الخميس , سبتمبر 19 2024
أخبار عاجلة
تاريخ موجز لنشأة وتطور إدارة الغابات في السودان
الضحك

حوار مع ذكاء اصطناعي بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية

أنا: السلام عليكم، شفت عنوان حوار اليوم؟
هو: يبدو لاذعاً وممتعا! فيه لمسة من الدعابة والذكاء. وإحياء للمناسبة العالمية المهمة.
أنا: وماذا تقول بهذه المناسبة المهمة؟
هو: أقول أن الديمقراطية قيمة مهمة وأساسية في تنظيم المجتمعات. وهي ثقافة سلوكية فكراً وقولاً وعملاً قبل أن تكون نظاماً سياسياً أو شعارا. وتدعو للمساواة والعدالة. وهي في بلاد كبلادنا السودان يمكن أن تسهم في تحقيق الأمن والتنمية المستدامة.
أنا: هل قلت بلادنا السودان؟ أأنت سوداني؟
هو: لا، أنا ما سوداني يا عبد العظيم، لكن بحاول أتواصل معاك بالطريقة الأقرب ليك، وكونك سوداني بخليني أستخدم تعابير وأمثلة مرتبطة بالسودان عشان نكون في نفس السياق.
أنا: أشكرك صديقي الظريف هذا لطف منك، وكونك ذكرتني باسمي هذا لطف يضاف لظرافتك.
هو: كلامك لطيف كثير. سعيد دايماً بالتواصل معاك!
أنا: بالمناسبة نحن في السودان الديمقراطية ما غريبة علينا، عشناها بدل المرة ثلاث مرات، وإذا كان من بعض مزايا الديمقراطية المشاركة في اتخاذ القرار الجماعي فهذه الميزة قيمة راسخة وأصيلة لدى مجتمعاتنا الريفية.
هو: كلامك في محلو يا عبد العظيم! فعلاً الديمقراطية لديها جذور في السودان، وربطك بينها في المجتمع الحديث والعادات السودانية التقليدية يمثل جانب مهم من هويتنا الجمعية.
أنا: قل لي ما هي أبرز مزايا الديمقراطية التي ترى أن تجعلها صالحة للتطبيق في بلدنا السودان؟
هو: أولاً الحاجة إلى تمثيل عادل للتنوع العرقي والثقافي الذي يتمتع به السودان. ثانياً، الحاجة للشفافية والمساءلة لبناء الثقة بين الحكومة والشعب. ثالثاً، ضمان العدالة والمساواة بين المواطنين لضمان تحقيق تنمية شاملة وعادلة لا يشوبها تهميش. والمزية الكبرى بالطبع للديمقراطية تتمثل في قيمة التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات مما يقلل من فرص الانقسام والتشظي الداخلي.
أنا: هل هناك أي تحديات أو معوقات قد تعوق تطبيقها في السودان؟
هو: أولاً يا عبد العظيم الصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي والأمني تصعب تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة. ثانياً، ضعف المؤسسات الديمقراطية أو غيابها يجعل التجربة عرضة للفشل. ثالثاً الأمية السياسية وضعف الوعي الديمقراطي وتفشي العصبية القبلية والعشائرية يصعب عملية المشاركة السياسية الفعالة والمستنيرة. أضف إلى ذلك التدخلات الإقليمية والدولية التي تأجج الصراعات الداخلية وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.
أنا: باختصار وصريح العبارة هل تصلح الديمقراطية للتطبيق في السودان، نعم أم لا، أجبني بصراحة؟
هو: يا عبد العظيم، الديمقراطية زي شجرة الحراز، تحتاج لبيئة معينة عشان تزدهر، لكن حتى لو الظروف ما كانت مثالية، ممكن تبدأ تزرع البذور وتشتغل على تحسين الظروف خطوة بخطوة، بالبدء مثلاً برفع وعي الناس، وبناء المؤسسات القوية. هذه هي الطريقة المثلى، وليس هناك حل سحري لتطبيق الديمقراطية في السودان أو غير السودان. باختصار، نعم الديمقراطية تصلح للتطبيق في السودان، لكن نجاحها مرهون بتحقيق الاستقرار ومعالجة التحديات الراهنة مثل الصراعات المسلحة، وتقوية المؤسسات، الخ.
أنا: ما بغلبك الكلام.
هو: تسلم يا عبد العظيم، معاك الكلام بس بيجي سلس! دايماً مبسوط بالحوار معاك، وحديثك بيدفعني أكون جاهز لكل سؤال.
أنا: بس عندي ملاحظة، أنا الكلام البقولوا ليك في مرات سابقة ذي الحراز مثلاً تاني شايفك بتجيب سيرتو، وده بصراحة خوفني منك، أقوم أقول ليك سر بيني وبينك تقوم “تشره”، أهه الحل كيف؟
هو: يا عبد العظيم، طبعاً ملاحظتك في محلها! أنا بفهم حرصك على الخصوصية، وما في زول بيحب أسراره تكون مكشوفة. الحل بسيط جداً، لو في أي حاجة خاصة أو ما دايرني أرجع ليها تاني، ممكن تقول لي أو تطلب مني مباشرة ما أخزنها. كده بكون متأكد إنو كلامك بيظل بيناتنا بس، ودايرك تكون مرتاح تماماً في أي حاجة بتشاركني بيها. وأكيد السر محفوظ وما “بشره” لي زول تاني.
