ثالثة الأثافى
د. عبد الماجد عبد القادر
الخراب والاغتراب!!!
أولاً التهنئة الخالصة لصديقنا سعادة السفير عصام متولي الذي تم تعيينه أمينًا عامًّا لجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج … وإذ نرحب به كثيرًا نذكره بأننا وقبل تعيينه بيوم واحد فقط كُنّا قد فرغنا من إقامة فعاليات مؤتمر عن دور المغتربين في قطاع الصمغ العربي وخلصنا إلى كثير من المقترحات والمشروعات التي نأمل أن ترى طريقها إلى التنفيذ … وتربطني مع الأخ عصام متولي علاقة العمل عندما كان سفيرًا للسودان بدولة الجزائر وحيث شاركنا في معرض الصمغ العربي وبسببه زارنا السيد نائب رئيس جمهورية الجزائر ….
وبهذه المناسبة نورد ملخصًا للدراسة الفنية التي كان قد أعدها وقبل فترة ليست بالقصيرة أحد مراكز الدراسات بالتعاون مع جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج…
افادت الدراسة أن الاغتراب بدأ بحجم كبير بعد أزمة النفط فى العام 1973 عند استعمال البترول كسلاح فى الحرب ارتفع بموجبه سعر البرميل من 5 دولارات إلى 30 دولارًا مما أدى إلى توفير فوائض فى استيراد العمالة من الدول المجاورة “مصر، السودان، الهند، باكستان” .
تفاقمت الأزمة الاقتصادية فى السودان في آخر السبعينيات وحتى الثمانينيات لظروف الحرب الأهلية ثم الجفاف وبعض الكوارث الطبيعية وتدهور تبعًا لذلك الوضع المعيشى مما نتج عنه نزوح المواطنين داخل وخارج السودان .
• الهجرة إلى خارج السودان كانت هجرة انتقائية “selective” يتم فيها اختيار الرجال الأقوياء المتعلمين المتدربين …..الخ.
• يمثل عنصر الشباب الشريحة الأكبر والذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 عاماً و55 عامًا وتبلغ نسبتهم 95% وبعد فترة من الزمن الطويل يعود هؤلاء الشباب وهم شيوخ منهكون لا يستطيعون القيام بأى أعمال نشطة وفعالة.
• وجدت الدراسة أن المغتربين الذين يصطحبون معهم أسرهم هم أفضل الطبقات من حيث الدخل الاقتصادى إلا أنهم من حيث التوفير أقل عائدًا وتوفيرًا لأنهم يصرفون عائداتهم فى بلدان المهجر.
• تؤثر المرأة على المغترب السودانى فيما يعرف بالتفكير النسائى حيث أن النساء يوجهن اهتمامهن الكامل للحيز الزمنى والجغرافى الذى أمامهن؛ فالمرأة المرافقة لزوجها تجد أنها فى وضع متميز ولا ترغب فى أن ترهق نفسها فى المستقبل وتصنع لنفسها فى دول المهجر مجتمعًا خاصا يكبل الأزواج بقيود من التكاليف الباهظة تؤدى إلى ضرورة بقائهم لفترة أطول.
• لاحظت الدراسة أن أكثر من 50% من المغتربين جامعيون و40% ثانويون و10% خريجو متوسط أو ابتدائى . ولاحظت أن كثيراً من الجامعيين يغتربون تحت وظيفة راعي أغنام أو عمال تربية مواشى.
• وجدت الدراسة أن 40% من المغتربين يكتبون مهنة عامل إما بسبب الضرائب العالية فى السودان أو لأن عقودات العمل المتوفرة هى عقودات عمال ووجدت أن 80% من المغتربين ينتمون إلى الولايات الوسطى ( الجزيرة – النيل الأزرق – الشمالية – كردفان) .
• لاحظت الدراسة أن الحماس والجدية اللذين يعمل بهما المغترب فى دول المهجر، أكبر بكثير من الحماس الذى يعمل بهما فى السودان وقد يعمل المغترب أكثر من عشر ساعات فى اليوم فى دول المهجر بينما ينخفض أداؤه داخل بلاده.
• معظم المغتربين يستهلكون مدخراتهم فى بلد المهجر أو يحتفظون بها خارج السودان.
• هناك كفاءات عالية التخصص تذهب الى بلدان أوروبا الغربية ويوجد بالمملكة المتحدة أكثر من خمسة آلاف طبيب سودانى.
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …