الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

وحدة تنفيذ السدود.. قصعة الإسلاميين وجسر التمكين أين ذهبت المشروعات المصاحبة لسد مروي؟

كتب أبوعاقله أماسا
وحدة تنفيذ السدود.. كانت بمثابة القصعة التي تداعى لها الإسلاميين من كل حدب وصوب، ومشروع تمكين متكامل أغلقت أبوابه أمام الكفاءات من عامة الشعب، وبطاقة العمل فيها كافية تماما لتعبر عن مظاهر الثراء والراحة والحظوة، من فارهات ومخصصات وبدلات وغيرها، وفي حقبة من الحقب المهمة جدا كانت وحدة تنفيذ السدود وسد مروي تحديدا حلما من أحلام الشباب السوداني من الخريجين، وكلهم يتطلع ويلهث وراء وظيفة فيها تعبر به من صحراء البؤس والفقر والشقاء نحو جزيرة الترف والثراء التي بنى فيها أسامه عبدالله وعبدالعاطي هاشم ورفاقهم قصورهم وشادوا عليها مملكتهم، ولكن.. لم يكن الحلم سهلا.
* تريليونات من الجنيهات والكثير من القيم السودانية إبتلعتها بحيرة سد مروي.. مع وعود وردية بحياة سرمدية مترفة في النعم لكل من تضرر من سكان المنطقة، وحديث مفخم ومضخم عن قرى تعويضات عبارة عن جنان دنيا تتوفر فيها كل الخدمات، وأن المناصير ومن حولهم سيودعوا الفقر للأبد، من خلال مشروعات تنمية حقيقية ستحملهم على كفوف الراحة، لدرجة أن البعض تخيلهم في مستوى رفاهية بعض دول الخليج.. كل ذلك كان حلما صحونا منه بكابوس يؤرق كل الوطن ويوخز الضمائر التي ماتزال فيها حياة وحياء.
* أين ذهبت الميزانيات المخصصة للمشروعات المصاحبة للسد؟ وطالما أننا سنفجع بغرق (22) تلميذ وتلميذة في هذا التوقيت بينما كانوا يتنقلون من مقر سكنهم إلى حيث يدرسون.. وفي مدارس ليست مهيأة لاستقبالهم وتعليمهم في ظروف عادية..؟.. فقد دفعوا ثمن الرفاهية ومازالوا يقبضون الريح ويعيشون في عصور ما قبل السد وأحلامه.
* هنالك مناطق عديدة في السودان تعيش مآسي معقدة من حيث الخدمات الأساسية من صحة وتعليم رغم اللغو والإزعاج والتصريحات الخنفشارية لمسؤولي الحكومة بوجود تنمية، ومازالت هنالك مناطق سودانية خالصة لم تستقبل مسؤولا حكوميا منذ حكومة طيب الذكر جعفر محمد نميري، ومازال مواطنوها أحياء ينعمون بحياة طيبة كريمة، ومنطقة المناصير كذلك.. كانت تنعم بحياة هادئة كريمة قبل أن تطل عليهم كوابيس السد ووعوده الكاذبة.. والأهم من ذلك أنهم دفعوا الثمن ومازالوا ينتظرون المقابل.
* قرأنا خبرا اليوم بأن السيد الرئيس قد هب على رأس وفد رفيع لتقديم واجب العزاء لأسر الأطفال الغرقى وهذا واجب، ولكن اللافت للنظر خبر آخر مصاحب مفاده أنه غير إسم المنطقة للشهداء، ووجه بإنشاء مدرسة نموذجية تخليدا لذكراهم..!!
.. مدرسة نموذجية بعد استشهاد (22) تلميذا كانوا يعانون يوميا من أجل الوصول إلى المدرسة الحلم.. وبذلك هو حق جاء بعد فوات الأوان.. فقد كان واجب الدولة أن تنشيء المدرسة قبل وبعد قيام السد.. أما بعد الكارثة فإنسان المنطقة وأخوه في بقية مناطق السودان قادرون على إنشاء المدرسة إنتصارا لكرامتهم.. وتخليدا لذكرى العصافير التي رحلت.. فقد عرفنا من تسبب في هذا الحزن الكبير.. ومن جعل الوطن سرداقا كبيرا لتقبل التعازي وزرف الدموع، وكذلك تحديا لتماسيح السد التي ابتلعت ومازالت تبتلع أحلامنا وأحلام صغارنا.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا

أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا