غادرنا في هذا الظرف إلى بلاده مصر الحبيبة المستشار الاعلامي المصري عبدالنبي صادق وفي القلب لوعه وفي النفس حسره وفي العيون دمعه من فرط العلاقة الحميمية والمحبة الخالصة والأخوة المتينة التي بناها هذا الرجل الاستثنائي مع جميع أطياف الشعب السوداني بلا إستثناء.
كان عبدالنبي يمثل أيقونة إعلامية وانسانية مشبعه بالقيم السمحة المهنية الراقية يبتعد عن الشطط والعدوانية والابتذال وهو يفعل ذلك عن قناعة راسخة ورؤية واضحة وقد ظل الرجل ينبض بالحب الصادق والحنان الجارف لجنوب الوادي عارفا بقضاياه المتنوعة واحلامه الكبيرة.
تجلت عبقرية عبدالنبي في مهمته خلال ظهور الاجواء الإعلامية الملتهبة التي مرت بين الخرطوم والقاهرة عندما حاول البعض استخدام سلاح الإعلام للقضاء على نسيج العلاقة التاريخية بين البلدين فكان الرجل حاذقا وذكيا في اطفاء تلك الحرائق.
نودع أخا عزيزاً قضينا معه لحظات وأيام مترعة بالنشوي والجمال والصدق وعشق المسؤولية والتفاهمات المشتركة.
لن ننسى كم قام عبدالنبي بمعالجة إشكاليات السودانيين الذاهبيين لأرض الكنانة من أجل العلاج والعلم والسياحة والرياضة وكم كان واسع البال لايعرف الضيق والتسويف والمرواغة حتى تقطيبة الجبين.