نعيد نشر المادة أهميتها تعميم المصلحة العامة
د. عبد الله محمد عثمان
ورد في الاخبار ان عالما امريكيا من اصل ايراني قال ان السودان يمكن ان يجني 40 مليار دولار سنويا من تصدير الوقود الحيوي المنتج من العنكوليب. نعم العنكوليب الواحد دا.
العنكوليب فاكهة الدرت الشعبية ، وهو عند الفرنجة ال Sugar sorghum , عصيره حلو مع حموضة محببة ونكهة خفيفة كنكهة عسل القصب المحروق علي خفيييييف كده …. و علف اخضر ثري بالعناصر .. سيلاج ومولاص و ورتاب ….. والعنكوليب هو شقيق العيش البودر الكرميش لزم .. والعيش والعنكوليب محصولان سودانييان بوضع اليد ، فما من امة علي وجه البسيطة تفعل في( العيش ) ما يفعله السودانيون .. كسرة ، عصيدة ، مديدة ، حلومر ، ابري ، مريسة، عرقي ، دلكة ، و . .. صدق الكرادفي القيافة: ( الحرير والدلكة النوم من عيني شلتا ..).
بعد ان القت الشرطة في دولة 56 القبض علي العتالي الاغبش الذي كان يحمل جثة قتيل في جوال دون ان يعرف، اعلنها توبة من عتالة الجوالات والقفف وقال قولته التي سارت بها الركبان ؛( انكوليب بس ) إذ لا مجال لإخفاء جريمة داخل ربطة العنكوليب.
والعنكوليب بعيدا عن الايثانول والمولاص والوقود الحيوي والتيجاني الاصم استلفته الثقافة السودانية وصفا عجيبا لحسان السودان ماركة 5 اقدام و6 بوصات عسليه العيون … فقال قائلهم يصف حبكانته : عنكوليب فداسي البشرق النقاي .. وقع ليكم الوصف ده ولا نترجمو علي الشريط؟ وقال اخر : عنكوليب فداسي النقرشو و نقوهو .. وقال ثالث: عنكوليب فداسي الزارعنو فوق تراسو.
فإذا وضعنا (عنكوليب ) خارج القوس يفضل معانا (فداسي ) قاسم مشترك .. … ليييه بقي؟ .. سمعتو بي تمساح فداسي الكسرو ما بتجبر .. ؟؟ ايه الجاب الحلاوة والطول والخضرة الدقاقة مع التماسيح مع الرضرضة والجغم .. ؟؟؟ بلغة شباب هذه الأيام المستمدة من يوميات الحرب؟
إن الفداسيات من زمان خلا وحتي قبيل (الطلقة الاولى) كن عبارة عن ( مسيرات ) بشرية .. فتك ومتك، و تتبلا وتمشي لي الله طوالي .. كيف لا وهن مزيج اعراق الحسن من كل بلاد الرهود و الدنادر جعليين .. بطاحين .. دناقلة .. شوايقة ..بديرية مغاربة .. عركيين .. رفاعة .. مسيرية .. جوامعة وشكرية .. وشوية اولاد ريف من صعيد مصر الادني لزوم التسبيكة. ….. اقفل القوس.
الفرص الضائعة علي بلادنا كثيرة .. بعضها يا دكتور الاصم خبير البيئة العالمي بسبب لعبة الكراسي التي ملها حتي أطفالنا ومعظمها بسبب نفسية( ابو الكعيب) المتجذرة فينا كشلوخنا …. حدثتنا عن الذرة الحلوة و الرمال و الكوارتز و احدثك عن بنجر السكر وبنجر العلف و القوار وحتي عن سم العقارب التي ابطرها الفتك بشفع المناصير وغيرهم من أطفال السودان فطالت سكان العواصم كصحفية الحاج يوسف يوم امس رحمها الله.
احدثك عن 6 مليون طن مخلفات نباتية في الجزيرة سنويا تصلح كعلف زي العجب ونحن نستورد البان بملايين الدولارات …!! احدثك عن (جلودنا ) التي بشوية إعداد بسيط يمكن ان تغطي فاتورة قمحنا ودقيقنا وتزيد … احدثك عن فرصنا في البرسيم والصويا والدخن ام احدثك عن الليمون و القريب فروت …؟؟؟
متلازمة العوز الوطني و القيادات المعطوبة والنزق المفضي لقلة الصبر علي المنهح و جدودنا الاسطوريين الذين تجر ارجلهم بالارض وهم فوق الخيل يهزمون الأعداء بالدعاء و يستحيلون صقور تطير و آساد تزار .. كل ذاك عرض بسيط في قائمة ادواءنا التي اعيت الطبيب المداويا …
قديما قيل (الكضب .. عنكوليب الكلام )، ارقدوا عافية.