ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
مقالات مشابهة
مساومتان
بقلم: الجميل الفاضل
ان اللعب علي كافة الحبال .. ممكن لبعض الوقت؛ لكن بالضرورة ايضا؛ ليس بالامكان اللعب علي كل الحبال طول الوقت.
اذ لابد في النهاية من لعب حبل واحد تراه العين يلقف غيره من الحبال.
هكذا ربما وجد “الرئيس البشير” نفسه عند هذا المفترق بالضبط امام مساومتين لا مناص من اختيار احداهما و الوقت يمضي .. مساومة اولي، كشف عنها الدكتور عمر باسان الامين السياسي لحزب “المؤتمر الوطني” تقول روايتها : ان دولة مجاورة طالبت الرئيس بنفض يده من شركائه الاسلاميين في الحكم، او هكذا يفهم .. مقابل ايجاد حل للازمات التي تمر بها البلاد .
و مساومة اخري تتداولها الاوساط.. يبدو ظاهريا ان البشير قد قبلها .. و هي ان يعلن هو انحيازا كاملا و صريحا للخط الاخواني التاريخي في الحكم القائم علي ايديولوجيا “الاسلام السياسي” علي رؤوس الاشهاد.. في مقابل فك عقدة انتخابات ٢٠٢٠. و القبول به مرشحا باجماع الاسلاميين.
و لهذا ربما بدا لافتا حرص البشير الشديد علي اماطة لثام موقفه تجاه الاسلاميين، بعبارات جازمة قاطعة، لا لبس و لا غموض فيها امام مجلس شوري حزبه، عبارات اكد من خلالها انتماءه هو و حزبه لأرومة الاسلاميين، ان لم يك لشجرة النسب الاخواني ذاتها دون مواربة، قائلا: (نحن حزب قائم علي مباديء، و مباديء معروفه، و ما داسين دقنا، نحن حركة اسلامية كاملة الدسم، و معروف تاريخنا.. بديناها، بديناها بشنو يا “سعاد الفاتح” …”صمت”… ليرد ضاحكا : “نحنا الوكت داك ماكنا معاكم” .. و ليواصل القول – من جبهة الدستور، و جبهة الميثاق، و الجبهة الاسلامية القومية، الي ان وصلنا الي “المؤتمر الوطني”، فبالتالي نحن حزب بتاع مباديء، و التقينا .. ” اخوان في الله” .).
بهذه العبارة المصطلح “اخوان في الله” بدا البشير و كأنه قد انهي مغامرة طويلة و شاقة للتبضع في اسواق لا تقبل التعامل اصلا بهذه العملة.
راضيا من غنيمتها فيما يبدو بالاياب الي قواعده سالما علي الاقل من مخاطر الاستمرار في الرقص علي رؤوس الثعابين المتطاولة في الهواء، .. الي رقصة “العرضة” التي برع فيها هو، و يحسنها او يستحسنها علي الاقل غالب السودانيين علي الارض .. فهي اكثر يسرا و امانا بالطبع.
