ثالثة الاثافي
د.عبد الماجد عبد القادر
طبعاً – يا اخوانا – كلنا متفقين أن الجهاز المصرفي في السودان قد فشل فشلاً ذريعاً في أن يتقدم بالبلاد ولو خطوة واحدة في طريق التنمية والإنتاج.. وظهر فشله التام في أنه لم يعد قادراً حتى على دفع استحقاق الناس من ودائعهم المحفوظة – كأمانات – طرف البنك.. والبنوك لم تعد قادرة حتى على دفع المبالغ المحفوظة في شكل مرتبات وأجور.. هذا ما وصلت إليه البنوك على أيامنا هذه.
ولا تتعب كثيراً في البحث عن الأسباب التي أدت إلى تعثر البنوك في السودان.. بل نقول إن البنوك أدت إلى تعثر الحكومة نفسها.. وكل فشل اقتصادي تقوم به البنوك في النهاية يتم اعتباره فشلاً حكومياً بامتياز تجد منه المعارضة مادة دسمة للنقد والتشفي والتهكم.. مثلاً فشلت البنوك في تمويل التنمية الزراعية واستبدلتها بتمويل الركشات والهايسات والعربات.. وملأت البلاد بالسيارات التي “شربت” كل البنزين وأدت إلى خلق نوع من الحياة الاستهلاكية.. وتم حساب ذلك على الحكومة.. وفشلت البنوك في تمويل الزراعة وإنتاج المحاصيل وحُسب ذلك في الرصيد السالب من أداء الحكومة.. وأفسدت البنوك الحياة بنشر الصرف البذخي باستيراد “الحلويات، والبيرة بدون كحول، والشيبس،والمواد الاستهلاكية، وهلمجرا” وحُسب ذلك على الحكومة.. واتجهت البنوك نحو تمويل القطط السمان في مجال العقارات.. وارتفع سعر الأراضي والبيوت والمباني.. وحسب ذلك على الحكومة.. وفشلت البنوك في أداء رسالتها المصرفية ولم تتمكن من استقطاب ودائع ورساميل الشعب وظل 85% من أداء المجتمع خارج الجهاز المصرفي وحسب ذلك على أساس أنه أداء سيئ للحكومة.. وفشلت البنوك في تدفق السيولة وحسب ذلك كأداء سيئ من الحكومة.. والآن تفشل البنوك في توفير الأموال بالصرافات الآلية ويحسب على الحكومة وتفشل في دفع حقوق الناس ليحسب على الحكومة.وتفشل في أداء الصادر ويحسب على الحكومة.
والحل.. والله العظيم الحل كل الحل في اتخاذ قرار بإعادة هيكلة الجهاز المصرفي في السودان وتغيير الطاقم العامل بالمصارف الآن وتعيين مديرين ونواب ومساعدين جدد..
ونؤكد ضرورة “استيراد” و”استقدام” مديرين من خارج البلاد لإدارة البنوك وعددها فقط ثلاثة وثلاثون بنكاً.. يعني استيراد ثلاثة وثلاثين مدير ونائب مدير فقط ،وهؤلاء المديرون الأجانب أولاً سيكونون حريصين على أداء البنوك وليس لهم أي مصلحة مع الزبائن ولا أعضاء المجالس وليست لهم مصلحة في بناء بيوت أو محال تجارية أو إنشاء شركات.أو الدخول في شراكات وعمولات مع التجار.
وظاهرة تعيين المديرين الأجانب معروفة في كل بلاد الله.. ونظرة إلى دول الخليج وشرق آسيا تقول لنا إن الجهاز المصرفي في هذه الأقطار قد نجح لأنه تمت إدارته بكفاءات خارجية رسمت له خارطة الطريق..
والكفاءات الحالية بالبنوك غير قادرة على النهوض بالجهاز المصرفي بالسودان وغير قادرة على تنفيذ برامج التنمية والإنتاج الزراعي في بلد مثل السودان..
يا جماعة – توكلوا على الله – واعملوا على تغيير إدارات الثلاثة والثلاثين بنكاً بمديرين جدد من الخارج حتى لو كانوا خواجات و”عيونم خدر” ولمدة عامين فقط وستحدث القفزة النوعية.
توكلوا على الله واعلنوا عن استقدام (مديرين خواجات) حتى يوصلونا مع العالم الخارجي، ونخرج من قوقعة المحلية التي رمانا فيها المديرون المحليون القدامى والذين أكل عليهم الدهر وشرب وأصيبوا بالتكلس.
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …