• “طويل وما بلحق الكعكول”. اختر واحداً من الخيارات التالية للإجابة على هذا اللغز: 1) ليل العاشقين، 2) الدرب، 3) حال الشتات والغربة.
• سرارة اللعوت تتلاقى عند الحرق والموت”: اللعوت شجيرة لا ساق لها ذات أغصان بشكل أقرب للدائري تبدأ من داخل التربة وتتسع دائرتها كلما ارتفعت من الأرض. لا تلتقي أغصانها هذه وتجتمع وتتشابك مع بعضها إلا عند الموت بالحرق. يضرب هذا المثل على ذوي القرابة الذين لا تجمع بينهم إلا مناسبات الموت. هذا كان قبل 15 أبريل 2023. أما بعده فيضرب على جميع السودانيين بدون فرز سواء كانوا ذوي قرابة أم غير ذلك للأسباب المعلومة للجميع.
• الضفدع ملك الغابة في نظر الذباب وليس الأسد، فلا تدع كل ما يرعبهم يرعبك.
• النّباتات أكثر شجاعة من جميع البشر تقريبًا؛ إذ تفضِّل شجرة البرتقال أن تموت بدلًا من أن تُنتِج اللّيمون، بينما بدلًا من الموت يفضِّل الشّخص العاديّ أن يكون شخصًا ليس هو.
• يموت الشجر بجانب البئر عطشاً، لكنه لا ينحني أبداً لطلب الماء.
• لا توجد شجرة لم تهزها ريح! ولا يوجد إنسان لم يهزه فشل، لكن توجد أشجار صلبة ويوجد أشخاص اقوياء فكن منهم.
• لا تزرع شجرة الحرية في أرض لا يعرف أصحابها احترام القانون. لأنها ستطرح الفوضى..
• أشجار السلطان تاج الدين: ثلاثة أشجار عرديب بجنوب غرب مدينة الجنينة ارتكز عندها السلطان تاج الدين وجيشه لقتال جيوش الامبراطورية الفرنسية الغازية في معركة كرندنق قبل مائة عام ونيف. وأنزل بها أقسى هزيمة. كانت هذه الأشجار قائمة على أصولها شامخة صامدة حتى 15 أبريل 2023، ماذا يكون قد حلّ بها الآن يا ترى؟ هل رحلت مع الراحلين، أم نحرت مع من نحرو؟ أم أنها لا زالت صامدة تترقب تاج الدين؟
• الشجرة الصينية: إحدى الأشجار التي كان سلطان دارفور العظيم على دينار يبسط حمايته عليها. ولكن بعد رحيله تيتمت كل الأشجار وأزيلت إلا هذه الشجرة تشبثت بموقعها وتأببت على الإزالة، فجعلتها إدارة المرور “صينية” تطوف حولها المركبات في غدوها ورواحها، وتدور حولها في ذهابها ومجيئها. لا زالت هذه الشجرة موجودة، فإلى متى ستظل صامدة يا ترى؟
• مهاجرية السلطان علي دينار: توجد بجنوب وادي الطلبة وشمال غرب مدينة كاس، قيل إن السلطان علي دينار إتكأ عليها عقب هزيمته من الجيش البريطاني الغازي عام 1916م.
• سنطة أبو ركبة: شجرة سنط ضخمة بـ”أبو ركبة” جلس تحتها الخليفة عبدالله التعايشي عقب انسحابه من أم درمان بعد معركة كرري؛ لا زالت هذه الشجرة موجودة حتى الأن.
• لبخة بارا: عرفت أيضاً بشجرة محكمة “زانوق”، خلدتها أشعار مستورة بت كوكو في الشيخ عبد الله ود جاد الله،:
غنيت بجر النم.. يادقر الحرايق أصبحت كارف السم
عشميق الأصم
الليلة البلد يتباشروا ناسو.. يا بحر المحيط مين عبرو وقاسو
بريطان والترك ما لينوا راسو ,, والعظم الكبير كسرو وشرب ساسو
يا عيد الضحية البفتحولو البيت.. رايو مكملو كسر قلم ماكميك
كما خلدتها وخلدت المحكمة أغنية “الغالي تمر السوق كان قسموه ما بحوق.. زولاً سنونو بروق.. في محكمة زانوق). التي صاغتها فتيات مدينة بارا في السيد أمين سيد أحمد قريش أحد كتاب المحكمة.
