انتشار خطاب الكراهية ونزعة التخوين بين المجموعات السودانية المختلفة بتعدد مستوياتها السياسية او النقابية او مجتمع مدني اصبح ظاهرة تستدعي الوقوف والتحليل لانها قادت لانقسامات وتشظي وتفتيت المجتمع ومنظماته المختلفة بحيث اصبح تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ سمة من سمات المشهد السوداني اليومي سياسيا واجتماعيا.وتجمع المهنيين الذي كان يمثل اقيونة الثورة تعرض بدوره باكرا للانقسام بعد حملة من التخوين وخطاب الكراهية ونزعة التشفي التي سادت الساحة السياسية وماتزال!يعكس كل ذلك فشل النخب السياسية والثقافية والاجتماعية التي تتصدر المشهد وربما عكس ايضا قصور ظل يلازم العقلية الاجتماعية والجماعية للسودانيين الذي تجلي في كل هذا التدهور الذي نمضي اليه سريعا في كافة المجالات! وكان الغاية هي النظر لافضل مافينا من اشياء ثم نعمد الي تخريبها! وهكذا كان التعامل مع ايقونة الثورة الاصم بحيث لم يهدأ بال كثيرون الا بعد افشاله وانزاله من منزلته الرمزية تلك! الا ان هذا الخطاب ونزعة التشفي لاتنتهي بتقسيم الكيانات والاجسام فقط وانما ربما تذهب لتفتيت البلاد باكملها! لان ذلك اصبح ظاهرة ايضا في المجموعات القبلية نفسها الانقسام يطال كل شي! وليس بعيدا ان يتجاوز ذلك الي البلد نفسها!وذلك دليل علي فشل هذه النخب التي تتصدر المشهد وتريد ان تبني الوطن! وفاقد الشي لا يعطيه!يري كثير من المراقبين ازدياد خطاب الكراهية ونزعة التشفي والتنقيص والتخوين المتصاعد في الساحة السودانية قد يقود الي زيادة الانقسامات بين المجموعات وانعدام الثقة فيما بين الجميع وربما اسهم في تعقيد المشهد السياسي وربما ادي في نهاية المطاف الي العمل علي تفتيت وانقسام البلاد نفسها؟!
شاهد أيضاً
كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
في العام 1954 أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء بتخصيص يوم عالمي للأطفال …