الأحد , مايو 19 2024
أخبار عاجلة

زراعة الفراولة “ذهب تونس الأحمر” تتوسع وسط الصعاب

    أكثر ما يجذب انتباه المسافر على الطريق بين نفزة ووشتاتة وصولا إلى طبرقة، هو تلال حمراء من الفراولة في منطقة تكافح لتحتل لنفسها مكانة بين منتجي “ذهب تونس الأحمر” رغم الصعوبات وشح المياه

.زراعة الفراولة “ذهب تونس الأحمر” تتوسع وسط الصعاب
الثلاثاء 2024/05/07
انشرWhatsAppTwitterFacebook

قطاع زراعي واعد يتهدده شح المياه
أكثر ما يجذب انتباه المسافر على الطريق بين نفزة ووشتاتة وصولا إلى طبرقة، هو تلال حمراء من الفراولة في منطقة تكافح لتحتل لنفسها مكانة بين منتجي “ذهب تونس الأحمر” رغم الصعوبات وشح المياه.

باجة (تونس) – على بعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة باجة (شمال غرب تونس) وعلى طول الطرقات الرابطة بين مدينتي نفزة ووشتاتة بولاية (محافظة) باجة وصولا إلى حدود طبرقة بولاية جندوبة تنتشر ثمار الفراولة (الفريز)، أو ما يعرف بـ”ذهب تونس الأحمر”، في الأسواق وعلى الطرقات وفي المزارع، لتعلن المنطقة نفسها موطن إنتاج لهذا النوع من الغلال المتوفر طوال فصلي الربيع والصيف باعتبار امتداد فترة إنتاج الفراولة بباجة من شهر مارس – آذار إلى شهر يوليو – آب.

مع بداية موسم إنتاج الفراولة لسنة 2024، أعلنت المصالح الفلاحية بباجة عن توسع المساحات المزروعة من هذا النوع من الغلال من عائلة الورديات بنسبة 30 في المئة وخاصة في وشتاتة التي تؤمن 90 في المئة من إنتاج المنطقة، وعن انطلاق تجربة لزراعتها بباجة الجنوبية.

وأكد مندوب التنمية الفلاحية بباجة بدر الظاهري، لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات)، أن مساحات الفراولة بلغت 40 هكتارا يقدر إنتاجها بـ1200 طن من 6 أصناف وخاصة لصنف “كميوزا”، وهي مساحات قابلة للزيادة، وقد تصل إلى أكثر من 50 هكتارا.

ويتزايد سنويا الإقبال على قطاع الفراولة، حيث بلغ عدد المنتجين خلال الموسم الفلاحي 2023 – 2024 45 فلاحا، وذلك رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج.

ويشير الظاهري إلى أن تكلفة زراعة الفراولة بالهكتار الواحد تتراوح بين 50 و90 ألف دينار باعتبار أن الهكتار الواحد يستوعب بين 50 و70 ألف شتلة، يتجاوز ثمن الواحدة منها 1300 مليم، إضافة إلى التكاليف الباهظة للأدوية المطلوبة للعناية بالنبتة وتكلفة الأسمدة واليد العاملة.

ويؤكد ممثل مجمع التنمية الفلاحية بنفزة ورئيس جمعية مريم للتنمية والثقافة شريف الدلاعي أن تقليد زراعة الفراولة يزداد انتشارا بوشتاتة في السنوات الأخيرة رغم التغيرات المناخية ورغم غلاء أسعار المشاتل ونقص المياه، حيث طور الفلاحون طرق الإنتاج والري قطرة قطرة وغيرها، ليصبح القطاع مورد رزق للفلاحين والعمال بتشغيله لليد العاملة بالمئات طيلة موسم الإنتاج.

ويضيف قوله إن الفراولة موجودة بالمنطقة منذ بداية القرن الماضي لكن إنتاجها توقف متأثرا بعدة عوامل، ليعود بقوة في السنوات الأخيرة نتيجة لتوفر العوامل الملائمة لإنتاجها بالمنطقة على غرار تربتها الرملية ومياهها العذبة التي تجعل للفراولة مذاقا حلوا ولذيذا إضافة إلى زيادة إقبال التونسي على استهلاك هذا النوع من الغلال.

بدوره، يؤكد منتج الفراولة عبدالحميد الدلاعي أن زراعة الفراولة في المنطقة عضوية باعتبار أن العوامل المناخية بالمنطقة ملائمة لزراعتها، إضافة إلى معرفة سكان وشتاتة بطرق زراعة هذه الثمار وسبل العناية بها لتحقيق مردودية اقتصادية جيدة منها حيث تصل أرباح الهكتار الواحد إلى ضعف ما يتم إنفاقه، وفق تأكيده.

