أخبار عاجلة
تاريخ موجز لنشأة وتطور إدارة الغابات في السودان
كاتب راي في مجال البئة والغابات

التعيينات الوزارية في مرآة التجربة العربية

• في عام 2010، استقال وزير البيئة الأردني بعد إساءته للإعلام، ودفعت الحادثة خبير الإدارة العالمي نسيم الصمادي لطرح سؤال مهم: لماذا يفشل بعض الوزراء الذين يتم استدعاؤهم من القطاع الخاص (كوزير البيئة الأردني) لقيادة منظمات القطاع العام؟
• وأشار الصمادي إلى أن النجاح في عالم الأعمال لا يضمن النجاح في السياسة، مستشهدًا بأمثلة لعدد من الذين أخفقوا سياسيًا رغم خلفياتهم التجارية اللامعة، مرجعًا ذلك إلى اختلاف طبيعة القيادة في القطاع العام، حيث لا تدار الدولة كأنها شركة خاصة.
• وفي ذات العام، كتب الدكتور إبراهيم بهبهاني في صحيفة القبس الكويتية مهنئًا زميله الطبيب هلال الساير بمناسبة تعيينه وزيرًا للصحة. وأرفق التهنئة بتساؤلات جوهرية: هل تحتاج الوزارة إلى متخصص؟ وهل يرتبط النجاح الوزاري بالتخصص، بحيث يتولى الطبيب وزارة الصحة، والمهندس الزراعي الزراعة، والعسكري الدفاع؟
• في واقع الحال، تشير تجارب متعددة – في السودان وخارجه – إلى أن التخصص قد يكون عاملًا مساعدًا، لكنه لا يضمن النجاح بحد ذاته.
• لا يصنع نجاح الوزير تخصصه فقط، بل صفاته القيادية: الأمانة، الرؤية الواضحة، حسن إدارة الفريق، والقدرة على بناء مؤسسات تحترم القانون وتخدم المواطن بصدق.
• وقد نجح كثيرون رغم بعدهم عن التخصص بفضل هذه المقومات الجوهرية، لا بالشعارات أو الضجيج الإعلامي.
• من النماذج الفاشلة وزراء جاؤوا بدفع من نفوذ عائلي أو واجهات اجتماعية، لكنهم افتقروا للكفاءة والرؤية، وأداروا وزاراتهم بأسلوب فردي، بعيدًا عن المؤسسية.
• وقد وثّق الباحث قاسم هيلان نموذجًا يمنيًا لهذا النمط من الوزراء، حيث تدار الوزارة بأسلوب فردي تغيب فيه المؤسسية وتهمّش الكفاءات، وتنفذ مشاريع دعائية تخدم النفوذ لا المصلحة العامة، في مناخ يسوده الفساد، وتقصى فيه الأصوات المخالفة بسياسة “فرّق تسد”.
• وغالبًا ما يخلف أمثال هؤلاء الوزراء وراءهم إرثًا من ضعف الأداء وسمعة سيئة، إما بسبب فساد إداري ومالي، أو بسبب تهميش الكفاءات والمختصين داخل الوزارة.
• وفي ظل التعيينات الوزارية الجديدة، يبقى الأمل معقودًا على أن تبنى اختيارات الوزراء على الكفاءة والنزاهة، لا على الولاء أو الوجاهة.
• لا ينبغي الاستعجال في الحكم على الوزراء الجدد، بل يجب دعمهم ليُثبتوا جدارتهم بالفعل لا بالشعارات.
• وتقع على عاتق الجميع مسؤولية تهيئة المناخ الملائم للإصلاح، فبناء مؤسسات قوية لا يتحقق إلا بتكاتف الدولة والمجتمع، واختيار من يستحق، لا من يفرضه الولاء.
من أرشيفي الخاص – نشر أول مرة في صحيفة “السوداني” عام 2013.
أمالي في حسن الخلاص، وتقديري العميق.
عبد العظيم ميرغني

عن المحرر العام

موقع ايكوسودان نت موسسة السموءل حسن بشري بدوي موقع لخدمة الإعلام التنموي والاقتصاد الرقمي

شاهد أيضاً

يوفر مليارات الدولارات.. قمح خارق يُحدث ثورة في الزراعة العالمية

رضا أبوالعينين البيان طور علماء من جامعة كاليفورنيا في ديفيس نوعا جديدا من القمح قادرا …

البيئة بيتنا