ثالثة الاثافي
د. عبد الماجد عبد القادر
تقول إحدى طرائف المدينة: إن السلطات المعنية بأمر الاستثمار في إحدى الولايات كانت قد اتخذت قراراً يقضي بنزع الأرض الممنوحة تحت قانون الاستثمار أو التنمية الصناعية لإقامة أحد المصانع.. ويبدو أن الجهة المعنية بالأمر في الولاية كانت قد انتظرت لأكثر من عشر سنوات ولم يقم المستثمر بعمل شيء ذي جدوى في قطعة الأرض المخصصة.
ويبدو أن رجل الأعمال – الأمي- كان قد تم قبول طلبه ومنحه مصنعاً لأغراض إنتاج المنسوجات والغزول القطنية للسوق المحلي والصادر، وعلى الرغم من مرور هذه المدة الطويلة لم يقم المصنع وظهرت بدلاً منه مبانٍ ثانوية وهامشية مثل غرف السكن وبعض الدكاكين وبوفيه وورشة صيانة و(بنشر) ومحطة وقود. وقامت الجهات المختصة بكتابة خطاب واثنين وألحقتهم بإنذار أول وثانٍ وقامت بزيارات ميدانية ثم نشرت الأمر في إعلان صحفي قالت فيه إن رجل الأعمال الفلاني مع آخرين سوف يتم نزع المصانع التي امتلكوها وعلى الذين يرغبون في الاستئناف التقدم بطلبهم كتابة ومقابلة الضابط المسؤول شخصياً للنظر في إمكانية منح فترة سماح أخرى.. وفعلاً تقدم الرجل بطلب للحصول على التأجيل وطلب مقابلة المسؤولين لتوضيح أسباب التأخير.
وعند الاجتماع بدأ الرجل يهاجم اللجنة وأوضح لهم أن التأخير كان سببه: أن رجل الأعمال كان لا يثق في المهندسين الموجودين بالبلاد، وأنه لهذا الغرض قد بعث ابنه إلى خارج السودان لكي يتعلم التقنيات المتعلقة بفنون القطن والنسيج.. وقال إن ابنه سيحضر بإذن الله بعد أربع سنوات فقط، وإن المنشآت التي تراها اللجنة قائمة الآن تتبع للمصنع المزمع إنشاؤه مستقبلاً.. فالبوفيه لإطعام العمال عند تعيينهم بعد ست سنوات وورشة الصيانة لخدمة سيارات العاملين بعد عشر سنوات من الآن.. وقال لهم إنه كان بوده لو استطاع بعث ابنه إلى الخارج لدراسة علوم النسيج قبل ذلك بوقت طويل ولكن زوجته (الثالثة) لم تلد هذا الولد الذي ابتعثه الآن إلا بعد معاناة طويلة وزيارات شملت الأطباء وقباب الأولياء والصالحين والكجور وأحد العرافين وثمانية من ستات الودع.. والحمد لله تمت الولادة بسلام وأكمل المولود الابتدائي والمتوسط والثانوي وهو الآن جاهز لبناء المصنع الخاص بإنتاج الغزول والخيوط والأقمشة.
وعندما يحضر من الخارج بإذن الله تعالى حاملاً معه شهادة الامتياز فإن المصنع سوف يرى النور.. ومن هنا إلى ذلك الحين فإن المصنع سيقوم ببيع الفول والطعمية وصيانة العربات و(بنشرة) لساتك المسافرين كما يمكن استعمال الغرف الفاضية لاستقبال المسافرين لقضاء الليل وهم في طريقهم إلى الميناء البري عبر ولاية الجزيرة.
ولا نعرف على وجه التحديد ماذا كانت نتيجة قرار اللجنة بعد أن استمعت إلى الدفوعات التي قدمها (رجل الأعمال) فيما يتعلق بتأجيل المصنع المصدق له قبل خمسة عشر عاماً حسوماً..
ونحن لاحقين شنو؟.. حبل المهلة يربط ويفضِّل.. وفي العجلة الندامة وفي التأني السلامة..
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …