مزارعو القضارف.. ابل الرحيل شايلة السقا وعطشانة

المحرر العام 6 يناير، 2025 تقارير 17 زيارة

تقرير: علي ميرغني التيار
كل صباح يغادر (معاذ) بيته للبحث عن توفير السيولة لاكمال عمليات حصاد الذرة وحب البطيخ. ورغم ان معاذ من اسرة من كبار مزارعي القضارف، ويزرعون كل عام بالتمويل الذاتي، لكنهم هذا الموسم واجهوا تحدي جدي.. انعدام السيولة حرفيا.
يطالب معاذ الجهات المختصة ان تراعي خصوصية وضع مزارعي القضارف وحوجتهم الماسة للسيولة، فهم يتعاملون مع عمال موسمين لا يملكون اوراق ثبوتية، وليس لديهم ثقافة التعامل المصرفي، وعادة لا يملكون هواتف ذكية تمكنهم من الاستفادة من التطبيقات المصرفية بدلا عن التعامل بالنقود.
متابعات التيار كشفت ان مزارعي القضارف.. وغالبا مزارعو القطاع المطري بالولايات الاخرى، يتعرضون لظلم كبير، فهم مجبرون للتعامل بسعرين لذات الخدمة،
اذا اراد المزارع ترحيل محصوله من الحواشات، فهناك سعرين لنفس الحمولة ونفس المسافة، سعر للدفع كاش، وهو الاقل، وسعر للدفع بالتطبيقات المصرفية وهو الاعلى بزيادة اكثر من 33 بالمائة عن الدفع كاش.
وعندما يصل السوق، يواجه المزارع بالسؤال المجحف، (عايز تبيع بالكاش وللا بالتطبيقات المصرفية). وهنا مرة اخرى يكون سعر الكاش اقل بكثير من سعر البيع بالتطبيقات المصرفية.
يقول معاذ ( هنا يظلم المزارع مرتين بسبب حوجته للسيولة يختار ان يدفع نولون الترحيل بالتطبيقات المصرفية وبسعر اعلى، ولحوجته للسيولة يبيع محصوله بسعر اقل).
يقترح معاذ ان تعطي الحكومة مزارعي القضارف معاملة خاصة مثلا ان ترفع سقف السحب اليومي لمليون جنيه.
لكن هذا قد يفتح باب للفساد ودخول السماسرة. لكن معاذ يقول ان قفل هذا الباب سهل جدا والسلطات تعرف مزارعي القضارف بالأسم ويمكن دخول ممثل لادارة الامن الاقتصادي لضبط هذا الامر. ويضيف معاذ ان المليون نفسها لا تكفي لتمويل عمليات حصاد الذرة وحب البطيخ، الاول محصول امن غذائي، والثاني محصول صادر يوفر ملايين الدولارات.
وبحسب من استنطقتهم التيار بولاية القضارف عن شح السيولة، نلاحظ ظهور ممارسات كشفت عمق الاذمة. فاذا احتجت مثلا لمبلغ 40 الف كاش، ربما تجد ان الحل ان تشتري من الدكان او المغلق سلع بمبلغ 60 الف وتحول له مبلغ مائة الف باحد التطبيقات المصرفية. بينما هنالك ممارسات تشوبها شبهة الربا.
مؤكد ان معظم مزارعي القضارف يملكون ارصدة في حساباتهم المصرفية، لكنهم في وضع يشابه (أبل الرحيل.. شايلة السقا وعطشانة). وعمال الحصاد يتعاملون فقط بالكاش.
الكرة الان في ملعب الجهات المختصة حتى لا يضيع محصول الذرةوحب البطيخ بعد ان وصلا لمرحلة الحصاد.