أشار الكاتب السوداني الجميل الفاضل إلى أن “الملمح الرئيس لزيارة البرهان في الفضاء العربي الذي شمل كلاً من الإمارات والسعودية ومصر، أن تلك الدول الثلاث يربطها ما يشبه التحالف في إطار لعبة المحاور الإقليمية، وهو تحالف له تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في السودان، ومؤثراته واضحة خلال الفترة الانتقالية، وهو الأكثر قرباً للمكون العسكري في معادلة المرحلة الانتقالية. أما بالنسبة لأوغندا، فهي لاعب مهم في الفضاء الأفريقي، بخاصة أنها دولة مؤثرة على مجموعة “إيقاد”، كما أنها تلعب دور الشرطي للدول الغربية في القارة الأفريقية، بينما تأتي زيارة تشاد باتجاه المقايضة بين البلدين بلعب كل دولة دوراً محدداً ينشد الاستقرار الداخلي في ظل التوترات الداخلية المشتركة”.
وتابع الفاضل أن البرهان يسعى في هذه الجولة إلى مفاتيح لحلحلة أزمة بلاده السياسية من خلال دول لها تأثير في الغرب، لا سيما في ظل انزعاج حكومة الخرطوم من الضغوط التي تمارسها دول الترويكا والاتحاد الأوروبي وأميركا، فضلاً عن تململها من خطاب رئيس بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرتس الذي قدمه أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في السودان، وما قابله من اعتراض داخل الدوائر الرسمية ودعوات لطرد ممثل البعثة الأممية من البلاد.
“الدب الروسي”
وبين الكاتب السوداني أن “هذه الزيارات جاءت في إطار محاولة لفك الحبال من عنق الجنرالات، بخاصة بعد أن أصبح موقفهم أقرب إلى “الدب الروسي” عقب الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى موسكو قبل يومين من اندلاع الحرب على أوكرانيا”، ولفت إلى أن هذه المحاولات تعبر عن شيئين، إما الخروج الآمن للمكون العسكري، أو إيجاد صيغة تحقق لهذا المكون المشاركة في الحكم ولو بصلاحيات محدودة، وبات واضحاً تماماً أن العسكريين يرغبون بالاستمرار في السلطة من خلال مقاربة وسطية تضمن لهم التواجد في دفة الحكم، في وقت هم منزعجون من اللاءات الثلاث التي يرفعها المتظاهرون كشعارات في المواكب “المليونية”، التي تخرج بشكل مستمر إلى الشوارع.
شاهد أيضاً
الزحف الصحراوي يضرب الارضية الزراعية بنهر عطبرة
كشفت الناشطة البيىة علوية سر الختم عن اثر الزحف الصحراوي علي الأراضي الزراعية بقطا ع …