الخرطوم… حين بدأ انتهاك عذرية المدينة

مقالات مشابهة

ورشة حول استخدام البرمجيات الاحصائية في التحليل الإحصائي المتقدم (SPSS, STATA)

19 يونيو، 2022

اتحاد المقاولين: يدشن تقديم الخدمات الطبية لعضويته

27 يونيو، 2021

اجتماع اللجنة العليا التنفيذية لاستراتيجية جمع الجلود

25 يونيو، 2021

مدير امتحانات الشهادة السودانية : الإمتحانات في موعدها السبت المقبل

17 يونيو، 2021

بنك السودان يطلق البشريات من الولاية الشمالية

‏8 ساعات مضت

بذرة أمل ..تعزز شراكتها الإنسانية بشندى

‏8 ساعات مضت

نثر بذور في غابات شمال كردفان التي دمرتها الحرب

‏8 ساعات مضت

في اليوم العالمي للموائل: من الاستجابة الإنسانية إلى الحلول المستدامة

أ. أحمد الأمين قسومة

في اليوم العالمي للموائل، الذي يصادف السادس من أكتوبر من كل عام، تتجدّد الأسئلة حول حق الإنسان في السكن الآمن، وحول مصير مدننا التي كانت يومًا عفيفة الملامح، قبل أن تعبث بها السياسات والتشريعات وتغتال روحها العمرانية.

الخرطوم، حاضرة السودان، كانت شاهدة على تحوّلات كبرى، لكنّ الشرارة الأولى لانتهاك عذريتها الحضرية بدأت منذ صدور قانون التخطيط العمراني والتصرف في الأراضي لعام 1994. ومنذ ذلك الحين، حذّر المختصّون والمهتمّون، قبل أكثر من عشرين عامًا، من مخاطر هذا القانون على نسيج المدينة وطبيعتها المتوازنة. غير أنّ التحذيرات ذهبت أدراج الرياح، حتى جاء الخراب الذي نراه اليوم شاهدًا على ما قيل بالأمس.

واليوم، وبينما يتحدّث الجميع عن إعادة الإعمار، تبدو الحاجة ماسّة إلى وقفة تأمل صادقة: هل يمكن البناء على ركام الخطأ دون مراجعة أسبابه؟

أليس من الأولى أن نبدأ بإعادة النظر في السياسات والقوانين التي أسست للدمار، قبل أن نتحدث عن الإعمار؟

لقد كتبنا ملاحظاتنا منذ زمن بعيد، وها هو الوقت قد حان لتسمع “المكتولة الصائحة”.

مقال انتقاد قانون التخطيط العمراني : قانون التخطيط العمراني

وفي هذا السياق، تذكّرنا الأمم المتحدة في رسالتها لهذا العام بأنّ الانتقال من الاستجابة الإنسانية الفورية إلى الحلول المستدامة هو السبيل الحقيقي لضمان حق السكن الكريم.

ففي عالم يضم أكثر من 221 مليون مهجّر قسرًا، يتجه أكثر من 60% منهم نحو المدن، لتصبح قضية النزوح قضيّة حضرية بامتياز، تضغط على الخدمات، وتغيّر أنماط النمو واستعمالات الأرض.

إنّ تمدّد العمران غير المخطّط واتساع رقعة الأحياء العشوائية، حيث يعيش أكثر من 1.1 مليار إنسان في ظروف سكنية غير ملائمة، ليس مجرّد رقمٍ في تقارير التنمية، بل إنذارٌ يدعو إلى التحوّل نحو حلول قابلة للتوسّع، مستدامة، ومحفزة على الاستقرار والازدهار والتماسك الاجتماعي.

في ذكرى اليوم العالمي للموائل، تذكّر الخرطوم ومعها مدن السودان أن إعادة الإعمار ليست عملية هندسية فحسب، بل فعل مراجعة واعتراف وتصحيح مسار.

فالعمران لا يستقيم دون إنسانٍ آمنٍ في أرضه، ولا يُبنى المستقبل على أرضٍ لم تُجب بعد عن سؤال العدالة في السكن والمدينة.

لمحات من جمال الخرطوم :