بقلم : مصطفى عبيدالله
في مدينة كوستي العريقة، حيث النيل يروي الأرض والقلوب، عاش رجلٌ اسمه محفور في ذاكرة الناس لا بالحضور فقط، بل بالأثر والبصمة التي لا تزول. إنه منيب عبد ربه، أحد أعمدة البر والإحسان الذين جعلوا من العمل الصالح مذهبًا، ومن التعليم رسالة، ومن كوستي قضية تستحق أن تُخدم وتُبنى وتُنهض , لم يكن منيب عبد ربه من أولئك الذين يتحدثون كثيرًا، لكنه من الذين يتكلمون بأفعالهم. أسس و دعم وساهم في بناء قاعدة تعليمية متينة في مدينة كوستي ( مدرسة منيب عبد ربه) إيمانًا منه بأن الأوطان لا تُبنى إلا بالعلم والمعرفة. لم ينتظر دعمًا من سلطة ولا تمويلًا من جهة، بل جعل من جهده وماله ومكانته الاجتماعية جسرًا لعبور أجيالٍ نحو النور.
بالأمس، نعى الناعي رحيل هذا الرجل النبيل، بعد صراع مع المرض، حيث وافته المنية بجمهورية مصر العربية، لكنها في الحقيقة لم تكن نهاية، بل بداية لسيرة خالدة في وجدان كل من عرفه أو انتفع من عطائه.
رحل منيب عبد ربه، لكن بقيت المدرسة، والطلاب، والأثر. بقيت قصص الناس الذين وجدوا في دعمه بابًا للحياة والكرامة. وبقي الدرس الكبير , أن فعل الخير لا يُنسى، وأن من يزرع العلم في الناس، يزرع اسمه في قلوبهم إلى الأبد.
إن وداع منيب عبد ربه لا يجب أن يكون لحظة حزن فقط، بل لحظة وعي وإلهام لكل أبناء كوستي وأهل النيل الأبيض كافة ، أن يبنوا على ما بدأه هذا الرعيل من الخيرين من أبناء البلد ويجعلوا من خدمة الناس شرفًا لا يُنتظر عليه مقابل ..
الرحمة والمغفرة لروحه الطيبة والعزاء لكل محبيه وأهله وأهالي كوستي جميعًا.. وننتظر منيبا آخر يعود بدفة العطاء لأهلنا البسطاء في كوستي ومدن الولاية المختلفة .
ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا