الخميس , نوفمبر 21 2024
Breaking News

زراعة الوردة الشامية في ريف اللاذقية نواة لتنمية اقتصادية بالمنطقة

على الطريق الجبلي المؤدي إلى قرية قلعة المهالبة في ريف القرداحة بمحافظة اللاذقية تجتذب الزهور التي تزين مداخل البيوت المتناثرة على الجانبين أنظار الزوار بألوان بهية زاهية تتناغم مع الحجارة القديمة كما لو أنها لوحات طبيعية وتملأ النفوس بعبير الورود.. إنه عبير الوردة الشامية

ويندرج المظهر الجمالي والرائحة الزكية والفائدة الاقتصادية والاستخدامات الطبية ضمن جملة العوامل التي شجعت سكان القرية على زراعة الورد سواء لأغراض جمالية وتزيينية أو تأسيس مشاريع إنتاجية صغيرة مدرة للدخل قد تشكل على المدى الطويل نواة لتنمية اقتصادية حقيقية في المنطقة تعود بالخير والمنفعة لما فيه مصلحة الجميع.

أهالي القرية أكدوا لمراسلي سانا أنهم يعولون كثيراً على نجاح تجربة زراعة الوردة الشامية في المنطقة نظراً للقيمة المضافة التي يحققها المشروع لناحية المردود الاقتصادي العالي بما يشكله من مصدر دخل للأسر وفوائدها الغذائية والطبية والعطرية وتعزيز المظهر الجمالي للقرية حيث بينت نغم صالح إحدى المستفيدات من المشروع أنها تعشق زراعة الورود ووجدت في منحة الغراس فرصة لتأسيس مشروع منزلي صغير يحقق لها دخلاً إضافياً.

زراعة الوردة الشامية

المزارع جاسم بكداش أشار إلى أن الدعم الذي تحظى به زراعة الوردة الشامية من حيث توفير مستلزمات الإنتاج والمتابعة المستمرة من قبل خبراء أكساد والعاملين في الجمعية التعاونية المختصة بالورود الإنتاجية شكل عاملاً مشجعاً لزراعتها إضافة إلى إنتاجيتها العالية وتعدد استخداماتها

من جهته بين المزارع فراس فياض أن مشروع زراعة الوردة الشامية الذي أطلقته الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي واتحاد الفلاحين ومنظمة أكساد يعتبر إضافة قيمة لدعم وتوسعة مشروعه لزراعة أزهار القطف وتنشيط الحركة السياحية في القرية عبر إقامة منشآت سياحية من مطاعم وفنادق ومقاه وتنظيم رحلات سياحية إلى جانب إمكانية تنظيم فعاليات خاصة بالوردة الشامية مستقبلاً أسوة بالتجربة الناجحة في المراح بريف دمشق.

رئيس الجمعية التعاونية الفلاحية المتخصصة بالورود الإنتاجية في قرية قلعة المهالبة ماهر سليمان أوضح أن المهام المنوطة بالجمعية تتضمن القيام بجولات ميدانية دورية على المساحات المزروعة بالوردة الشامية والإشراف على مراحل نمو الغرسة والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض فيما اشار رئيس الرابطة الفلاحية في القرداحة كاظم صقر إلى أن المشروع ينطوي على فوائد اقتصادية مجزية للمزارعين ويسهم في خلق فرص عمل ولا سيما أن الوردة الشامية من الزراعات التي تناسب الحيازات الصغيرة موضحاً أن عدد المستفيدين من المشروع بلغ 100 مستفيد حيث حصل كل منهم على100غرسة وردة شامية وسلة زراعية تضم معدات وأدوات زراعية وأسمدة.

رئيسة دائرة الإنتاج العضوي في مديرية زراعة اللاذقية الدكتورة غيداء بركات بينت أن العلاقة الاقتصادية الجدلية بين القيمة والندرة تفرض نفسها على قيمة الوردة الشامية وزيتها الفواح ولا سيما إذا أضفنا إليها الفوائد الجمة واستخداماتها المتعددة في الصناعات العطرية والغذائية والتجميلية وأن قيمة كل غرام واحد من زيت الوردة الشامية يعادل قيمة غرام واحد من الذهب حيث أن ارتفاع ثمن زيت الوردة الشامية يعود لصعوبة استخلاصه والحاجة إلى كميات كبيرة من الأزهار للحصول على كمية منه.

المهندس باسم دوبا مدير زراعة اللاذقية أوضح أن مشروع إدراج زراعة الوردة الشامية الذي أطلقته الأمانة السورية للتنمية بالتنسيق مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي واتحاد الفلاحين والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة أكساد أصبح من ضمن الخطط الإنتاحية في المديرية حيث تم إنتاج عشرة آلاف غرسة خلال العام الماضي تم توزيعها على المزارعين في قرية قلعة المهالبة بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية واتحاد الفلاحين مشيراً إلى أنه تم رفع الخطة الإنتاجية لهذا العام إلى40 ألف غرسة.

واستطاعت الوردة الشامية بما تمتلكه من خواص نادرة إيصال اسم سورية إلى العالمية بعد تتويجها ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2019.

About المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

Check Also

خسائر كبيرة لمزارعي المانجو في السودان بسبب الحرب

السودان ينتج أكثر من 700 ألف طن من المانغو سنويا (شترستوك) ألقت الحرب الدائرة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا