الاخوة الاعزاء
الجماهير المعتصمين
الشباب والنساء وبقية الابناء والبنات الشرفاء
اسمحوا لي ان احييكم تحية ثورية واهنئكم على نجاح ثورتكم المجيدة، واعزي عبركم اسر وأمهات وأبا الشهداء وزوي الجرحي والمصابين.
ان وطننا يدخل عهدا جديدا، ونستشرف فجرها، فلقد تخطينا مرحلة شمولية الاسلاميين ودولة الحزب الواحد الفاسدة والمستبدة، التي أزاقت شعبنا العذاب، هذه الدولة عاشت حروب أهلية بعيد الاستقلال واتت فرص كثيرة حتي لحكومة الإنقاذ فلم تستثمرها لوقف الحرب ومعالجة مسبباتها، هذه الفرصةً بايدكم انتم الثوار لا تدعموا استمرار الحرب بل يجب ان يكون الهتاف بعد النجاح الجزئي للثورة ليتحول الي ( لا للحرب، نعم للسلام ، نعم لمعالجة اسباب الحرب ) حتي لا ننفق ميزانية ضخمة للقطاع الأمني تحت زريعة الحرب في الأطراف، لقد أتت الفرصة بان تكون الأطراف جزء من الكل، وها نحن اليوم مستعدون ومتطلعون لإنهاء الحروب وتمتين الديمقراطية وتحقيق الرفاه لشعبنا ووطننا مع بقية الشركاء.
ان شعبنا قد عاني الكثير من المرارات بل لم يزق طعم السلام والاستقرار والديمقراطية الحقيقية التي تمكنه من اختيار حكامه ويتمتع بحريته وحقوقه في ظلها، وقد فسدت النخبة الحاكمة بأمواله وبددت ثرواته وإهدرت طاقاته.
انه بعد نضال طويل استمر لاكثر من ثلاثة عقود استطاع اسقاط ذلك الدكتاتور ونظامه وتكاملت الثورة المدنية السلمية بانحياز من القوات المسلحة والدعم السريع للشارع مما عجل ذلك بساعة النصر في ١١ ابريل، اننا جميعا محتاجين لكي نكمل المشوار وننجز التحول المطلوب في اسرع ماتيسر، فاسقاط الدكتاتور ليس هو الغاية بل محطة توصلنا الي التغيير، ان وطننا لا يستحق الفساد وشعبنا لا يستحق الاستبداد الذي مورس ضد.
اننا نريد ان نعيش في سلام وحرية وديمقراطية وازدهار ونبادل الشعوب التي من حولنا من نزخر به.
المهام التي علينا انجازها اليوم هي ان ندخل كقوى قادت التغيير وهيئت الاوضاع بالثورة السلمية حتى تدخلت القوات النظامية ان نكون معها شركاء في عملية اقتلاع الدولة العميقة التي بنيت بالتمكين ونحل محلها دولة الشعب السوداني التي تمنح الفرص لكل بنيها بعدالة، ونبني المؤسسات وكذلك التشريعات التي تضمن تحول بلادنا لدولة فيها سلام دائم وديمقراطية تعددية تتيح الفرص للجميع ليقدم ما يحويه من برامج، كل ذلك يتم بتمتين لوحدتنا كقوى للحرية والتغيير وتجاوز التباينات الطفيفة والطبيعية الناتجة من خلال العمل المشترك ، اننا نريد ان نزيد من عوامل الثقة بيننا حتى ينعم بتلك الوحدة والثقة شعبنا في السلام والاستقرار واقامة دولة القانون.
انتم الثوار لم يسمع منكم أنكم ضد الإسلام بل قلتم لا لاستغلال الدين في السياسة وان الإنقاذ اساءت للدين بطريقة غير مسبقة ، فالذين يحرضون علي مسيرات لحماية الدين الإسلامي يطرقون علي أبواب مفتوحة، لم نسمع منهم عندما قتل وسرق واستبد باسم هذا الدين الحنيف وعندما دمرت الدولة وقتلت مئات الألاف من السودانين وخرب الاقتصاد وكل مؤسسات الدولة لم نسمع منهم مايقولون ويحاولون اظهار حرصهم على هذا الدين، انهم يسعون الي فتنة لانهم هم اساسا كانوا ولازالوا يجسدون الفتنة عينها، أيها الثوار هذه الظاهرة الاستغلالية لابد من بترها في مهدها لان عواقبها كارثية.
علينا ان نضع مصالح شعبنا ودولتنا فوق مصالحنا ومكاسبنا الشخصية والحزبية، وبذلك سنتغلب على الاعداء المتربصين الذين يسعون للثورة المضادة.
ايها الاخوة والاخوات اخيرا نقول لكم بمزيد من الصبر والثبات سننجز ماتبقى من مهام واجبة فاستمروا في اعتصامكم لانه الحارس لمكاسب ثورتكم والضامن للتغيير الذي تنشدونه.
والسلام عليكم
مالك عقار اير
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
رئيس الجبهة الثورية السودانية
نائب رئيس نداء السودان
27 ابريل 2019م
المصدر صحيفة الراكوبة