجالات الثقافية والإبداعية خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، حيث تساهم في تحسين قدرة الدائرة على دعم المنظومة الثقافية والإبداعية للإمارة والتأثير فيها بشكل إيجابي. وتشمل مهام القطاع الجديد الذي أضافته الدائرة إلى قطاعات عملها تنظيم أُطر عمل العديد من الشركات والمبادرات الإستراتيجية في القطاع الإبداعي في أبوظبي، بما في ذلك “إيمج نيشن أبوظبي” و”أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية” ولجنة أبوظبي للأفلام، فضلاً عن إشرافها على مبادرات التدريب والتطوير كمبادرة المختبر الإبداعي ومبادرة استوديو الفيلم العربي.
ويُسهم توحيد جميع مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة الدائرة؛ في تحقيق التآزر بين مجالات متنوعة مثل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والوسائط المتعددة، والألعاب والرياضة الإلكترونية والمجالات الثقافية مثل التراث، والحرف اليدوية والتصميم، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية، فضلاً عن مركز أبوظبي للغة العربية.