الأربعاء , يناير 15 2025
أخبار عاجلة

سلة غذاء العالم جائعة

أ/شاذلي عبدالسلام مح
🔹بينما يقف العالم على مشارف نهضة اقتصادية وعمرانية غير مسبوقة يظل وطني الحبيب السودان الذي كان يطلق عليه (سلة غذاء العالم) خارج التغطية.. غريبا بين الدول ينتظر الإغاثات والمبادرات بدلا من أن يكون مصدرا للعطاء والوفرة….

🔹قبل أيام فقط افتتحت السعودية مشروع مترو الرياض أحد أكبر مشروعات النقل في العالم الذي تم إنشاؤه في مرحلة واحدة بطول 176 كيلومترا و84 محطة حديثة تربط المدينة بالمطار و مصر جارتنا القريبة تستعد لتدشين مشروع زراعي ضخم بمساحة مليون فدان يزرع القمح والمحاصيل الاستراتيجية أما نحن السودان فمكاننا على طاولة الإغاثة نتسول ما كان يمكن أن نزرعه بأيدينا لو أتيحت لنا الفرصة….

🔹عزيزي القارئ أليست هذه مفارقة تبعث على الحزن؟ كيف تحول الوطن الذي يملك أعظم الأنهار وأخصب الأراضي وأغنى الموارد إلى بلد يعجز عن سد رمق أبنائه؟ السودان الذي كان ينظر إليه كمصدر للأمل الغذائي للعالم أجمع أصبح خارج السباق يحيا على هامش الإنجاز العالمي.

🔹عندما نتحدث عن السودان نحن لا نتحدث عن بلد محدود الموارد أو فقير الإمكانات السودان بلد يمتلك 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة ثروة مائية هائلة وموقعا جغرافيا استراتيجيا يجعل منه مركزا اقتصاديا عالميا إذا استثمر إمكاناته ومع ذلك أصبح السودان اليوم مستوردا للحبوب التي كانت تزرع في أرضه ومستهلكا للغذاء الذي كان يصدره إلى دول العالم….

🔹إن أكبر مأساة يعيشها وطني ليست الفقر أو الحاجة بل سوء الإدارة وضياع الفرص كيف يمكن لوطن يمتلك هذه الثروات الهائلة أن يصل إلى هذا الحال؟ أين نحن من خطط الزراعة الحديثة؟ أين مشاريع النقل الكبرى؟ أين السياسات التي تنهض بشعب يعاني في ظل صراعات أنهكت موارده واستنزفت أحلامه؟…

🔹عندما ننظر إلى دول مثل السعودية ومصر نشعر بحجم الهوة التي تفصلنا عنهم هذه الدول التي تسابق الزمن لتحقيق الرخاء لشعوبها وتؤسس لمشروعات مستقبلية ضخمة كانت يوما ما تقف حيث نقف الآن الفرق الوحيد بيننا وبينهم هو الإرادة التخطيط والإدارة الحكيمة نحن نملك ما لا تملكه هذه الدول من موارد لكننا نفتقد إلى القدرة على تحويل هذه الموارد إلى نهضة حقيقية….

🔹السعودية لم تكن لتبني أكبر مترو في العالم لولا قيادة تعرف كيف تصنع الحلم وتحققه مصر لم تكن لتطلق مشروع المليون فدان لولا إيمانها بضرورة الاكتفاء الذاتي والسعي الدؤوب للتنمية أما نحن في السودان فقد تحولنا إلى أمة تعيش في ماض مجيد دون قدرة على بناء مستقبل يليق بها…..

🔹احبتي لن تنهض السودان بالإغاثات والمبادرات ولن يتحقق لها الاستقرار بالتمني أو الانتظار نحن بحاجة إلى نهضة شاملة تبدأ بتغيير الطريقة التي نرى بها أنفسنا وبلدنا…نحن بحاجة إلى قيادة تفكر في مشاريع استراتيجية كبرى تعيد للسودان دوره الريادي…

🔹نحن بحاجة إلى نظام اقتصادي يستثمر في الزراعة والصناعة والبنية التحتية…نحن بحاجة إلى استعادة الإيمان بأن السودان يمكن أن يكون عظيمًا إذا ما اجتمعت إرادتنا على النهوض.

🔹اعزائي وطننا يحتاج إلى ثورة فكرية تغير مفهومنا عن دور المواطن والمسؤول وتؤسس لعقد اجتماعي جديد يضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار لا يمكننا أن نظل خارج التغطية في عالم يتغير بسرعة الضوء…..

🔹السودان ليس بلدا فقيرا لكنه ضحية الفقر الفكري وسوء الإدارة نحن نملك كل ما يمكن أن يجعلنا أعظم أمة في إفريقيا لكننا بحاجة إلى إرادة حقيقية تقودنا نحو التغيير….إلى متى سنظل ننتظر الإغاثات؟ متى نصبح في موقع الريادة؟ متى يستعيد السودان اسمه الذي كان يومًا ما (سلة غذاء العالم)؟ الإجابة ليست في الخارج بل في الداخل….حان الوقت لنستفيق حان الوقت لنعيد للسودان مكانته….

🔹الي ان نلتقي….

٣٠نوفمبر ٢٠٢٤م

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

هو..

هو.. هو لي سهلا وماء ارشف منه دون عناء ادور حوله في خفة وحياء انظر …

تعليق واحد

  1. I like what you guys are up also. Such clever work and reporting! Carry on the superb works guys I’ve incorporated you guys to my blogroll. I think it’ll improve the value of my website 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البيئة بيتنا