الأحد , مايو 5 2024
أخبار عاجلة

حياة المرأة في دارفور ما بين الحرب والسلام

كتبت مريم حامد

من الوهلة الأولى يتبادر لذهنك كيف تعيش المرأة في دارفور ؟ وهذا سؤال من مبدء الواقع الحاضر ، الذي يختلف كثيرآ عن حياه المرأة في دارفور ما بين الماضي والحاضر .ولكن هذه الحياه قابله للتغيير بقدر ما يتغير الإنسان مع تفاصيل البيئة .ظلت المرأة في دارفور تتغير عليها الملامح ، من فقدان الأمان والسلم الاجتماعي مما غير في حياتها الكثير . وادركت ان هناك شيئآ قادم مع مرور الزمن سيغير تلك الالفه والمحبه والتعايش بين مجتمعاتها ، وهو بدايه شرارة حرب على هامش ملاذهن في بيوتهن اوطانهن الصغيرة وبلادهن المتسعة على الارياف والجنائن ، والوديان ، والمزراع الصغيرة التي تغازل سياج منازلهن في ، قرى ومدن دارفور .إذآ ربما هذه الشرارة التي تحمل في داخلها وابلآ من الذخائر ، ستقضي على الإرث الذي اوجدته الطبيعة ، وصنعه البشر . بتسامح وإلفه مع إختلاف التنوع والسحنات .لكن القدر دومآ يخبئ اشياء في الخفى قد لا يعلمها الناس ، ولكن تظهر علاماتها حينآ بعد آخر .وفعلآ حدث ما كان متوقع و قامت حرب في دارفور ، في بدايه 2003 وأول من اصطدم بهذه الحرب هي المرأة الدرافورية التي ظلت ضحيه لأكثر من سبعه عشرة عامآ وهي تعاني ويلات الحروب والقتل والاغتصاب ، وتشاهد كيف يقتلون فلذات أكبادهما ، ويحرقون ويشنقون ، ويصلبون كأن الحرب حربآ عقائدية . فقدت المرأة في دارفور ، كل حقوقها اثناء الحرب اللعينه ، من الحماية والتعليم والصحه ، والرعاية ، وظلت اسيرة حرب ليس لها فيها ناقة ولا جمل ، بل هي ضحيه كانت لصراعات لم تفهم فيها شيء ، فظلت حبيسة مقهورة ، متألمة طالها الظلم وحرمها حق الحياه ، فالحرب خلفت في ذاكرة المرأة الدرافورية ، اشياء لا يمكن محوها مهما تغير الواقع ولا يمكن ان يمحيهها الزمن ، فهي قد شاهدت في الحرب ما لم يستطيع أحد مشاهدته ، عندما ترى أطفالها يحرقون أو يقتلون ، وكيف كانت أداة القتل ؟ شكلها أو حجمها أو الاسلوب الذي يقتلون به جنينها ! المهم هي كانت حاضرة العقل والبديهة وتنظر بعينان حزينتان يملأهما الدمع وتسيل على الخد دمعه الحسرة والفقد في اسلوبآ ممنهج ، يحاول ان يمحي معالم إرثها من الأطفال .وهكذا ظلت المرأة في دارفور . تمر بهذه الظروف الإنسانية التي خلفتها الحرب ، وحصدت ثمار ما جنتة من الحياه التي كانت هادئة وقتها وجميلة ، وتحول حصادها الى بؤس ونحيب وصراخ ، وتركت تواجه مصيرها لتصبح أرملة وثكلى ، تلبس ثوب الحزن وتتجرع مرارة الألم الذي افقدها معنى الحياه وكونها مرأة …. !فالمرأة في دارفور كانت كادحه منتجه ومستثمرة ومربية ، ومثقفه متدينه كانت تقرأ في تقابة الخلاوى وتتلمذ على ايادي العلماء اللذين يعلمونهن الدين ويحفظن القرآن . وناجحات في عملهن ويصنعن جسور المحبة ليمشي عليها الناس في إلفه ، وكان ينشدن القصائد ويغنين للسلام .ولكن الحرب غيرت مسارهن واصبحن ينشدن أغاني الحماس والفروسية وقصائد الحرب كواقع فرض عليهن من تجربتهن في الحرب .فكان يشجعن الرجال على القتال وأخذ الثأر جراء الحرب والغبن الذي وقع عليهن والظلم في ذلك المعترك . فأسهمت بطريقه مباشرة أو غير مباشرة في الحرب في دارفور ، وأثر ذلك خلف الكثير من القتلى وفقدن الكثير من ذويهن في الحروب في دارفور..وتلك هي ٱفراذات الحرب وتداعياتها على المجتمع بصورة عامه . والمراة بصورة خاصه .