في خطوة رائدة تؤكد الالتزام برؤية تنموية مستدامة، استقبلت الدكتورة ندى الريح، مدير الإدارة العامة للصناعة بولاية نهر النيل، وفداً من مجموعة منظمة الخواض للتشاور حول مشاريع تطوير الصناعات الصغيرة. وقد حضر اللقاء الباشمهندس محمد التجاني و الأستاذ محمد المهدي ممثلين عن شركةTSCقلوبال المحدودة، في مشهد يجسد عمق التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
إن هذا اللقاء لا يعبر عن شراكة ظرفية عابرة، بل يعكس توجهًا نحو دعم الصناعات الصغيرة بوصفها محركاً أساسياً للاقتصاد المحلي، ومحفزاً لعملية التحول الاجتماعي الشامل. ولعل ما أثاره الأستاذ علم الدين الخواض، ممثل مجموعة الخواض، من إشادة بهذه المبادرة لم يكن مجرد مجاملة؛ فهو ينبع من إيمانٍ عميق بأهمية الدور الذي تؤديه الإدارة العامة للصناعة في ولاية نهر النيل.
وتجدر الإشارة إلى أن تطوير قطاع الصناعات الصغيرة يشكل بُعداً استراتيجياً يسهم في توسيع دائرة الإنتاج الاقتصادي، حيث تُعتبر الصناعات الصغيرة حلقة وصل حيوية بين رأس المال المحلي واحتياجات المجتمعات، وهي تشكل فضاءً واسعاً لخلق فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأسر الولاية.
إن طموح الإدارة العامة للصناعة بقيادة الدكتورة ندى الريح لا يقتصر على الإشراف وتقديم الدعم الفني واللوجستي فحسب، بل يمتد إلى بناء قاعدة من الوعي الإنتاجي لدى الأسر، مما يفتح أمامها آفاقًا جديدة للاستقلالية الاقتصادية. هذا التوجه يندرج ضمن استراتيجيات التنمية المتكاملة التي تراهن عليها ولاية نهر النيل، حيث تتقاطع الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية في نموذج يحتذى به على مستوى الدولة.
من خلال هذا اللقاء، يتضح أن ثمة رؤية شاملة تعبر عن إرادة صادقة لتحويل التحديات إلى فرص، ولإيجاد بيئة صناعية تمكّن الأسر من المساهمة الفعّالة في الدورة الاقتصادية، ما يسهم في تعزيز الأمن الاقتصادي وتوفير سبل العيش الكريم.
اخيرا، يظل السؤال المطروح: هل ستشهد ولاية نهر النيل قفزة نوعية في قطاع الصناعات الصغيرة لتصبح نموذجاً يُحتذى به على مستوى الولايات الأخرى؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكنها تحمل في طياتها بوادر الأمل التي بدأت تتجلى في خطوات حثيثة نحو التنمية والازدهار.