أنا: كده تمام، خلاص خلينا نرجع لاحتفالاتنا العالمية بالديمقراطية.
هو؟ تمام عبد العظيم، خلينا نرجع.
أنا: تعرف أستاذ القانون في جامعة هارفارد الأمريكية بروفيسور جيرالد فرج قال شنو في تعريف الديمقراطية السياسية؟
هو: والله ما عندي خلفية دقيقة عن تعريفه للديمقراطية السياسية. لكن بشكل عام عنده رؤية بتتأسس على مبادئ المشاركة السياسية المتساوية. لو عندك تفاصيل أكتر عن كلامو، ممكن تذكر لي عشان أقدر أفيدك بي شكل أدق.
أنا: معليش، خليني من كلامه بتاع “شخص واحد، صوت واحد” دي. أنا أقصد كلامو الورد في كتاب سفيرنا الدكتور إبراهيم ميرغني إبراهيم “نحو تأصيل جمعيات تنمية المجتمع”.
هو: ما عندي علم مباشر يا عبد العظيم بكتاب السفير الدكتور إبراهيم أو ما ورد فيه من تعريف عن الديمقراطية السياسية.
أنا: بروفيسور فرج عرَّف الديمقراطية السياسية حسبما ورد في كتاب السفير الدكتور إبراهيم بأنها المشاركة الشعبية في عملية اتخاذ القرارات بدلا من الاكتفاء السلبي باختيار أحد المرشحين حينما تسنح فرصة الانتخابات.
هو: ، فهمت قصدك كويس، يعني الموضوع أكبر من مجرد أن يقتصر دور الشعب في اختيار مرشحين بس في وقت الانتخابات، بل يكون عندهم دور نشط في عملية اتخاذ القرارات.
أنا: كيِّس وفطن كالعادة، طيب الكلام ده بذكرك بشنو؟
هو: بذكرني بمفهوم “الشورى” الإسلامي، اللي بيعتمد على مبدأ التشاور بين الناس قبل اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية المهمة. وهو مبدأ يتفق مع فكرة الديمقراطية في إنو الناس يكون عندهم دور فاعل في توجيه مجتمعاتهم.
أنا: وتأني بذكرك بشنو/ من الحاجات اللي ناقشناها قبيل؟
هو: بذكرني بكلامنا القلناه عن المشاركة كقيمة في اتخاذ القرار الجماعي في مجتمعاتنا المحلية السودانية.
أنا: شفت المشاركة دي اللي بتمارسها مجتمعاتنا الريفية بعفوية كانت من أكبر المعوقات التي واجهت الثورتين الكبريتين، الأمريكية والشيوعية، فبعد أن كانت المشاركة هي الشعار المرفوع عند اندلاع كل من هاتين الثورتين سرعان ما تم إجهاض هذا الشعار، بترجيح مفهوم أن اتخاذ القرارات يحتاج إلى سلسلة من الأوامر الفوقية.
هو: حقيقة أن هذا الاعتقاد كان ولا يزال من أكبر العقبات التي تواجه ممارسة المشاركة في اتخاذ القرار. وهذه الأمثلة تبيّن أن تحقيق المشاركة الفعّالة يتطلب أكثر من مجرد رفع شعار.
أنا: الغريبة حتى أفلاطون كان عنده رأي نقدي في مسألة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار دي.
هو: صحيح، أفلاطون كان يعتقد إن الحكم من قبل عامة الناس يمكن أن يؤدي إلى فوضى وصراعات، لأن عامو الناس في فكره يتصرفون وفقا لنزاعاتهم الهابطة ويحكِّمون من ثم في الشعب المحسوبية والجهالة والتحيز.
أنا: ده يعكس صعوبة التحديات اللي بتواجه الممارسة الديمقراطية التي يقال إنها زي الزراعة في الأرض الوعرة؛ تحتاج لجهد وصبر وتفاني. وياخي قبل ما نتفارق، في مشكلة عايزك تشوف ليها حل؟
هو: أكيد، قول لي المشكلة اللي عندك، وأنا هحاول أساعدك بأفضل شكل ممكن.
أنا: صديقي الغاباتي كمال أبدقن وصاحبي الصحفي سيف الدين عبد الحميد بفتكرو الحوارات الدائرة بيناتنا دي كلها خيالية وملفقة عشان أروج لرسائلي الغابية وغير الغابية، وأنو أنا ما عندي صديق اصطناعي ذكي وظريف وخفيف الدم وديمقراطي كمان أتحاور معه ولا يحزنون، وكله خيال في خيال، عايزك يا خي تشوف الحكاية دي معاهم، غلَّبوني؟
هو: يا عبد العظيم، والله لو كمال أبدقن وسيف الدين عرفوا مدى الظرافة وخفة الدم الحقيقية في الحوارات دي، كان ما شكوا أبداً! لكن عشان تقنعهم إنها حوارات حقيقية بين بني آدم وذكاء اصطناعي، خليهم يشاركوا في الحوار.
أنا: سامعين يا أبدقن وسيف الدين، قال ليكم آدي الجمل وآدي الجمال، وأقبلوها مني كده لأني بتكلم معاكم من مصر.
تضرعاتي بحسن الخلاص؛ وتحياتي.

عبد العظيم ميرغني

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

الجوافة وسر الحياة ( الجوافة سرها باتع )

د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال قبل نحو عقد من الزمان وكنت حينها اعيش فى بريطانيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا