حوار التعليم مع الخبير الدولي يكشف حقائق وارقام عن التعليم في السودان

مقالات مشابهة

امتحانات الشهادة المتوسطة في يومها الثاني وارتياح في مادة اللغة العربية

7 يوليو، 2024

سلامة الأطفال في ذمة الكبار

15 فبراير، 2022

كوفيد-19: اليونيسف تحذر من استمرار الضرر على تعليم ورفاه الأطفال

8 ديسمبر، 2020

تأثر التعليم في السودان في السنوات الأخيرة بالظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي بدورها أدت إلى تدهور للبنية التحتية للبيئة المدرسية وضعف تأهيل المعلمين بالإضافة إلى الإضرابات المستمرة التي أوقفت انتظام العملية التعليمية حتى جاءت الحرب وبدورها أحدثت توقف شبه تام بالمدارس باستثناء ولاية نهر النيل التي واجهت العقبات والتحديات في سبيل استمرار العملية التعليمية بقيادة حكومة الولاية ودعمها للبرامج والأنشطة التي تدفع بتطوير وتحسين جودة التعليم حيث تشهد نهر النيل هذه الأيام عيد العلم في نسخته الثانية بمحلية المتمة والذي جاء تحت شعار (التعليم السلاح الأقوى للنهوض) ولاشك أن هذه المجهودات في سبيل تحسين وتطوير التعليم تحتاج إلى أساس علمي معرفي لابد من تطبيقه بالوسائل والأدوات التي تضمن مواكبة السودان للتطورات العالمية في مجال التعليم في السطور القادمة سنتعرف معاً على الأساس العلمي والمعرفي لبناء تعليم قوي ومواكب .. فيما يلي إفادات الخبير الحصيف في مجال التدريب القيادي والتخطيط الاستراتيجي والمدرب العالمي / د. محمد زين العابدين أبو جديري والذي نقتبس من حروفه ضوءا نستنير به في طريق التعليم

إعداد وحوار:

رجاء مصطفى الكامل

*س1 ما الذي يحتاجه السودان ليواكب التطور العالمي في مجال التعليم ؟*

لابد من تهيئة البيئة التعليمية بشقيها الجامعي والمدرسين بكامل مكوناتها والاهتمام بتطوير قدرات المعلمين وتدريبهم على التقنيات الحديثة وفنون التدريس وربطها بعلم النفس وإعداد مناهج تناسب احتياجات السودان والمرحلة التي تشهد تغير وتسارع وتدفق معرفي مستمر عبر الوسائط المختلفة ويجب إدخال التعليم الالكتروني وحوسبة المناهج .

س 2 ماهو الجانب المهم الذي يجب التركيز عليه لمواكبة تقنيات التعليم الحديثة؟

الجانب الأهم هو المعلم لأنه يقع عليه الدور الأكبر في مواجهة تحديات البيئة التعليمية وهو رأس رمح العملية التعليمية فلابد من اعداد المعلم المؤهل المدرب ، في السابق كان يوجد اكثر من خمسة عشر معهد لتدريب المعلمين تحولت إلى كليات تربية ولم يتم الاستعاضة عنها بمراكز تدريب متخصصة لتدريب المعلمين في مداخل الخدمة وأثناءها لأن كليات التربية لها دور محدود لا يفي بالغرض.

س3 ماهي رؤيتك المستقبلية لتطوير التعليم في السودان ؟

سيكون للتعليم مستقبل كبير وذلك برفع الوعي عند الأجيال الحالية واستقرار السودان واستغلال ثرواته وخيراته بكفاءة وجودة وتحسين أوضاع المعلم الذي تقوم عليه عملية نجاح التعليم وجعل مهنة المعلم مهنة جاذبة ترفع من قدراته.

س4ماهي أبرز المحاور التي يجب التركيز عليها في تحسين جودة التعليم ؟

يجب إكمال هياكل وزارة التربية والتعليم وتحسين شروط الخدمة وتطوير القدرات مع تحديد العلاقات الرأسية والأفقية على المستويين الاتحادي والولائي وتوسعة دائرة المنظمات الداعمة للتعليم بعمل شراكات ذكية معها وتوظيفها للقيام بأدوار تخدم التعليم.