ولكن تظل المرأة هي صانعه السلام وواحده من رسل السلام ، فهي قادرة على غرص المحبة وصنع السلام اذا تغير تفكيرها الى تفكير إيجابي بغرض ان تعيش في سلام .فهي ( الحكامه) والهداية التي تنشد قصائد التسامح والتصالح ، ويمكنها المشاركه في تفعيل دور بناء السلام في إقليم دارفور ، وترسيخ مفاهيم التعايش السلمي وقبول الاخر والتعايش مع التنوع البشري عبر التصاهر . وبناء مجتمع متصالح متعايش مع نفسه في إطار ، عدم قلاع الحرب وإزالة متاريس الطريق نحو القدوم الى قصور التسامح وبناء السلام . وهي قادرة على كسر حواجز الشتات والتفرقه بين المجتمع . وبإمكانها تجاوز معضلات الماضي الذي أكسبها الكراهية والبغض الذي جعلها مشوشه في تفكيرها .رغم انها اكثر الشرائح التي تضررت وعانت كل ضروب الحرب ، إلا انها تستطيع فعل المستحيل لكي تحافظ على بقائها كإنسانه تساهم في جميع مناحي الحياه.رغم ذلك لا بد للمجتمع ان ينظر للمرأة ان لها دور فعال وايجابي ، ويجب حمايتها في دارفور والاهتمام بتعليمها وصحتها وحوجتها ، والخروج بها الى براحات فضاء السلام ، لتعيش في أمان وتكمل مشوارها في بناء المجتمع ، وتشارك في صنع القرار لتكسب حقها وحق الاخريات من النساء في دارفور.كما لها الحق في المشاركه بوقف عبث الحروب بين القبائل حتى لا تفقد اطفالها واحفادها في معترك ليس لها فيه يد .وعندما نقول حمايتها يجب على منظمات المجتمع المدني والحكومات والسلطات المختصة بحماية المرأة والطفل من اي اعتداء سوء كان في الحروب أو التقصير في حقها .ويجب تثقيفها وتعليمها ، فهي قد اضاعت عشرات السنين من عمرها بين الحروب، التي أدت الى نزوحهن ولجوئهن وتشريدهن في بقاع الوطن وخارجه مما افقدها حقها في كل شيئ .إذا فالتبقى المرأة في دارفور هي نواة مجتمع فقد ذكرياته وأماله وطموحاته ، عليه يجب ان تسترد لها حقوقها التي سلبت منها دون إرادتها ، حتى تسهم في بناء السلام وتتفاعل وسط المجتمع بدورها المعطاء ، وأسلوبها في لم شمل كل من فرقته الحروب ، وان تكون لها مساحه تستغلها لتختبر دورها لتصنع السلام والوئام بين الشعوب والقبائل ، حتى لا تعود الى مستنقع الدمار الذي لحق بها.فالمرأة في دارفور لا ينحصر دورها كأم فقط . بل هي مستقبل واعد يذخر بالامنيات الجميله ؛ ايضآ طبيعه المرأة يمكنها ان تحول الحرب ، الى سلام عبر قصائدها وشعرها في إيقاعات مختلفه ، وهي تمتاز بهذا الاسلوب ، ولها إسهامات بارزة في وقف الحرب ولها العديد من النماذج في الصراعات المختلفة في دارفور ، أسهمت فيها بوقف الحرب بين عدة قبائل ، وكان هذا واحدآ من النماذج التي جعلت المرأة ان تكون قادرة في وقف تمدد الحروب داخل كياناتها المختلفة ، __ بعكس مساهمتها في تصعيد الحرب ، عندما تلغي شعر الفروسية وتشجع الرجال الى الحرب ، ولكن تلك كانت ضرورة مرحله يقضيها واقع الحال ، بقدر ما يكون مرفوض ، ولكن احيانآ دومآ تختلف الموازين ويتغير سلوك الإنسان ليصبح عدائي ويغير سلوك الاخرين عبر التأثير السلبي والمفاهيم الخاطئه .ولكن تظل المرأة هي التي تلعب الادوار في وقف الحرب أو افتعال الازمات . وهذا اسلوب مكتسب فرضه عليها الواقع ،ولكن تظل هي السلام وعلينا السلام .

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مني مصطفي تكتب عن لبودي نجم عطبره في العصر الزهبي

لاحول ولاقوه الابالله البركه فيكم استاذه كوثر لبودي نجم الكره في العصر الذهبي لاعب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا