تقرير: عوضية قسم الله عبد الوهاب
في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية وتحت شعار “التكافل سمة المجتمع السوداني”، شهدت ولاية نهر النيل خطوة إنسانية بالغة الأثر تمثلت في تدشين مشروع تخفيف أعباء المعيشة داخل داخليات الصندوق القومي لرعاية الطلاب. الفعالية، التي جرت وسط حضور نوعي مميز، جسدت روح التعاون بين الجهات الحكومية والشركات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني.
مشاركة فاعلة لشخصيات بارزة
شارك في هذه المبادرة الأستاذ عثمان عبد الرحيم عمارة، وزير الاستثمار المكلف بالولاية ورئيس لجنة الاستثمار بمجلس أمناء الصندوق القومي لرعاية الطلاب، إلى جانب المهندس أحمد حسن أبو جرار، المدير العام لشركة الشمال لإنتاج الأسمنت، والدكتور اللامين الطيب الطاهر، نائب مدير جامعة وادي النيل، والأستاذ أحمد محمد، الأمين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب بولاية نهر النيل، والأستاذ أبو بكر الصديق ممثل منظمة مراقي الخيرية.
دعم سخي لتخفيف المعاناة
تضمن المشروع تقديم 3000 جوال من الدقيق كجزء من جهود منظمة مراقي الخيرية بالتعاون مع شركة الشمال لإنتاج الأسمنت. أشاد الوزير عمارة بالمبادرات السخية التي تضطلع بها المنظمة والشركة، معتبرًا أن هذا النهج يعبر عن القيم الأصيلة للمجتمع السوداني الذي ظل يتفرد بتقاليده العريقة في التكاتف والتآزر خلال الأزمات. كما دعا جميع شركات القطاع الخاص لتحمل مسؤوليتها الاجتماعية والمساهمة الفاعلة في تخفيف معاناة الأسر المتأثرة بالحرب.
رسائل دعم وطنية ومجتمعية
لم تقتصر كلمات الوزير على الإشادة بالمبادرة فحسب، بل امتدت لتوجيه التحية للقوات المسلحة والقوات النظامية التي تدافع عن سيادة البلاد ضد التهديدات والتدخلات الخارجية، مشيرًا إلى أن النصر بات قريبًا. كما أوضح أن هذه المبادرات تعزز من صمود المجتمع، وترسل رسالة واضحة عن روح التكافل التي يتميز بها السودانيون.
شركة الشمال: التزام وطني يتجاوز الأعمال التجارية
المهندس أحمد حسن أبو جرار، مدير عام شركة الشمال لإنتاج الأسمنت، أكد أن الشركة منذ تأسيسها وضعت نصب أعينها تحقيق الاكتفاء الذاتي من سلعة الأسمنت كهدف استراتيجي، لكنها في أوقات الأزمات تبنت دورًا أوسع لخدمة المجتمع. وكشف عن استيراد الشركة 50 ألف طن من الدقيق ستصل قريبًا لتوزيعها على الأسر المتضررة، مؤكدًا استمرار دعم الشركة للمجتمع حتى تحقيق النصر الشامل والاستقرار للوطن.
الصندوق القومي لرعاية الطلاب: وجه آخر للتكافل
من جانبه، أكد الأستاذ أحمد محمد، الأمين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب بالولاية، أن الصندوق يسعى بشكل دائم إلى توفير الرعاية الشاملة للطلاب، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي الذي يمكنهم من التفرغ لتحصيلهم الأكاديمي. وأوضح أن الولاية تضم 21 مدينة جامعية تستوعب أكثر من 12,571 طالبًا وطالبة، من الولاية ومن مختلف ولايات السودان التي تأثرت بالحرب، وهو ما يبرز أهمية الجهود التكافلية في دعم هذه الفئة من المجتمع.
التكافل: طوق نجاة في أوقات الأزمات
المبادرة حملت في طياتها رسائل أمل وصمود، حيث برزت منظمة مراقي الخيرية كركيزة أساسية في تقديم الدعم للمجتمعات المحلية، مستعينة بشراكات استراتيجية مع شركات وطنية مثل شركة الشمال لإنتاج الأسمنت. المشروع لم يكن مجرد توزيع للدقيق، بل تعبيرًا صادقًا عن التزام وطني يعكس أصالة المجتمع السوداني وقيمه الإنسانية.
نحو مستقبل واعد
المبادرات التي تشهدها ولاية نهر النيل اليوم ليست سوى خطوة في مسار طويل لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية. ومع تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة، تتجدد الآمال في أن يتمكن السودان من تخطي أزماته بفضل روح الإيثار والتكافل التي ميزت مجتمعه عبر التاريخ.
ختامًا، تؤكد هذه المبادرات أن السودان، رغم التحديات، يظل متمسكًا بقيمه الراسخة وإرثه العريق في التضامن والتكاتف، مما يفتح الأبواب نحو مستقبل أكثر إشراقًا يعمه السلام والرخاء.
اعلام وزارة الاستثمار والصناعة والسياحة والتعدين والمحاجر