في إنجاز أمني بارز، تمكنت المباحث المركزية – المكتب الفرعي لنهر النيل – من توجيه ضربة قاصمة لتشكيل عصابي دولي متخصص في الجريمة المنظمة العابرة للوطنية، بعد جهود ميدانية مضنية وتحريات دقيقة امتدت لفترة طويلة. وأسفرت العملية النوعية عن توقيف ثلاثة متهمين من جنسيات مختلفة، يُشتبه في تورطهم في جرائم الاتجار بالآثار وتهريبها.
وضبطت السلطات بحوزة المتهمين عدداً من التماثيل والقطع الأثرية النادرة، إلى جانب ثلاثة دفاتر شيكات وكمية من العملات المحلية والأجنبية. وكشفت التحريات أن العصابة تتكون من أشخاص ذوي سوابق جنائية، سبق إدانة بعضهم في جرائم تتعلق بترويج المخدرات. ووفقاً للمعطيات، تم إبعاد أفراد العصابة من إحدى الدول العربية عقب محاكمتهم هناك، ليواصلوا أنشطتهم الإجرامية في دول أخرى.
وبتفتيش الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهمين، عثرت المباحث على صور لقطع من الماس والذهب والأسلحة معروضة للبيع لجهات أجنبية. كما أشارت الأدلة إلى تورط العصابة في نهب هذه القطع بمساعدة مليشيا الدعم السريع المتمردة، ما يعكس مدى تعقيد وتشابك أنشطتهم الإجرامية العابرة للحدود.
وفي تصريح للمكتب الصحفي لقوات الشرطة السودانية، اكد المقدم شرطة جعفر عوض العاص، مدير المكتب الفرعي للمباحث المركزية بنهر النيل، أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة جهود مكثفة تهدف إلى ملاحقة أوكار الجريمة المنظمة واجتثاث كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن الوطن واستقراره. وأكد المقدم العاص أن قوات الشرطة لن تدخر جهداً في حماية مقدرات البلاد وصون حقوق المواطنين، مشيراً إلى أهمية العمل التكاملي بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لكشف المخططات الإجرامية قبل تنفيذها.
وتعد هذه العملية بمثابة رسالة واضحة للعصابات الإجرامية العابرة للحدود، بأن يد العدالة قادرة على الوصول إلى كل من يحاول العبث بأمن الوطن ومقدراته، مهما كانت تعقيدات الأنشطة الإجرامية أو تنوع أساليبها.