الجمعة , سبتمبر 20 2024
أخبار عاجلة

نقطة.. وطن جديد

.


د.دلال عبدالعال

ارتزاق تحالف السلاح والسلطة.. أن التحول التاريخي للسياسة السودانية انتقل من مربع تحالف السلطة والثروة إلى مربع تحالف السلاح والسلطة .مما يعني المزيد من إراقة الدماء….

اليوم يتصدر المشهد السياسي قوات أصبحت في مركز إتخاذ القرار ..الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح خاصة بعد ثورة ديسمبر واتفاقية سلام جوبا، اعتقد ان نضالهم لم يكن من أجل التغيير بل كان من أجل مناصب ومنافع يبحثون عنها بدليل أنهم ارتضو اليوم بمشاركة القتلة انقلابهم… وان أكثر الناس فساداً وسرقة المال العام وتمكينا لأنفسهم بالمناصب هم قادة الحركات المسلحة (أمراء الحرب) ومن كان من قبيلتهم أو يتبع لهم… هم اختزلو ما أسموه نضال في مناصب سيادية وتركو مطالب اهلهم عند حافة الارتزاق فنقلو انفسهم من مناضلين إلى مجرد مرتزقة ينهبون ويتحدثون باسم اهلنا في دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق .. ولا أعتقد أن هنالك حركة مسلحة كان همها التغيير أو مستقبل هذا السودان.. من سار بطريق نزف الدماء وحمل السلاح لن يكون من دعاة السلام يوماً.. وقد اثبتت ثورتنا في ديسمبر أن السلمية اقوى وانزه من السلاح والاقتتال.. أما الدعم السريع فهذا الرصيد له من اي نضال وطني بل هى قوات مرتزقة تتكسب من اسالة الدماء والقتل لا دين ولاشرع ولا وطنية لهم وهم صنيعة الإنقاذ وسفاحيها… والأغرب أن هذه الحركات المسلحة تضع اليوم يدها على يد من قتلها وشرد اهلها وتقاسمه اليوم المغانم عيفا على اوجاع اهلها في مناطق النزاع

علينا أن نتسآل هل ساهم هذا التحالف مابين العسكر والجنجويد وأمراء الحرب من حركات مسلحة في معالجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية و الأمنية التي تشهدها البلاد..؟

بالتأكيد لا .. كيف نريد لمجرد أمراء حرب يسعون فقط للارتزاق والعمالة أن يفكرون حتى مجرد التفكير في بناء دولة هؤلاء لايهم وضع اقتصادي أو استقرار أو آمن هؤلاء كل مايهمهم سرقة المال العام كيف لحامل سلاح أن يزرع شجرة أو يؤلمه منظر جوعى أو جرحى وهو تعود على رؤية الدم نازفا .. بل زادت على ذلك أنها تساهم اليوم في سرقة موارد البلاد وتهريبها وانفلات الامن.. من يقتلوننا ويضربونا بالشوارع داخل المواكب اليوم هم منسوبي الحركات المسلحة والدعم السريع يشاركهم الجيش مفعولاً بسكوته عن حالة السيولة الامنية التى تجتاح بلادنا.. حيث أصبح السلب والنهب في الشوارع وداخل المواكب يتم من قبل قوات الشرطة والدعم السريع ومرتزقة القوات المساحة

وتقولها بكامل الشفافية أن حكم هؤلاء خصم من رصيد النمو الاقتصادي ولسنوات كثر قادمة…لأن النمو ليس فعل تلقائي بل هو تراكم سياسات توضع على أساس مصلحة المواطن من قبل رجال دولة محترمون يعرفون واحب مناصبهم والاقتصاد لينمو يحتاج الإستقرار ويحتاج الدولة المحترمة التى تضع الخطط والاستراتيجيات للنمو وهذه الطفيليات على بلادنا اكملو ما بدأه الإسلاميون من نهب وتخريب وسوء إدارة لموارد بلادنا… وكذلك النمو يحتاج للانسان والشباب هم عماده وهؤلاء يشاركون في قتل الشباب بالشوارع وتشريد المزيد من قراهم حيث لم يستطيعوا حتى اليوم أن يرسو دعائم سلام وأمن بمناطقهم

نتوجه إلى هؤلاء (مناوي..جبريل ومن تبعهم) بسؤال لماذا لم تتوقف عمليات النهب المسلح بعد..؟

اقول لهم كيف تتوقف ومن يحكم هو النهب المسلح وهذه المرة قامو بنهب دولة كاملة عبر مسرحية اعتصام الموز ولازالت يوما تلو اليوم يضعون مسرحيات هزيلة… هم لم يقاتلون من أجل إرساء السلام هم قاتلو من أجل مناصب فردية وجدوها وانتهت مهامهم لايهم اهلهم وامنهم وسلامهم.. وسيظل النهب المسلح قائما مالم ينزع السلاح من هذه الحركات المسلحة وتتم محاسبتهم محاسبة وطنية على كل روح ازهقت… وبديسمبر اثبتنا أن النضال السلمى أمضى سلاح.. وان النضال المسلح مجرد ارتزاق وعمالة لانه اوجد بؤر قتال لم تنتهى حتى باتفاقية السلام المزعومة

لكن للاسف ان تلك القوات في ظل وجودها على سدة الحكم هو أولى عتبات التدهور والذهاب إلى حالة اللا دولة.. واسمحو لى أن أقول إن هذه الحركات المسلحة هى صنيعة الإنقاذ والإسلاميين دعم سريع عدل ومساواة وكل حركة نشأت في فترة حكم الإسلاميين هى صنيعتهم لإدارة صراعاتهم مع بعض وما التقارب بينهم في قوى الوفاق الوطني سوى دليل حي أنهم اوجدوها لتصفية حسابتهم مع بعضهم..

مايحزننا أن اهلنا بدارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وكردفان لم يثورو حتى اليوم على هؤلاء ..

ننتظر شبابنا بهذه المناطق ليكونوا قوة تطيح بهؤلاء المرتزقة اللذين يتحدثون باسمهم ..

فنحن اليوم في خانة الصراع بين القديم والحداثة.والوحدة الوطنية دون تمييز . الحداثة كانت في شعارنا “ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور” وهذا ما هتاف له عمقه واتضح لنا أن العنصري ليس الجانب من الشمال بل إن هذه الحركات هى عنصرية في الجهة المقابلة حيث أنها اصطفت اليوم جميعها في خانة القتلة لشبابنا… على الشباب أن يعى لهذا الفخ وعلينا أن نتحرك تجاه اهلنا وشبابنا في مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق لنساعدهم على عدم الانضمام لهؤلاء فهم ييتخدمونهم. دروع للقتال دون الاهتمام بمناطقهم وماحدث في النيل الازرق كانت إحدى المؤشرات

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

تاريخ موجز لنشأة وتطور إدارة الغابات في السودان

حوار مع ذكاء اصطناعي بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية

أنا: السلام عليكم، شفت عنوان حوار اليوم؟ هو: يبدو لاذعاً وممتعا! فيه لمسة من الدعابة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا