الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

الاحتفال بيوم الزراعة العربي للعام ماذا قال ريئس المنظمة العربية

كلمةمعالي البروفيسور/ إبراهيم آدم أحمد الدخيري
مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية
في الاحتفال بيوم الزراعة العربي للعام 2021
27/9/2021

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب السعادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،
إنني لأحرص في بداية مداخلتي هذه، أن أعبر عن فائق الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز،ز وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله بما حفظ به الذكر الحكيم .
وعبارات الشكر موصولة كذلك، إلى صاحب المعالي معالي أخي المهندس/عبد الرحمن بن عبد المحسن ألفضلي،وزير البيئة والمياه والزراعة، وكافة معاونيه على الجهود الحثيثة التي بذلوها لتنظيم هذه الاحتفالية الرائعة في شكلها ومضمونها .
وإنه لمن حسن الطالع أن تصادف زيارتنا هذه احتفال المملكة بالذكرى 91 لليوم الوطني أعاده الله عاما بعد عام ،وهذه البلاد من رقي الى رقي وازدهار الى ازدهار ،فهنئيا للمملكة قيادة وشعبا بهذه المناسبة الخالدة .
أيها الحفل لكريم ،
إن هذا الحفل البهيج الذي تحتضنه اليوم، محافظة الإحساء العريقة، ليحمل دلالات عميقة لها معان متعددة، إذ يقام بمبادرة كريمة من وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، تكريما لنخبة من المزارعين المتميزين الذين أبانوا عن مستوى عال من المثابرة والاجتهاد في الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة، الذي هو جزء لا يتجزأ من الأمن الغذائي العربي الشامل، وفي نفس الوقت ارتأينا في الإدارة العامة لمنظمتكم العربية للتنمية الزراعية، وفي إطار التنسيق والتعاون الوثيقين بيننا ووزارة البيئية والمياه والزراعة في هذا البلد العزيز، أن تكون هذه الاحتفالية هي الحدث الأبرز ضمن فعاليات تخليد يوم الزراعة العربي، الذي نحتفل به في مثل هذا اليوم من كل سنة، وبشكل متزامن في المقر الرئيسي للمنظمة في الخرطوم، وفي وزارات الزراعة ببلادنا العربية، ويبرر هذان الحدثان تواجدنا معكم اليوم في بلد عربي رائد اليوم، في العمل الزراعي سياسة، وتخطيطا واستثمارا، وتنفيذا.
ولم يأتي اختيار يوم 27 سبتمبر، كيوم عربي للزراعة من قبيل الاعتباط، وإنما لمصادفته لتاريخ بدء مباشرة المنظمة العربية للتنمية الزراعية، لمهامها من مقرها الرئيسي في الخرطوم، في مثل هذا اليوم من سنة 1972، أي قبل زهاء خمسة عقود من الآن، حيث أراد لها القادة العرب أن ذاك، وبقرار تاريخي أن تكون قاطرة العمل العربي المشترك في مجالات التنمية الزراعية والأمن الغذائي بشكل عام.
أصحاب المعالي والسعادة
في الوقت الذي نطلق فيه هذا الاحتفال بين أهلنا في الحساء، تنطلق احتفالات مماثلة في المقر الرئيسي للمنظمة في الخرطوم، وقي وزارات الزراعة العربية، ومن هذه التظاهرات ما هو حضوري، ومنها ما هو افتراضي، بسبب الإكراهات الناجمة عن جائحة كورونا، وبهذه المناسبة، فإننا نبتهل إلى المولى عز وجل في هذا البلد، الذي هو أطهر بلاد الله كافة أن يرفع هذا البلاء وأن ينعم بدوام العافية والأمان على أمتينا العربية والإسلامية، والبشرية جمعاء، إنه على ذلك لقدير .
وبما أن احتفالات هذه الذكرى تتم كل سنة تحت شعار له رمزيته بالنسبة للنهوض بالعمل الزراعي، فقد وقع اختيارنا هذا العام على الشعار التالي ليوم الزراعة العربي لعام 2021م وهو :
(نحو أنظمة زراعية وغذائية مرنة وقادرة على الاستجابة للمتغيرات)
وتشمل المتغيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم
شهد العام 2020 منذ بدايته تحولات هامة في مختلف مناحي الحياة، أحدثتها صدمة جائحة فيروس كورونا التي لم تقتصر آثارها العميقة على الأوضاع الصحية، وإنما تجاوزتها إلى مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومن منظور الأمن الغذائي، فقد كان من أبرز الدروس المستفادة من تلك الجائحة أن كافة الدول يمكن أن تتعرض لمخاطر فادحة، لما يمكن أن يترتب على مثل تلك الجائحة أو غيرها من الجوائح أو الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية والاقتصادية الواسعة الانتشار، من انقطاع أو تعثر في سلاسل إمداد الغذاء على الصعيد الدولي. ومن ثم تعذر الحصول على المنتجات الغذائية من المصادر الخارجية. ومن هنا فقد تنبهت دول العالم إلى ضرورة تعظيم قدراتها الذاتية على توفير تلك المنتجات،فضلاً عن تكوين أرصدة مخزونات احتياطية منها، بمختلف الوسائل الممكنة.
وفي هذا الإطار ولأهمية تعزيز مرونة الأنظمة الزراعية والغذائية، فقد قامت المنظمة بتحديث إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين (2005-2025) بما يتواءم مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015م، وحددت بعد دراست معمقة ومقاربات جادة خمسة أهداف إستراتيجية هي:
1. دعم التحول والتكيف في النظم الزراعية والغذائية للقضاء على الجوع والحد من الفقر.
