كتب عمر الدقير
الرحمة للشهداء .. لهم ذروة سنام المجد ولهم الخلود بأحرفٍ من نور في كتاب تاريخنا.
لم يجد الانقلابيون – أمام النهوض الجماهيري السلمي الباسل – خياراً غير السِّباحة في بحر الدم دفاعاً عن سلطتهم المحكوم عليها بالسقوط بأمر الشعب ومنطق التاريخ، فأطلقوا مرةً أخرى شهوة العنف الجبان من عقالها وبلغوا في سبق الإصرار والترصد حدّ كسر الأبواب واقتحام البيوت والمشافي، ومنع الجرحى من ضركوب سيارات الإسعاف، بل وتعقّبوا نعوش الشهداء – وهي محمولة على أكتاف المشيعين – كما قاتلٍ يريد التأكد من إنجاز مهمته !!
ذهبتْ شمس اليوم إلى مخبئها و وجهها محتقنٌ بالدم حزناً على الشهداء الذين ذبحتهم سكين الانقلاب المسمومة، وهم في نضارة العمر، ولا ذنب لهم سوى أنهم أيقنوا أن هذه البلاد تخصهم وأن أرضها مهدٌ ولحدٌ وموتٌ وقيامة، فما فارقوها رغم الشفاء والعناء، بل خرجوا
يدافعون عن حاضرهم ومستقبلهم فيها بهتاف الحناجر وصيحة الحرية والكرامة.
حقيقة الأمر هي أن الشهداء هم النّاجون من الموت بينما الموتى هم هؤلاء الأحياء اللائذون بجدار الانقلاب المائل، والذين لم يروا في سكين الانقلاب المسمومة التي تذبح شعبهم غير مقبضها الذهبي !!
مواكب اليوم الحاشدة، في العاصمة والولايات، تواصل دحرجة انقلاب ٢٥ أكتوبر واتفاق ٢١ نوفمبر إلى مُسْتَقَرِّهما اللائق بهما في مزبلة التاريخ.
التدابير الاستبدادية، المتمثلة في إغلاق الجسور وقطع الاتصالات والاعتداء الوحشي على الإعلاميين ومقارهم والقمع المفرط، أكّدت ذعر الانقلابيين ولم تنجح في كسر إرادة الثوار.
فصائل قوى الثورة تتحدى الإجراءات الأمنية القمعية وتتلاحم في المواكب وكافة فعاليات العمل السلمي المقاوم.
واجب الساعة هو تكثيف التواصل بين كل قوى الثورة لإنجاز شرط الحسم الأساسي وهو تشكيل جبهة عريضة على أساس رؤية مشتركة وقيادة تنسيقية موحدة.
قرائن التاريخ تؤكد أن صيحة الحرية أقوى من هَذَيان الاستبداد، وأن لواء النصر معقودٌ لطلاب الحرية والحياة الكريمة.
#مليونية30ديسمبر