بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة دولة رئيس مجلس الوزراء بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام
صادف اليوم الرابع من أبريل الاحتفال باليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام، وفقا لاتفاقية أوتاوا التي وقع عليها السودان عام 1997، وتمت المصادقة عليها عام 2004، وهي تمثل تجمعا دوليا يضم 164 دولة. وكان للسودان شرف رئاسة اجتماع هذه المجموعة الثامن عشر في نوفمبر من العام 2019، واستمرت رئاسته طوال العام 2020م، ليسلم مقاليد الرئاسة إلى دولة هولندا التي تتولى الرئاسة خلال العام 2021م.
إنها سانحة طيبة لتحية كل المنظمات والوكالات العاملة في برنامج مكافحة الألغام في العالم، ذلكم العمل الإنساني الذي يعمل على تأمين سلامة الإنسان من الألغام المنتشرة في أجزاء واسعة من العالم بفعل الحروب والنزاعات، ويفتح الباب أمام الأنشطة الرسمية والاهلية المتعلقة بتنمية الإنسان والبيئة، ويخدم مصالح الحكومات والشعوب في المناطق المتأثرة بالألغام، والذي أثمر نتائج جيدة في مجال مكافحة الالغام والذخائر غير المتفجرة ومخلفات الحرب.
لقد أفضى الجهد المشترك بين المركز القومي لمكافحة الألغام ومكتب الأمم المتحدة لخدمة مكافحة الألغام والشركاء والمانحين إلى نجاحات كبيرة في السودان، منها إعلان مناطق ذات تأثير اقتصادي كبير مثل محلية اللكدي بولاية القضارف ذات الإنتاج الزراعي الوفير، والتي عادت للإنتاج بعد تنظيفها من الألغام. بجانب تنظيف مناطق في ولاية غرب دارفور من الذخائر غير المتفجرة، ومنها فوربرنقا وكرينك وكلبس، حيث تم تسليم الأهالي هناك، خلال احتفالات رسمية، وثائق إقرار بخلو مناطقهم المسجلة المعلومة من الذخائر غير المتفجرة مما أعاد حياة الأهالي في تلك المناطق إلى طبيعتها.
إننا وفي ظل بشائر السلام التي بدأت تطل علينا وقرب عودة النازحين واللاجئين لقراهم، ومع الانفتاح الذي تشهده بلادنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة على العالم كله، نناشد كل الدول والمنظمات والوكالات الراغبة في العمل في برنامج مكافحة الألغام في السودان، لدعم برامج إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها ومساعدة الضحايا، مجددين التزام بلادنا بكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية الموقع عليها من قبل حكومتنا، ونتطلع إلى تعاون دولي وإقليمي، ومع دول الجوار، لتعزيز ودعم الأنشطة القائمة في مجال مكافحة الألغام.
إن التقدم المحرز في بلدنا في هذا البرنامج الإنساني يؤكد تمسكنا بالتعاون مع كل البرامج والأنشطة التي تصب في مصلحة الإنسان في بلدنا وفي كل العالم.
وختاماً نتوجه بأعمق عبارات المواساة لأسر ضحايا الألغام في بلدنا وفي كل العالم، والتحية لكل جهد قائم في هذا المجال لوقف المعاناة وتيسير حياة الناس.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،