• شجرة المِرفَعين: شجرة يعتقد أن المرفعين (الضبع) يستظل بها عندما تشتد درجة الحرارة نهاراً بالرغم من أن لا أحد زعم أنه رأى مرفعين تحتها. توجد إحدى هذه الأشجار في قمة جبل موية نواحي سنار. ويعتقد أن الفتاة التي تقطف صفقة منها فإنها ستتزوج في ذات العام. حدثني شاهد عيان أثق في شهادته أن إحداهن قطفت صفقتين بدلاً من صفقة واحدة فتزوجت رجلاً متزوجاً بأخرى، فكانت هي زوجة ثانية لخرقها البروتوكول وعدم إكتفائه بقطف صفقة واحجة.
من الطرائف التي تحكى عن هذه الشجرة أيضاُ أن رئيس الاتحاد الاشتراكي ورئيس الجمهورية السابق المرحوم جعفر نميري كان في زيارة لبعض مناطق غرب السودان، وعند حلوله بإحدى المناطق طلب مواطنو المنطقة من إحدى زعامائهم الشعبية إلقاء كلمة ترحيب بالرئيس نيابة عنهم، وبصفته أميناً للاتحاد الاشتراكي بالمنطقة. وبعد أن أدى الرجل المهمة على أكمل وجه، عاد فأضاف مخاطباً الرئيس: سيدي الرئيس لقد طلب مني أخواني مخاطبتكم بصفتي أميناً عاماً للاتحاد الاشتراكي بالمنطقة. لكن نحن سيدي الرئيس الاتحاد الاشتراكي ده بنسمع بيه ساكت مثله مثل شجرة المرفعين لا عندها ضل ولا ثمرة يأكلوها ولا المرفعين ذاتو عارف الشجرة دي بتاعتو.
يحكى أيضاً عن زعيم قبيلة المسيرية، الراحل الناظر علي نمر، تشبيهه للبترول المستخرج من أراضي المسيرية بشجرة المِرفَعين، بقوله “البترول المستخرج من أراضي المسيرية ويضخ عبر الأنابيب تحت أقدامنا، لم نره حتى الآن…إنه أشبه بشجرة المِرفَعين”، في إشارة إلى عدم استفادة المنطقة من عوائده.
• جوغانة محكمة ناظر عموم الرزيقات إبراهيم موسي مادبو. من القصص المتداولة عنه أن أحد التجار دفعته الرغبة في تحقيق الربح التجاري السريع لجأ إلى استحداث بيع الخمور في دار الرزيقات. ولكن الناظر مادبو لم يكتف بإلغاء التصديق الذي حصل عليه التاجر من مفتش المركز الإنجليزي، بل جلد التاجر أربعين جلدةً وأمر بإراقة الخمر ودفن الزجاج الفارغ، كي لا يتأذى برائحته الأهالي. عاتبت السلطات الإنجليزية سعادة الناظر على تكسيره قراراتها التي لم يجرؤ زعيمٌ حينها على التصدّي لها في كل نواحي السودان، لكن الناظر أعلمهم أن بيع الخمر والمجاهرة بالرذيلة يتعارضان مع موروثات قومه وقيمهم الدينية.
هناك أيضاً قصة أخرى تتعلق بسعادة الناظر وشجرة محكمته سأتركها للصديق وزميل درب الغابات الأخضر عبد الحميد موسى مادبو ليحكيها فجحا أولى بلحم توره.
• أخيراً من أقوال الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت: المواطن ورقة، والوطن شجرة، والأمة غابة.. لكي نعيش كأمة، لنزدهر كدولة، لنعيش كشعب، يجب أن تكون لدينا أشجار.
ملحوظة: كل المصادر والحقوق الأدبية محفوظة لأصحابها في كتابي “شدرة.. شدرتين.. وغابة”. من يرغب في نسخة إليكترونية عليه الاتصال في الخاص.
تضرعاتي بحسن الختام، وتحياتي.
عبد العظيم ميرغني.