:هبة الله صلاح الدين
ﻳﺎ ﺍﻟﺸﺎﻳﻞ ﺷﻤﺴﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻙ ﺧﻠﻴﻬﺎ ﺗﺒﻴﻦ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺗﻄﻠﻊ..
ﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺩﻱ ﺑﻼﻙ
ﻃﻮﺭﻳﺘﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﺮﻉ..
عشق خفي ربط ذلك العجوز الاسمر بتلك الارض لايبارحها ليل نهار يقلب طينها بين يديه بحب ولاشك انها تبادله حبا بحب، فهو يقضي يومه كله معها دون ان يحس بحركة العاملين بحوش الاذاعة والتلفزيون فقط بكتفي برد السلام الذي يصل اذنيه من هنا اوهناك (سلامات ياعم عبد النبي) ليتوقف هنيهة ويعود مرة اخري لذلك الحوار الصامت بينه وبين ارض حديقة الاذاعة مجسدا حب الانسان للارض وعشقه للبذرة،حلم البذرة ..الحب الازلي..تنبت تدي الفقرا بيوت ..
ذات البذرة التي غرس والده حبها بداخله يوم أن كان يصطحبه الي (الحواشة) وهو يافع ليشاهد والده.. تزرع وتسقي طول اليوم وتحاحي وحارسه قندولك.
في رابعة اولية لبي نداء الوطن وإلتحق بصفوف التجنيد يقول عم عبد النبي( خلينا مدارسنا واتجندنا دون تردد)..
ليشارك في حرب اكتوبر في مصر وحرب العراق وايران وانضم لقوات سلام الدول العربية في لبنان كما شارك في حرب الجنوب لاربعة سنوات.حضرة الصول عبد النبي قسم السيد جاء الي الاذاعة في عهد الاستاذ عوض جادين محملا بجروح الوطن بعد نضالات طويلة..احزانك جواك لبلاب ..موزع بين شاطئ وقوز رملة..
والطيور الداخلة في دمك تنقد إرتياح باقي الصباح..
لكن بذات الحماس الذي زرعته فيه العسكرية قدم عم عبد النبي جل جهده في تنفيذ مايوكل له من اعمال بالاذاعة فكان ضمن فريق العمال في تأسيس الاستديوهات واعمال الصيانة والتركيب والكهرباء لسنوات طويلة حتي إستيقظ به الحنين مرة لما غرسه والده المزارع من حب الارض والزرع بداخله ليعكف علي شتل المساحات الفارغة في الحوش بشتول المنقة والتمر وصار ينادي بضرورة الاهتمام بحديقة الاذاعة وتحويلها الي جلسة يلتقي فيها العاملين ورغم إنه لم يجد أذنا صاغية من الادارات المتعاقبة علي الهيئة الا انه لم ييأس وظل يشتل الفرح يتقوي علي خيبات التجاهل بمقولة
ماشيك وعارفك ياحريق في يوم غماماتك بجن
والعيوش والخير يعم
يرقد رقاد والناس تخم ،
ذاق طعم ثمرات شتلاته معظم العاملين بالاذاعة كيف لا وتلك المساحات زرعت بحب فأزهرت وردا وتمني،
العم عبد النبي من منطقة مساوي بالشايقية عشق اغنيات الفنان الراحل عثمان حسين وكانت (رببع الدنيا) رائعته التي لطالما دندن بها وهو يمارس عمله اليومي لتمسح عن جبينه الرهق وتزيد مساحات الايجابية من حوله كما ان لعم عبد النبي عشق خاص لروائع النعام ادم والوسيم الفي طبعه دايما هادي..عم عبد النبي (مابحب كلام السياسة) ولكن قال العساكر الحكموا البلد دي ماقصروا..عبود وعبد الله خليل ونميري.. قال ذلك وهو عسكري مطبوع مزج بين الابداع وانضباط الذات..
كتبنا
علي حواف الارض نخيط قرمصيص بكرة مناديل للحبيبة
تقيف محل فسح خليل فرح الكلام في الدم..