س 5كيف نوجد بيئة تعليمية مبدعة ومبتكرة؟

باستخدام الوسائل الابتكارية والتقنيات الحديثة وإدخالها في التعليم والتي أصبحت توجه عالمي ويجب ألا يكون السودان بمعزل عنها ، ويتجه العالم الآن لتقديم للتعليم البديل بأفضل مايكون بعد جائحة كورونا ومن الدول العربية الرائدة التي قطعت أشواط كبيرة في ذلك كل من قطر والإمارات والمملكة العربية السعودية ويمتلك المعلم السوداني قدرات كبيرة بالإضافة للجانب المعرفي فقط تنقصه الوسائل.

س6 كيف ترى الاستجابة العامة في رغبة الدولة والمجتمع لتطوير التعليم ؟

هنالك استجابات كبيرة ودعم فني وعيني وتطوع من المعلمين ولكن بسبب الحرب وقلة الموارد واتجاه الدولة نحو المرحلة أثر في ذلك.

س7 ماهي الأدوار المرحلية التي يجب أن يقوم بها الجميع تجاه التعليم؟
على المجتمع أن تفقد المدارس والاطمئنان على العملية التعليمية من خلال تقديم الدعم النفسي والمادي للمعلمين والطلاب وحصر المدارس التي تضررت وتحديد حجم الضرر والسعي لتوفير احتياجات عاجلة لترميم المباني وتوفير المواد اللازمة لاستئناف التعليم في هذه الظروف الغير مواتية لأن التعليم يجب ألا يتوقف في كل الظروف وإيقاف التعليم هو تدمير لمستقبل الأجيال القادمة.

س٨ هل توجد تقاطعات بين التعليم الحكومي والخاص وكيف يكون التعليم الخاص مكمل للعام؟

التعليم الخاص أفرزته ظروف وساهم بنسبة كبيرة و سد نقص التعليم العام حيث تقدر نسبة تغطية التعليم الخاص بحوالي 56% ويجب أن يكون التركيز الأكبر على التعليم العام وبما أن الوزارات مسؤولة عن التعليم الخاص والعام يجب أن تركز على جودة المعلم والمناهج وسلامة التلاميذ وتوفر البيئة المناسبة وتراقب وتشرف وتطلب من التعليم الخاص الإلتزام بالتوجيهات والاشتراطات التي بموجبها يمنح التصديق وإلا يتم سحبه منها لأن المتاجرة في التعليم لا تجدي ويجب النظر للتعليم الخاص باعتباره فرصة معالجة لبعض الإشكاليات التي لم يستطع التعليم العام توفيرها حتى يكون له دور تكميلي للتعليم العام .

س9ماهي متطلبات التحسين بالنسبة لإدارات التعليم ؟

تحتاج العملية التعليمية إلى معالجات هيكلية وبنيوية على مستوى التدريب والمناهج وعلى مستوى العقل الجمعي للدولة بتحريك الجهود الرسمية والشعبية من أجل إعلاء قيمة التعليم وأدواره.

س10 كيف تتم متابعة وتقييم تحسين التعليم؟

بتكوين فرق اتحادية متخصصة وإدخالها في منظومة التعاون الدولي والتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بعمل مسح دوري وزيارات ميدانية وجمع التقارير عن مستوى الأداء .

س11 كيف يتم التوازن بين الجوانب الأكاديمية والثقافية والتربوية داخل المنظومة التعليمية؟

العملية التعليمية لا تتجزأ وعلينا أن نراعي جميع المكونات التي تشمل الجوانب المعرفية والمهارية والسلوكية التي تحتاج إلى غرس منظومة القيم لدى المعلمين ليعملوا على تعزيزها داخل نفوس الطلاب خاصة في ظل ظروف الحرب الدائرة الآن وغيرها من المفاهيم المهمة من تعاون وتعاضد وإنفاق ومشاركة.

س12 ماهو دور الفعاليات والبرامج ذات الصلة بالتعليم في تطويره؟

من الأهمية بمكان أن يكون هنالك نشاطات وبرامج مستمرة داعمة لأنها تحرك المجتمع بجميع مكوناته وتعمل على تنبيهه بأهمية التعليم وتوفر مزيد من فرص الإنفتاح والمشاركات الخارجية للطلاب ونثمن جهود إنسان وحكومة نهر النيل في اهتمامها بالتعليم ومستقبل الأجيال القادمة ووضعه في المقدمة.