2. المحافظة على حسن إدارة الموارد الزراعية والنظم الايكولوجية واستدامتها في المنطقة العربية.
3. تعزيز التكامل الزراعي العربي وتأطير آليات وإجراءات وسياسات ونظم التجارة والاستثمار الزراعي العربي.
4. تنمية وازدهار الريف العربي وتأهيل ودعم مقدرات التأقلم مع التغيرات البيئية والاقتصادية والمجتمعية ذات الصلة بالقطاع الزراعي.
5. حسن إدارة ومشاركة وإتاحة المعرفة الزراعية فنياً ومؤسسياً لدعم صانعي القرار (مستودع المعرفة الزراعية).
لذا أفردت في الإستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المحدثة (2020-2030) الهدف الثاني والذي ينص على: “المحافظة على حسن إدارة الموارد الزراعية والنظم الأيكولوجية واستدامتها في المنطقة العربية”، كما أنها لم تغفل عن أهمية الريف العربي باعتبار المجتمعات الريفية المحرك الكبير للقطاع الزراعي، حيث يصل مساهمة القطاع الريفي بما يناهز الـ 80% من الإنتاج الزراعي الكلي في كثيرٍ من الدول العربية، لذلك فقد سعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن يكون للريف العربي موضع قدم في الإستراتيجية المحدثة، وذلك من خلال إفراد هدفٍ يعنى بذلك وهو الهدف الرابع المرتبط بتنمية وازدهار الريف العربي وتأهيل ودعم مقدرات التأقلم مع التغيرات البيئية والاقتصادية والمجتمعية ذات الصلة بالقطاع الزراعي. والذي يرمي إلى: تنمية وتطوير وازدهار الريف العربي لتمكين المزارعين ومحاربة الفقر والقضاء على الجوع، وتحقيق التكيف والتحول في النظم الزراعية والغذائية، لتكون أكثر فعالية واستدامة من خلال الابتكار وريادة الأعمال الزراعية ونهج سلاسل القيمة، وكذلك تعزيز مرونة ورفع قدرات المجتمعات الريفية على الاستجابة المبكرة والتأقلم مع التغيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تشجيع قيام تنظيمات المزارعين وتوفير الدعم اللازم لها، وتحسين سبل معيشة صغار المزارعين وبخاصة النساء والشباب.
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم
لقد أفردت الإستراتيجية الجديدة لعمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية حيزا رحبا للعمل البيئي ودعم الجهود العربية في هذا المجال، وقد قمنا منذ سنة 2018 بصهر جهودنا في هذا المجال في الحراك العالمي الواسع الدائر حاليا حول قضايا المناخ والتنوع البيولوجي وتغير المناخ بوصفها انشغالات بيئية كبرى، فقمنا بربط أواصر تعاون متميزة مع سكرتاريات الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذه الموضوعات، وننوي تعزيز هذه الأواصر بشكل دائم، خدمة لمصالح إقليمنا العربي، الذي أصبح له حضوره المتميز والمنظم في مختلف هذه المحافل،بفضل مجهود المتابعة والتنسيق وتوحيد المواقف والرؤى الذي ما فتئنا نقوم به في الإدارة العامة للمنظمة .
وكم كانت مسرتنا بمبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان المتعلقة بما بات يعرف “بالسعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” وهي مبادرات جاءت في وقتها، ولها أهميتها القصوى في هذا الظرف بالذات، لما يواجهه العالم، ومنه منطقتنا العربية من معضلات بيئية جمة أصبحت تشكل خطرا على استمرار الحياة على كوكب الأرض لا يختلف عليه اثنان .
ونحن على يقين من أن تنفيذ هذه المبادرة سيحمل أنجع الحلول لهذا الوضع المفزع، و قد كانت منظمتكم العربية للتنمية الزراعية في مقدمة الشركاء الذين تفاعلوا إيجاباً مع هذه المبادرة، ونغتنم هذه الفرصة لنجدد من هذا المنبر استعدادنا التام للقيام بكل ما يطلب منا في سبيل إنفاذ هذه المبادرة التاريخية العظيمة.
كما يطيب لي أن أذكر أن المملكة العربية السعودية كانت حاضرة وفاعلة في جوائز المنظمة لهذه الدورة، فقد كسب منتسبو جامعة الملك فيصل من المنظمة جائزتين من أصل ثلاث جوائز وقدموا عملاً مميزاً أجازه المحكمون للفوز في هذه الدورة، فالتهنئة للجامعة ومنسوبيها ولإدارتها، ونطمح في تعاون ممتد مع الجامعة في القطاع الزراعي العريض ضمن علاقة المنظمة الممتدة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية.
في الختام أود أن أجدد الشكر للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة على ما تقدمه المملكة من إسهام معتبر في تعزيز العمل الزراعي العربي المشترك، وما تحظى به المنظمة العربية للتنمية الزراعية من دعم المملكة المتواصل لجهودها الرامية إلى تحقيق المزيد من التكامل بين الدول العربية في مجالات التنمية الزراعية، لبلوغ غايات الأمن الغذائي والتغذوي المستدام لساكنة بلادنا العربية ..
دمتم في حفظ الله،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

وزير الزراعه يرحب بوفد الفاو ويبحث اللقاء عدد من الموضوعات الهامه التي تدعم القطاع الزراعي

رحب وزير الزراعه والري والغابات بولاية نهر النيل بوفد منظمة الاغذيه والزراعه العالميه(فاو) والشركاء في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا