تمثل القضايا البيئية احد الأبعاد الثلاث للتنمية المستدامة بالإضافة إلى البعد الاقتصادى و الاجتماعى. فى هذا المقال القصير نسلط بعض الضوء على القضايا البيئة الحالية نتيجة للحرب الدائرة الان.
حركة النزوح من المدن و القرى التى انتظمت البلاد على نطاق واسع بسبب الاشتباكات و الحرب الدائرة منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م كان و مازال لها تأثير كبير و مباشر على قطاع البيئة فى السودان الذى هو اصلا يعانى من كثير من الاشكالات. هنالك اكثر من ١٠ مليون نازح باحثا عن الامن و الأمان و أكثر المناطق التى تأثرت بهذا النزوح هى مناطق الاشتباكات و مناطق عبور النازحين و مناطق الاستقرار المؤقت فى القرى و الفرقان و المدن. يمكن رصد أثر هذه الحرب على البيئة من خلال الشواهد التالية :
اولا: القطع الجائر للاشجار و الغابات للحصول على الطاقة و مواد البناء.
ثانيا : الصيد الجائر مما يؤثر على التنوع الاحياءى.
ثالثا : تلوث مصادر المياه بفعل الممارسات الغير صحية خاصة مصادر المياه المكشوفة مثل الحفاير و الترع و القنوات الماءية الأخرى مما أدى إلى ظهور بعض الاوبءة من جراء ذلك خاصة بعد حلول فصل الامطار. ازدادت هذه المخاطر بعد السيول التى اجتاحت مناطق التعدين و اختلاط مخلفات التعدين بالمياه مما أدى إلى تلوث الأخيرة بمواد سامة مثل الزئبق و السيانيد
رابعا : الانبعاثات الغازية خاصة ثانى اكسيد الكربون و الغازات السامة الأخرى و ذلك من خلال:
١. الحركة الزائدة للعربات ذات الدفع الرباعي و البصات السفرية .
٢. الاحتراقات التى لازمت مستودعات الوقود بسبب القصف.
٣. الاحتراقات التى اصابت المصانع و البنايات الكبرى.
٤. احتراق المقذوفات بواسطة الأسلحة الخفيفة و الثقيلة او بواسطة الطيران و المسيرات.
تفاقم هذه الآثار يقود إلى مضاعفة الآثار البيئية و تصبح اكبر مهدد لحياة المواطن من مختلف الأوجه. المعالجات التى تقوم بها الجهات الرسمية و منظمات المجتمع الاهلى معالجات مقدرة لكنها تصتدم بقلة الوعى تجاه قضايا البيئة وسط قطاعات كبيرة وسط مجتمعاتنا السودانية . الحل لهذه المعضلة البيئية يجب أن يكون عملا متكاملا من خلال مثلث متساوي الأضلاع.
الضلع الأول تمثله الدولة على المستوى الاتحادى و الولاءى و المحليات.
الضلع الثانى تمثله منظمات المجتمع المدنى و المبادرات الأهلية.
الضلع الثالث يمثله الإنسان او الفرد. نقول هذا لأن الإنسان مثلما هو العدو الأول للبيئة فمن خلال البرامج و المشروعات و الترغيب و زيادة الوعى البيءى يمكن أن يكون من أصدق الأصدقاء للبيئة.
بالنسبة للدولة و لاستدامة العمل البيءى و السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لابد من إدخال قضايا البيئة و التغير المناخى من ضمن سياسة الاقتصاد الكلى و إدخال مؤشرات بعينها تربط التغيرات المناخية بالمؤشرات الاقتصادية الأخرى التى يرصدها الاقتصاد الكلى للسودان.
منظمات المجتمع المدنى تعى دورها تماما حيال القضايا البيئية و عليها ان تسير فى انجاهين الأول اتجاه توعوي موجه للفرد فى المجتمع عبر سياسة الترغيب و الالتفاف حول معالجة القضايا البيئية بحسن السير و السلوك و الاتجاه التانى رفد البرامج القطاعية بأفكار تعكس مطلوبات و اولويات افراد المجتمع حتى يتم تضمينها فى الخطة القومية للتنمية و يتم تنفيذها على أرض الواقع.
نحن ندعوا إلى التشجير على أوسع نطاق. اذا ما تكاملت هذه الأدوار فسوف نكون موعودون ببيءة نظيفة ذات طبيعة خلابة توفر فرص عمل و مردود اقتصادى وفير لمجتمع يعيش فى رفاهية و سلام.
ولنا عودة
دكتور امين صالح يس
Yasin.amin@gmail.com
Hey there! Do you know if they make any plugins to assist with SEO?
I’m trying to get my blog to rank for some targeted
keywords but I’m not seeing very good results.
If you know of any please share. Cheers! I saw similar text
here: Wool product