ورغم تعدد مزايا زراعة هذه الثمار، يشتكي عبدالحميد الدلاعي، شأنه شأن أغلب منتجي الفراولة، من نقص الماء، لاسيما وأن فترة الإنتاج تمتد إلى موسم الصيف والذي تقارب فيه درجات الحرارة 40 درجة، لتصبح الآبار ونقاط المياه بالمزارع غير كافية للري، ويصبح نقص المياه تهديدا حقيقيا للمنتجين الذين يطالبون بحصة كافية من مياه سد سيدي البراق الذي يعد من أكبر السدود التونسية ويقع على وادي الزوارع شمال غربي مدينة نفزة وشمال مدينة وشتاتة وتقدر طاقة استيعابه بـ286 مليون متر مكعب ويوجه جزء كبير من مياهه لتونس العاصمة والوطن القبلي وصفاقس.

وفي هذا الصدد، قالت زكية الدلاعي (فلاحة تعمل بقطاع الفراولة منذ 30 سنة)، إنها عمدت هذه السنة إلى زراعة جزء من أرض عائلتها (10 هكتارات)، وذلك بسبب محدودية طاقة البئر في أرضها واعتبارا لعدم توفر الماء، داعية إلى مساندة الفلاحين في المنطقة وتمكينهم من العمل، خاصة بعد تضرر عدد من المزارع نتيجة حريق شب بالمنطقة خلال السنة الماضية.

ويوضح مدير مجمع التنمية الفلاحية بوشتاتة محمد علي الدلاعي أن توفر الماء يمثل شرطا أساسيا لزراعة الفراولة التي يتواصل إنتاجها حتى منتصف فصل الصيف، مشيرا إلى أن قرب سد سيدي البراق من وشتاتة كان عنصرا حاسما في تشجيع فلاحي المنطقة على زراعة الفراولة.

وهو ما أكده مجيد الدلاعي (منتج للفراولة) الذي ذكر أن الأهالي ضحوا بأراضيهم من أجل إنجاز سد سيدي البراق غير البعيد عن وشتاتة على أمل أن يدعم فلاحتهم، مبينا أن المنتجين بوشتاتة يعيشون هاجس نقص المياه ويشعرون بالخطر، فعدم ري الفراولة لمدة 3 أيام فقط من شأنه أن يضيع المحصول ويؤثر على حجم ووزن حبات الفراولة ونوعيتها.

وتؤيد وسيلة الحسناوي (فلاحة بوشتاتة) ما سبق مؤكدة أن نقص الأمطار والتغيرات المناخية أثرا على زراعة الفراولة، ولا تخفي خشيتها من ركود زراعة الفراولة بعد أن انتعشت بالمنطقة في السنوات الأخيرة. من جهة أخرى، يشكو القطاع إلى جانب إشكاليات نقص المياه، من تخفيض حصص المزارعين ومنع الزراعات السقوية جراء التغيرات المناخية والجفاف المسجل طوال 4 مواسم متتالية، والذي أدى إلى انخفاض حاد في مخزون السدود التونسية وصل في السادس والعشرين من أبريل – نيسان 2024 إلى 35 في المئة من طاقة استيعاب السدود والتي تعتبر من أضعف النسب المسجلة في المواسم الأخيرة.

بدوره، تأثر سد سيدي البراق الذي تروي مياهه مساحات الفراولة بوشتاتة من الجفاف وعرف نقصا حادا في مخزونه مع تحسن خلال سنة 2024 مقارنة بالمواسم الأربعة السابقة، حيث بلغت نسبة امتلائه حتى شهر أبريل الماضي 47 في المئة بمخزون يفوق 133 مليون متر مكعب.

وتبعا لنقص مخزون السدود، أصدرت مندوبية التنمية الفلاحية بباجة بلاغات دعت فيها الفلاحين إلى عدم تعاطي أي نوع من أنواع الزراعات السقوية جراء انحباس الأمطار وعدم توفر مياه بالسدود للري.

ويأمل المزارع رضا الدلاعي أن تكون للفراولة بوشتاتة ومنتجات زراعية أخرى ذات مردود اقتصادي كبير وقيمة غذائية عالية حصة دائمة من مياه سد سيدي البراق بنفزة الذي يعد من أكبر السدود التونسية، ودفع إنشاؤه منذ سنة 2000 بالأهالي إلى الاتجاه أكثر إلى تقاليد الزراعات المروية، بما أهل ولاية باجة لتصبح مدرجة ضمن مناطق إنتاج الفراولة شأنها شأن نابل التي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج هذه الثمار وطنيا وجندوبة (خاصة طبرقة) وبنزرت وزغوان وبن عروس وسوسة.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

وصول عدد 10 جرارات كبيره لمشروع الجزيرة

في إطار مساعيه الجاده لإعادة تأهيل اسطول الهندسه الزراعيه والذي تعرضت آلياتها للسرقه والنهب من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا