(1)
عندما كانت الشمس في كبد السماء .. في نهار شتوي دافئ على غير العادة .. في يوم أربعاء و ( عقاب شهر) أكتوبر من عام ألفين وأربعة عشر ميلادية … كنت هناك في ضاحية الطائف الى الجنوب الشرقي من مطار الخرطوم الدولي … أما المكان فتحول الى خلية نحل … ترتيبا لمأمورية عاجلة … يجتهد قائد السيارة ذات الدفع الرباعي من ماركة اللاندكروزر … في تجهيز كل شئ … العم فيصل … هو فنّان جمع بين موهبة القيادة والتصوير الفوتغرافي في ثنائية تتّسم بالابداع والامتاع
(2)
السيارة التي تقلني .. تتحوّل فجأة الى منتدى داخلي … يناقش كل شئ في شئون البلاد والعباد … مصطفى سيد … زخيرة معلوماتية متحركة في قطاعي المياه والكهرباء … أمّا هاني يلطف الطقس الداخلي بقفشاته الأثيرة الى النفس والعقل والقلب والوجدان … يمزج أخباره الاقتصادية والخدمية بحقائق وأرقام … أرقام لا تكذب ولاتتجمّل … يحيلها الى بث اذاعي عبر أثير خرطوم أف أم تسعة وثمانين .. الصوت الاقتصادي الأول في السودان … الاذاعة التي أسّسها وزير مالية السودان السابق عبدالرحيم حمدي .. والتي كان يهدف بها الى خدمة الاقتصاد السوداني
(3)
وفيصل هذا … ظلّ يخدم في بلاط الكهرباء والسدود لسنوات طويلة ماضية … جاب البلاد … مساهما في انجاز عدد من المشروعات الاستراتيجية التي تتبع لوزراة الموارد المائية والكهرباء … دقائق قليلة … يقود سيارته في رحلة مغادرة من زحام الخرطوم وضيقها الى فضاءات النيل الأبيض الواسعة … تدرو اطارات السيارة … وتدور معها في مخيلتي حكايات أثيرة ومثيرة ، عن بحر أبيض منذ أن كنت مراسلا لقناة الشروق الفضائية من ولاية النيل الأبيض … وحكايات عن مشروعات قومية اتّخذت من بحر أبيض مستقّرا لها … مشروعات تنتج السكر والقمح والأرز وتحفظ المياه وتنتج الكهرباء … هناك أناس يفلحون الأرض .. ليهدوا للآخرين زرعا وقمحا ووعدا وتمنى
(4)
قائد المركبة يجتهد في سباق مع الزمن … ويطوي المسافات طيّا … ليمكننا من أن نكون شهودا على الحدث .. في ذات الزمان والمكان .. كأنه يغني لنفسه مع عبدالكريم الكابلي … زمان النّاس هداوة بال … وانت زمانك الترحال … وما أجمل الترحال حين تيمّم وجهك شطر النيل الأبيض … الولاية التي يشهد حكامها وسكّانها لوزارة الموارد المائية والكهرباء بتشييدها لمشروعات حصاد المياه في الجبلين وتندلتي والسلام … بجانب محطّات التوليد الحراري في مدن أخرى ، والتي تغذّي الشبكة القومية للكهرباء …لفائدة البلاد والعباد و لينعم الآخرين بالانارة والحضارة ..
(5)
والشمس تحدّث نفسها بالشروق في صباح شتوي من يوم الخميس التّاسع والعشرين من اكتوبر المنصرم … كانت ولاية النيل الأبيض .. رعاة ورعية حضورا في أم دباكر التي تتّخذ مكانا شرقيا من مدينة ربك حاضرة الولاية … لا لسبب سوى استقبال الطائر الميمون الذي حط رحاله بمطار كنانة … طائر يقلّ وفدا من وزارة الموارد المائية والكهرباء .. برئاسة وزيرها المهندس معتز موسى ، وفي صحبته كوادر الوزارة من مهندسين أكفاء وفنيين مقتدرين وعماال مهرة … وهم جلّهم قد يختلفون في كل شئ .. ويتفقون في انجاز مشروعات حصاد المياه وتوليد الكهرباء لأهل السودان في المدن والقرى والحواكير والفرقان
(6)
في العام ألفين وستة ميلادية .. العام الذي شهد وضع اللبنات الأولى لمحطة كوستي الحرارية .. المخطة التي سعد بها مجتمع الولاية … هي ذات المحطة التي عرفت عند النّاس بمحطة أم دباكر .. وللاسم دلالات ومعاني في عامية أهل السودان ..
حيث تعمل وزارة الموارد المائية والكهرباء بجد واجتهاد وفي سباق مع الزمن لافتتاحها في منتصف شهر فبراير من العام المقبل … بالتّزامن مع احتفالات البلاد بالذّكرى التّاسعة والخمسين للاستقلال .. تحاول الوزارة اجتياز المتاريس الفنية والمطبّات المالية والمعوفات الادارية التي اعترتها في الفترة السابقة واللاحقة .. بتعاون هندي وسوداني ذا بعد استرتيجي
(7)
بعد جولة تفقدية لسير العمل … الوزير يجتهد في ومعرفة أدق التفاصيل .. على أرض الواقع … بعيدا عن التقارير التي تقدم له في الماكتب الباردة يحاول الالمام بكل شئ عن أم دباكر … فنيا ، وماليا ، واداريا …ثم يقف متحدثا من أم دباكر لكل الناس خارج وداخل ربوع الوطن العزيز … يقول للفضائيات والاذاعات والصحف …. أن المحطة تتكون من أ{بعة وحدات ، بواقع 125 ميقاواط للوحدة الواحدة ، ودخلت حتّى الآن وحدتان الى الخدمة ورفدتا الشبكة القومية للكهرباء ب 250 ميقاواط ، وينتهي العمل من الوحدة الثالثة في نوفمبر الحالي على أن تكتمل الرابعة الشهور الأولى من العام المقبل
بشريات أخرى زفّها الوزير لأهل السودان ، بشريات تتعلّق بتحسينات كهربائية في محطات توليد حراري أخرى بمدن البلاد … تحسينات تساهم في استقرار التيار الكهربائي للمزارع والمصانع والمشاريع والمساكن والدور الحكومية.
ومع صيانة في مروي وتحسينات في الروصيرص وصيانات في الفولة وتجهيزات في قري وتجويد في محمود شريف وترتيبات وعمل مستمر في أم دباكر … تكون كهرباء البلاد ومياءها قد دخلت في مرحلة استقرار كهربائي وامداد مائي هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد وحياة العباد ايكوسودان
صديق السيد البشير ارشيف سابق