الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

قيود وسلاسل الرغيف !!!

ثالثة الأثافي
د. عبد الماجد عبد القادر

العالم تحكمه الماسونية بيد قابضة ويقوم على أمره رجال ونساء يجتمعون في المحفل الماسوني.. وبينهم صندوق وجرس يقرعونه مع كل قرار حاسم.. والكلام بينهم أقرب إلى الهمس ويتقرر مصير العالم في نهاية الشهر بناء على التقارير الواردة منذ أول الشهر والتي يقوم على تلخيصها مجموعات متدربة على الاختزال بحيث تختزل تقرير الأربعمائة كلمة في أربعين فقط..
ويكون من بين قرارات الألفية الثانية أن يتم (حبس) السودان بحيث لا يقدر على أن يكون سلة لغذاء أهله ناهيك عن أن يكون سلة لغذاء العرب أو العالم.. ويقول أحد أعضاء المحفل إن الحكام الحاليين في السودان (رأسهم قوي Dogmatic ثم إنهم متطرفون Fanatic بل هم عنيدون Stubborn وعلى الرغم من اجتهادات المحافل الماسونية في المنطقة الشرقية وخاصة أعضاء المنطقة 245 التي يقع السودان في وسطها، إلا أن هؤلاء الناس (تجيهم بي جاي يجوك بي هناك..) وهم مثل (الكانكيج) وهو نوع من السمك ذي الزعانف الفوقية القوية يصعب القبض عليه لأنه يتملص مثل (الحرويل في الطين).
وأهل المحفل الماسوني يتفقون مع رأي القذافي أن من لا يملك قوته لا يملك قراره، ويتفقون على أن يظل السودان مقيداً ومحبوساً ومكبلاً بقيود الطعام خاصة الرغيف المصنوع من الدقيق المستورد.
والقيود الحديدية والسلاسل يمكن أن تتمثل في أن يتجه السودان نحو استهلاك الرغيف بدرجة عالية وأن يتم تسهيل حصوله على القمح بدرجة من المرونة العالية تجعل هؤلاء (الأغبياء) يدمنون الدقيق المستورد ثم (شويه شويه) يمكن أن يباع لهم القمح ذو الدرجات المتدنية Low quality أو القمح الذي فقد صلاحيته بسبب الرطوبة والتخزين أو من فائض ما كان يجب أن يقذف في أعالي البحار بعد أن تحول من مخزون إستراتيجي إلى فائض تالف Waste Surplus
وتستمر البلاد تستورد الدقيق والقمح ولمزيد من التنشيط تقوم بعض مصانع الدقيق الكبيرة والصغيرة حتى تجعل الدقيق (الأسترالي) في متناول يد الكبار والصغار وتنتشر ثقافته ولا بد أن يرتبط ذلك مع سلع الاستيراد الأخرى (أطيب عدس) (أحسن عدس) و(أحسن رز) و(أحسن لقيمات) .
وبعض السوادنة قلبهم حار ويركبون الصعب ولا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وراسهم قوي زي ناس الحكومة ويقومون بالتعاون مع باحثين مسلمين بإعداد خطة طويلة النفس لإجراء بحوث عملية ونظرية تعمل على تحويل الذرة (الفيتريتة) إلى رغيف (عدييل كده) وتستمر التجارب تحت الطربيزة وفي سرية تامة ولسنوات طويلة وتبدأ التجارب 20% ذرة وتنتج وترتفع نسبة الذرة إلى 40% وبرضو تنجح التجربة ثم خمسين في المائة (طق طرق) وتنجح أيضاً. ويفرح الباحثون ويفرح رعاة التجربة ويفرح العلماء ويفرح المؤيدون ويفرح المراقبون ويفرح المؤمنون ويفرح الذين (قلبهم على البلد).
ويكتب البعض في الصحف عن ذلك الإنجاز وننتظر كلنا عملاً قومياً ضخماً ينادي بنشر ثقافة الرغيف من الفيتريتة ولكن المشروع ينزوي وينحسر ويتوارى ثم يختفي ويتلاشى، وأخيراً لا تكاد تجد أحداً يتذكر شيئاً عن دقيق الذرة وخبز الذرة.. بل يزيد معدل استيراد الدقيق ليصل إلى اثنين مليون طن.. ويزيد عدد مصانع الدقيق ويزيد معها وملاصقاً لها استعمال المشروبات الغازية وهي عبارة عن مواد قد تكون ضارة بالصحة.. والماسونية ليست بالضرورة أن تكون محفلاً يجتمع أعضاؤه أسبوعياً في أحد الأحياء الراقية برئاسة الزعيم، ولكنها قد تجد مكاناً في عقولنا وأفئدتنا بحيث نكون مدمنين على الرغيف المستورد والقمح المستورد والمشروبات المعدنية والغازية والتي نطفحها كل ساعة وكل يوم وكل شهر وكل عام ونحن نعلم بأنها ما جاءت إلا لتتم “برمجتنا” عليها رغم الرغيف الملتصق بها …

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا

أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا