الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة

التعدين التقليدي في السودان .. الوجه الآخر

تُعد مهنة التنقيب التقليدي عن الذهب في السودان من أقدم المهن التي عرفها التاريخ البشري لارتباطها بالحضارة المروية ودولة المماليك الضاربة في القدم بشمال السودان، حيث ما زالت آثار القدماء في التنقيب عن الذهب تشير إلى تلك الحقبة من الزمن فيما يعرف محليا (بأبيار العنج)، وهي جزء من أعمال الحفر التي وجدت حديثا حيث يعتبر العثور عليها بمثابة الحصول على الكنز المفقود لأنها لا تخلو من وجود كميات مقدرة من المعدن النفيس.
أحلام الثراء
وتطور الأمر حتى أصبح التعدين التقليدي في الوقت الراهن مهنة وملاذا للكثيرين لاسيما القادمين من مناطق النزاعات التي تقل فيها الخدمات وعوامل الجذب والاستقرار المعيشي، إضافة إلى مجموعات أخرى جاءت من مناطق عدة هربا من جحيم الأوضاع الاقتصادية التي فرضتها الظروف التي يمر بها السودان فضلا عن الحالمين بالثراء وهم الممولون الأساسيين للعملية برمتها، حيث يُعد وجودهم شيئا لا غنى عنه لتزويد الشركاء الآخرين بالمال من أجل استمرار العمل.
الحظ والمغامرة
ولعل القصص المحفزة لدخول الكثيرين إلى عالم البحث عن الذهب بشتى الوسائل تدور حول وقائع تُروى عن حصول البعض على نسب مقدرة من الذهب خلال أوقات وجيزة وبمجهودات لا تكاد تُذكر، فعوامل الحظ والنصيب يعلبان الدور الأبرز في هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر للبعض ونزهة لآخرين لا شأن لهم بأي عمل يقود إلى نوع من المهالك المتوقعة ، كل ما عليهم هو دفع المال وانتظار نصيبهم المتفق عليه من الذهب أو تحمل الخسارة التي تنجم عن فشل المهمة في أغلب الأوقات حيث يبدأ التجهيز لمهمة أخرى وبميزانية جديدة إذا لم يُقرر أحد الطرفين الانسحاب.
تضحيات ومخاوف
وسط هذه المخاوف والتطلعات نحو الثراء تتباين الأراء حول جدوى البحث عن الذهب في ظل هذه الأوضاع، حيث يرى البعض أن المشوار وإن كان شاقا أو مرهقا فإن الهدف يستحق التضحية حتى يتوج بحصوله على نصيب مُرضٍ من الذهب ليقرر بعدها الرحيل إلى الديار قبل أن يبدأ رحلة العودة مرة أخرى أو قد لا يعود ثانية.
استحالة العودة
وعلى النقيض من ذلك يرى آخرون استحالة الرجوع إلى الديار خالي الوفاض تحت أي من المبررات، وهنا تبدو مكامن الخطر واضحة لكل من زار مناطق التعدين ومكث فيها فترة من الزمن، حيث يقضى هؤلاء النوع من الناس سنوات عديدة في البحث دون جدوى ومع مرور الوقت الذي يسرق أحلامهم يبدأ أسوأ تغيير في سلوكياتهم فقد يتحول بعضهم إلى مجرمين ومحتالين
وكذابين
ينسجون المؤامرات من أجل الحصول على أموال الآخرين بطرق ملتوية.
الهروب من الواقع
ومن يسلم من الخوض مع هؤلاء يواصل رحلة الهروب من الجحيم الذي رفضه مسبقا حيث يفضل البقاء في مثل هذه الظروف الصعبة و ما يترتب على ذلك من آثار تُضر بالأسرة والمجتمع يخلفها غياب الكثيرين عن أهاليهم وتخلفهم عن أعمالهم وأنشطتهم التجارية والمهنية التي اعتادوا عليها.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

الهلال الأحمر السوداني يطلق مشروع تغيير مخاطر الكوارث والتاقلم مع التغييرات المناخيه

شهدت محلية بربر وحدة جنوب بربر صباح أمس الاثنين انطلاق مشروع تغيير مخاطر الكوارث والتاقلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا