في العام 1954 أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء بتخصيص يوم عالمي للأطفال ليشكل الاحتفال أيقونة للمحبة والإخاء والتواصل بين الأطفال وتمكين حقوقهم ومراعاة الظروف الخاصة بالأطفال الذين يعيشون في أوضاع سيئة.
الجمعية العامة لم تقيد الحكومات بتاريخ محدد للاحتفال باليوم العالمي للأطفال عملاً بمبدأ الخصوصية الثقافية وأولويات الدول فيما يتعلق بقضايا حماية الطفل ،وعليه كان ال 20 من نوفمبر/تشرين الثاني هو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان حقوق الطفل في العام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في العام 1989.
يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للطفل إلا أن الفرحة ليست القاسم المشترك بين كل أطفال العالم لأن بعضهم يجلس بين مطرقة الإحتلال والحروب والنزاعات المسلحة وسندان الفقر . لسان حال الأرقام يقول إن الظروف السيئة التي يعيشها عدد ليس بالقليل من الأطفال في العالم مقارنة بالأجيال السابقة، تتناسب عسكياً مع الطموحات الكبيرة بشأن حماية الأطفال والتقدم العالمي في مجال حقوق الطفل.
إن إنتهاكات حقوق الأطفال في العالم في تزايد مستمر بقدر تزايد الحروب والصراعات المسلحة وإنتشار الفقر والجهل والمرض، وإنه لمن المؤسف حقا أن يعود هذا اليوم وتقارير الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والمنظمات الدولية وقنوات الأخبار تفجعنا كل يوم وكل ساعة بأخبار يندى لها الجبين عن فظائع يعانيها الأطفال في كافة بقاع الأرض من قتلهم وتشويههم وتجنيدهم وخطفهم أو تعريضهم لاعتداءات جنسية..
والشاهد على ذلك الأرقام أن بليون طفل يعيشون في بلدان تواجه مخاطر مناخية وبيئية عالمية وأن قرابة 400 مليون طفل في العالم دون سن الخامسة والسادسة -أي 60% من الأطفال في هذه الفئة العمرية- يتعرضون لعنف نفسي أو عقاب جسدي في منازلهم بانتظام، و333 مليون طفل حول العالم يعانون من الفقر المدقع، 77 مليون طفل يعانون من سوء التغذية فقط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأكثر من 50 مليون طفل أجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2023، 85% من الأطفال المصابين بشلل الأطفال – يعيشون في 31 دولة هشة ومتأثرة بالنزاعات المسلحة.
هذه الأرقام تفرض على المجتمع الإنساني والدولي رفع درجة الشعور بمسئولية توفير الحماية للأطفال.
نحن في معهد جنيف لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية ندعو لتوحيد الوجدان الإنساني بشأن قضايا الأطفال وتضافر الجهود لحمايتهم بتوفير الحق في الحياة والتعليم والعيش بكرامة وفقاً لما ورد في المواثيق والمعاهدات الدولية.
نختم بمقتطف من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش:
اليوم لحظة للاعتراف بالتحديات الهائلة التي يواجهها الأطفال في عالمنا المتسم بالانقسام الشديد، والاضطراب، وبالعنف في كثير من الأحيان.
إنه لأمر صادم أن يظل أي طفل في القرن الحادي والعشرين جائعا أو غير متعلم أو بدون أبسط خدمات الرعاية الصحية.
إنها وصمة عار في ضمير الإنسانية أن يسقط الأطفال في براثن الفقر أو أن تنقلب حياتهم رأساً على عقب بسبب الكوارث أو النزاعات العنيفة التي تقتلهم وتشوههم.
المصادر هبوب نيوز : متابعات
شاهد أيضاً
«اليوم العالمي للسكري»: جهود مملكة البحرين للارتقاء بجودة الحياة للمتعايشين مع السكري
كشفت البروفيسور دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى العوالي أستاذ مشارك للطب الباطني في …