وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، تتلقی إيران خدمات مصرفية من خلال إنشاء شبكة وسطاء من البنوك في الصين والشرق الأوسط والغرب، وهكذا تتحایل علی العقوبات، وتتاجر بعشرات المليارات من الدولارات كل عام، في تحدٍّ للعقوبات الأميركية.
وبالإشارة إلى وثائق الشركات والبيانات المصرفية، وكذلك نقلاً عن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين استخباراتيين، بيّن التقرير أن إيران، عبر هذه الشبكة من الوكلاء ومكاتب الصرافة والوسطاء، تتلقی خدمات مصرفية دولية لقطاعي الطاقة والصناعة الخاضعين للعقوبات.
ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، أنشأت إيران هذه الشبكة عام 2011 بهدف مواجهة عواقب العقوبات، والتي قدمت خلالها البنوك الكبيرة مثل “إتش إس بي سي” و”ستاندرد تشارترد” خدمات للمصدرين الإيرانيين.
وليس لدى وكالات الاستخبارات الغربية أي دليل على أن هذه المؤسسات المالية والبنوك قدمت عن علم خدمات للجانب الإيراني.
وبحسب التقرير، فإن فرعي البنكين في هونغ كونغ فتحا حسابات لعدد من الشركات الاسمية التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، وكانت هذه الشركات تقدم خدمات لإيران.
ونفى مسؤول من ممثلیة إيران في الأمم المتحدة ارتكاب طهران أي غسیل للأموال، لكنه قال في الوقت نفسه إن لها كل الحق في اتخاذ إجراء ضد العقوبات.
وفي منتصف فبراير الماضي، قدمت صحيفة “وول ستريت جورنال” تفاصیل عن النظام المالي السري الإيراني للالتفاف على العقوبات، وذكرت أن المسؤولين الإيرانيين يعتزمون جعل النظام جزءًا دائمًا من الاقتصاد الإيراني بحيث يمكن حماية المعاملات من التدقيق الخارجي.
وبحسب التقرير، فإن النظام السري الذي استخدمته إيران للالتفاف على العقوبات يشمل حسابات مصرفية أجنبية وشركات مسجلة في الخارج وغرفة معاملة داخل إيران.
وبحسب هذا التقرير، أنشأت الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات، شركات في الخارج تحت عناوين مختلفة، وتبيع هذه الشركات النفط والسلع الأخرى وتحول الأموال إلى حسابات مختلفة.
ويتم تهريب بعض هذه الأموال نقدًا إلى إيران ویبقی البعض الآخر في حسابات مصرفية أجنبية.
وبعد أسبوعين من تقریر صحيفة “وول ستريت جورنال” عن النظام المالي السري خارج إيران، قدم موقع “دبل تشك”، الذي يراقب المعلومات المتعلقة بالأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، تفاصيل النظام السري، بما في ذلك أسماء بعض البنوك والمؤسسات المستخدمة في خمسة بلدان.
وتمت الإشارة في التقریر إلی أسماء بعض البنوك ومكاتب الصرافة في خمس دول هي تركيا والصين والإمارات وهونغ كونغ وسنغافورة، تستخدمها إيران للتحايل على العقوبات وغسيل الأموال.
وأقر المسؤولون في إيران سابقًا بتدابير مختلفة للتحايل على العقوبات الأميركية، وتم اعتقال بعض الأشخاص في أوروبا والولايات المتحدة بتهمة التورط في الالتفاف على العقوبات.
ومع ذلك، ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن إيران، نظرًا لرضاها عن هذا النظام المالي السري وغسيل الأموال في مختلف البلدان، تنوي توسيعه ليشمل الاقتصاد الإيراني أيضًا.