محمد امين ابوجديري يكتب
يساورني شك يزداد يوميا كلما امتلات صفحات الميديا ببوستات تشتم احد دول الجوار او الدول العربية بان هنالك جهات استخباراتية تعمل في الخفاء لاجل تقسيم بلادنا باثارتها لبلبلة وهم صراع العرب والزرقة او العرب والافارقة او الحديث المؤدلج عن العروبة والافريقانية او الكلام عن دولة الاسلام في مقابل دولة الكفار وقصة ملكية ارض الدولة السودانية لمن الخ هذه التخاريف … السودان ارض المليون ميل والذي بتفريطنا قد نقص الثلث ولايزال مهدد بنفس اسلوب فصل جنوبه دون ان نتعظ من التجربة او نحاسب انفسنا على تفريطنا ، الان هو في مجال نفس الايدي العابثة والتي يجب ان نبترها قبل ان نجد انفسنا في يوم قيامة التشرذم والانقسام وحيث لاينفع لحظتها الندم . اقول قولي هذا من خلال متابعتي للاثارة الدائرة حول علاقتنا مع اخوتنا في العالم العربي منذ بزوغ نجم الثورة السودانية اذ ولج للحديث عن علاقاتنا مع هذه الدول كل جاهل بالتاريخ وبمفاهيم العلاقات الدولية واستراتيجية الدول في علاقاتها ، وللاسف تركيز هذا التخبط من داخل تنظيم قوى اعلان الحرية والتغيير (حاضنة الثورة و موجه حكومتها) ..ففي العلاقات الدولية والدبلوماسية ما كل مايعرف يقال ، ولا يعبر عن العلاقة الا من هو مخول له وظيفيا بذلك ضبطا واتقانا للعمل الحكومي .. *للاسف الشديد*.. لم تقم قوى الثورة السودانية وفي مقدمتها قحت من عمل دراسة استراتيجية لعلاقتنا مع اقرب الدول مع السودان واولهم مصر وليبيا ودول الخليج العربي و اليمن ، وحتى دول افريقية جارة لنا كتشاد واثيوبيا . وتركنا علاقاتنا مع تلكم الدول اسيرة للسلبيات التي تراكمت ايام سنوات الانقاذ المشؤومة . وكما يعلم الجميع ان السودان في موقع استراتيجي خطير رابط بين حضارات وثقافات لذلك فهو محط اهتمام وانظار الجميع . علاقتنا مع دول الخليج وبالاخص *السعودية والامارات*، كان بالامكان استثمارها لصالح الثورة والبلاد ، لكن برزت بعض الاصوات التي تخون قيادة تلكم الحكومات بزعم شراء ذمم بعض قياداتنا السياسية اضف الى موضوع مشاركة جنود سودانيين في حرب اليمن و و و .. و تناست تلكم الاصوات ان هذه الدول تستقبل في بلادها ملايين السودانيين للعمل و هم اي المغتربين من يصرف على اسرهم في السودان كما ان حجم التجارة مع السودان كبير بشكل نسبي اضف الى المنح والقروض الضخمة التي تقدمها للدولة السودانية بما يفوق كل العالم . اذن وبمنطق الاشياء لايمكن ان تطمئن تلكم الدول لحكومة سودانية ترعاها جهة حزبية تهاجمها علنا . ولذلك من الطبيعي ان تنحاز الى الطرف الثاني في مكون الحكم في السودان الا وهو المكون العسكري الذي تطمئن الى ولائه لها . دائما وابدا تتم معالجة الخلافات والاختلافات الدولية بالاسلوب الدبلوماسي وهو درجات و مراحل ، ولا تدار العلاقات مع الدول وبالذات القريبة والمتشابكة علائقها بطريقة الاعلام والشتائم او التهديد . *ان ما يحدث في مجال علاقاتنا الدولية يدل بجلاء اننا ثوار ناشطين سياسيين ولم نبلغ مرحلة رجال الدولة*.. تاريخ السودان القريب يحدثنا ان احزابنا السياسية المعروفة قامت بدعم مادي و نظري خارجي سواءا الحزب الشيوعي المرتبط بالاممية الشيوعية ودولها الداعمة له كذلك حزب البعث المرتبط بالقيادة القومية العربية و حزب الامة المرتبط بقيادات قومية واسلامية دولية و الحزب الاتحادي المرتبط بمصر و حزب الاخوان المسلمين المرتبط بقيادة قومية اسلامية مدعومة من دول عديدة وانصار السنة و و القائمة تطول . ولكنهم جميعا يعملون منذ الاستقلال في الارض السودانية بدون حرج . ينطبق هذا الموضوع في امر علاقتنا بمصر والتي يشبعها هذه الايام تيار في الميديا كل انواع الشتائم ، وامتد ذلك الى اعلانهم ان تتريس طرق الشمال مقصود به مصر التى تسرق ثرواتنا وكمية الحكايات والروايات التي لا تنتهي ..!! *نعيب مصر والعيب فينا*، لان مصر لم تربى لنا فاقدي التربية الوطنية السودانين الذين يهربون ثرواتنا الى مصر ، ولم تاتي لنا بحكومة حمدوك ولا غيره التي فشلت في ضبط امر صادراتنا و وارداتنا اليها . ولايمكن ان نحاكم مصر كون اننا وجدنا كرتونة مكتوب عليها فحم نباتي انتاح مصري تباع في بلدان العالم اذ يجب ان نسائل انفسنا اولا لماذا لم نفعلها نحن ؟ وهل من الصعوبة ان نصلح و نخرج منتجاتنا في شكل انيق وجميل و نصدرها للعالم ؟ للاسف الشديد ان عقلية ترك التدميرية الذي قفل الميناء و شارع بورتسودان وعطل اقتصادنا المعطوب اصلا هي نفسها المسيطرة علينا في كل مكان وحيث اصبحت العقلية الهائجة المستثارة هي المسيطرة على افعالنا . ولذلك مايثار حول الشاحنات المصرية هو في النهاية محاولة لاثارة الغبار وتبرير سطحي لقفل الطرق ذات الاهمية الاقتصادية والانسانية .هنالك معلومة هامة يعرفها كل متعامل تجاري مع مصر الا وهي ان مستوى انضباط الاجراءات الحكومية المصرية عالي ولايقارن مع ما يجري في السودان . لذلك وبدلا من بذل الجهد في افعال سالبة بحركتنا التجارية ياليت نوفر ذلك المجهود لاصلاح دولاب عمل حكومتنا وبالتالي التمكن من ضبط مصادر دخلنا المالية ، وبذلك لن يجد احد فرصة تهريب لخارج حدودنا . وهنالك حقيقة غائبة عن من يسيرون دولاب العمل الحكومي ان السودان يمتاز باتساع بدائله الاقتصادية وحيث لا تستطيع اي دولة من خنقه او فرض خياراتها عليه سواءا مصر او غيرها لذلك في وجود حكومة سودانية واعية بمهامها فان كل الدول تعمل الف حساب في تعاملها معنا . ايها السودانيون توحدوا واتفقوا لكي تحدثوا الاستقرار المطلوب وبالتالي تنمو بلادنا من خيرات ومدخرات ابائها . وحينها لن يرحل راس المال السوداني الى بنوك مصر او غيرها .